الحديدة نيوز-علاء الدين حسين :
كان العمل الإعلامي في شمال اليمن محتكراً على الرجال لفترة طويلة منذ اندلاع ثورة السادس والعشرين من سبتمبر1962،ومع انفتاح اليمنيين على الثقافات الأخرى،سُمح للنساء الخوض في غمار تجربة العمل الإعلامي،وقد استطاعت النساء اليمنيات وبالأخص المنتميات لمحافظة الحديدة اللواتي يعملن في مضمار التقديم التلفزيوني والإذاعي تحقيق نجاحات لافتة ومتميزة في مهنتهن خلال السنوات الماضية. لكن بعضهن مايزلن يَشْكِينَ من التهميش المتعمد لهن،وعدم مساواتهن بنظيراتهن من الإعلاميات المنتميات لمحافظات يمنية أخرى من قبل الحكومات المتعاقبة خاصة منذ قيام الجمهورية اليمنية،الأمر الذي فاقم من معاناتهن النفسية جراء النظرة القاصرة والدونية التي تحيطهن من بعض فئات المجتمع.
في هذا التقرير يسلط”الحديدة نيوز” الضوء على أبرز المذيعات المنتميات لمحافظة الحديدة،وعن أوضاعهن .
الكيد العظيم :
لمعت أسماء ساطعة لمذيعات من الحديدة ومختلف مناطق الساحل الغربي في سماوات الإعلام اليمني،ومن بين تلك الأسماء المذيعة المخضرمة فاطمة الشريف،والمذيعة المخضرمة رسميه المليكي،والمذيعة الشابه رندا الشميري،وأخريات قلائل مايزلن يُـعدن بأصابع الأيدي ،بسبب ضعف التحاق النساء التهاميات في العمل الإعلامي .
فاطمة أحمد عبدلله الشريف،أبز مذيعة تهامية التحقت بالعمل في إذاعة الحديدة مطلع سبعينيات القرن المنصرم.
عقب حصولها على الماجستير في الإعلام من الاتحاد السوفيتي سنة1989،عاجت الشريف الى الحديدة وقدمت طيلة عشرة أعوام في الإذاعة برامج ثقافية واجتماعية وأخرى متخصصة عن الأسرة والأطفال ،وخاضت حوارات إذاعية متفردة ماتزال عالقة في أذهان الكثير من المستمعين إلى اليوم .
لم تشفع تلك السنوات التي أبدعت فيها الشريف خلال عملها في إذاعة الحديدة،فكانت تتعرض للاضطهاد بين الفنية والأخرى،وحتى وقت قريب انقطعت مرتبات الشريف.
في حديثها لـ”الحديدة نيوز“،تقول الإعلامية فاطمة الشريف،أنها تعتز بمسيرتها الإعلامية،وأن يجب على النساء أن يضاعفن من كفاحهن في بلد مثل اليمن حتى يحصلن على حقوقهن المكفولة قانونياً واجتماعياً،يجب أن يكون كيد النساء عظيم لمافيه مصلحتهن ومصلحة مجتمعهن.
تراجع اضطراري:
ومن مديرية الميناء بمحافظة الحديدة انطلقت المذيعة رسمية مرشد المليكي في مضمار الإعلام وحصدت السبق في التميز منذ أن التحقت للعمل في إذاعة الحديدة عام 1995،حينها كانت تعمل في تقديم الأخبار،ومذيعة ربط لفترات البث الإذاعي،وفي مايو 2002،تم تعيينها رسمياً مقدمة برامج في ذات الإذاعة.
كان شهر مارس 2008 الذي تحتفي به النساء بيومهن العالمي،شهر مفصلي لأنه شهد نقلة نوعية في مسيرة رسمية المليكي،بسبب انتقالها للعمل في التلفزيون وانضمامها،لكادر قناة سبأ الفضائية،كأول فتاة ومذيعة موظفة رسمياً بالمؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون الحكومية .وبعد عامين من ذلك تم تعيين رسمية منصب رئيسة قسم المذيعين.وخلال سنوات الحرب الجارية غابت رسمية من الظهور الذي كانت تحرص عليه في الشاشة.
في عام 2002، كانت إدارة إذاعة الحديدة تجوب مدارس البنات في الحديدة للبحث عن موهوبات في التقديم الإذاعي،حينها وجدت الإذاعة مبتغاها في مدرسة 26سبتمبر،عندما تم اختبار الشابة ذكرى سالم حيدرة،من قبل مدير برامج إذاعة الحديدة السابق احمد عمر احمد، ونجحت حيدرة في الامتحان،وتم تدريبها مدة 3 أشهر، لتنطلق بعدها في تقديم بتقديم البرامج الثقافية والشبابية والمعلوماتية والمشاركة في تمثيل الإعلانات التجارية.
حققت ذكرى شهرة متواضعة في الحديدة،الأمر الذي شجعها لصقل موهبتها من خلال دراستها في كلية الفنون الجميلة بجامعة الحديدة،لكن أداء وحضور ذكرى تراجع خلال زمن الحرب،كما يرى متابعين لها من الحديدة تحدثوا عن ذلك خلال حديثهم لـ”الحديدة نيوز“.
بصمات واضحة :
في عام 2006، صدحت المذيعة الشابة رندا همام المعروفة بـ”رندة الشميري” كصوت جديد في إذاعة الحديدة،واستمرت خمسة أعوام تعمل في ذات الإذاعة كمتطوعة،حتى تعاقدت معها الإذاعة كموظفة رسمية عام 2011،وقتها تم تعيينها مديرة لإدارة برامج تنمية المرأة والطفل.
ولأنها تمكنت من فرض نفسها وتحقيق ذاتها في وقت قصير من عمر مشوارها المهني استعانت منظمات دولية بها كمنظمة رعاية الأطفال و منظمة اليونيسف و منظمة برجرسيو للمساهمة في تقديم برامج موجهة للجماهير.
شاركت رندة في حملات مناصرة لحقوق المرأة و مناهضة التمييز ضدها و حقوق الطفل.
وخلال فترة الحرب كان لرندة بصمات واضحة في توعية ساكني الحديدة لإتخاذ الإجراءات الوقائية والاحترازية من أوبئة وأمراض فتاكة ،مثل حمى الضنك والكوليرا، مؤخراً الكورونا.
في حديثها لـ”الحديدة نيوز“،تتمنى رندة لنساء الحديدة ، ونساء اليمن الخير والسلام،وأن يكن صانعات للمجد لهن ولوطنهن.