عن القضاء والقدر !!
محمد فضل الحضرمي
من مراتب الإيمان التي قد يصل إليها المؤمن ” الإيمان بالقضاء والقدر ” ، فهي أعلى المراتب والوصول إليها ليس بالأمر السهل، كما انه ليس بالأمر الصعب والمستحيل …. لأنها من فطرة الإنسان ونحن فطرنا على الإيمان بالقضاء والقدر ودين نبينا محمد عليه الصلاة والسلام أمرنا أن نكون قريبين من الخالق عزوجل مؤمنين بقضائه وقدره إناطلاقا من الآية الكريمة ” عسى أن تكرهوا شيء وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيء وهو شر لكم” .وقال تعالى :”يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب” فمن الناس من وفقه الله ووصل إلى هذه المرتبة العظيمة رغم ما تجرعه من مرارات المواقف الصعبة أو الحرمان.
إن للإيمان بالقضاء والقدر راحة نفسية ،لا توصف وحكمة ،لا تقدر بثمن وصبر يهب لك الحسنات ويحسن من النظرة لما يحصل ولما قد يحصل هناك من يبتعدون عن الإيمان بالقضاء والقدر بحجة مشاكل إصابتهم ولا يدركون أن هذه المشاكل أو فقدان شيء غالي أو بلاء من الله أكان جسدي أو معنوي ما هو إلا اختبار من الله عزوجل لقوة إيمانهم ورضائهم بقضاء الله وقدره ومن الناس من أغوتهم الدنيا ونسوا أن لله عليهم حق .
هناك من الناس من يقولون أنهم وصلوا لهذه المرتبة المتقدمة لكن بالكلام فقط دون إدراك وإيمان في قلوبهم، فهناك من الناس ما يحلو لك كلامه لكنه في الحقيقة لا يقوم بشيء من هذا الكلام وهناك من يعطيك نصيحة أو يأتيك بكلمة تكون أفصح من كلام الذي يسبقه لأنها تأتيك من تجربه ومن إيمانه الذي هو يعشيه ويحب لك أن تعشيه وتعرف معنى الإيمان بقضاء الله وقدره. فمثلا رجال الدين الذين يعتلون المنابر في خطبة الجمعة لا اقول قد نسوا أن هذه المنابر أمانة يجب عليهم أن يؤدوها أمام الله والناس وان هذه المنابر هي للدعوة إلى الله وترسيخ قيم ديننا الحنيف لكن أغوتهم الدنيا وبعض الانتماءات التي أفسدتهم وأفسدت الكثير من الناس اتقوا الله بحق أنفسكم وبحق الناس الذين إما أن تجزوا من حسناتهم أو تأتيكم من سيئاتهم.
ولا يقتصر الإيمان بالقضاء والقدر على هذه الأشياء فقط فكما قال تعالى: “الذين إذا أصابتهم مصيبة ذكروا الله ” ومن ترك شيء لله عوضه الله خير منه ،فما من شيء يأخذه الله منك إلا وأبدلك ما هو خيراً منه ،قد يبتلينا الله بأمور لتطهيرنا وزيادة ثوابنا في الآخرة إلا أن بعضنا وكأنه يرفضها بقلة صبره وعدم رجعوه لله سبحانه وتعالى وهذا شيء مؤسف ،كن مع الله يكن معك ولا تنسى أن تؤدي ما وجب وحق عليك وإكثار من قول “لا حول ولا قوة إلا بالله” وأيضا “عسى خير من الله”.
واني لأشعر بالحسرة على الحال الذي وصلنا إليه فما من مسجد تنوي دخوله للوقوف بين يدي الله تعالى إلا ويأتي من يعكر صفوه هذه المساجد بمشاكله السياسية والانتماء الحزبي والطائفي وغيرها من هذه الأشياء التي جعلتنا امة ضعيفة لا نقوى على شيء إلا ” اشكي لي وابكي لك”،
اتقوا الله في أنفسكم يا سادة كيف تشتهون النصر على من يظلمكم وانتم أول من تظلمون أنفسكم ببعدكم عن الخالق عزوجل ونسيان واجباتكم وفروضكم ،فالتقرب من الله والإيمان بالقضاء والأقدار شيء عظيم لا يدركه إلا من وصل إليه . صحيح يجب العمل بالأسباب وصحيح يجب الأخذ بالوقائع لكن بنفس الوقت يجب البقاء والرجوع لله في كل شيء فمن الله والى الله هكذا يكون الإنسان تذكروا ان الله لا يضيع اجر عمل احد .
فلكل شخص منا دور لنفسه وللآخرين ، فالوالدين دورهما في المنزل والدعاة دورهم في المساجد والمعلمين في المدارس وكل إنسان في مجال عمله وموقعه. لست بداعية أو ما شابه ولكن هذا اقل ما استطيع أن أقدمه لنفسي ولكم أحبائي وعسى يكون خير في القادم أن شاء الله ……