الحديدة نيوز-علاء الدين حسين:
لايمكن أن تُعلن الدول اليمنية المتعاقبة عن رؤية هلال شهر رمضان المبارك،إلا من محافظة الحديدة (غربي اليمن)، ليس هذا في وقتنا الراهن فقط، بل منذ أعوام غابرة،حتى ظلت مهمة تحري هلال رمضان وكذلك عيد الفطر، مسنودة إلى علماء تهامة جيلاً بعد جيل، فلماذا يتم إختيار “الحديدة” بالتحديد،لإعلان ببدء شهر رمضان وعيد الفطر؟وماهي الطقوس التي يتبعها علماء تهامة لتحري الأهلة؟وماهي القواعد الفلكية المرتبطة بتحري الأهلة كما صاغها اليمنيون ؟ “الحديدة نيوز” تكشف ذلك في هذا التقرير
بالعين المجردة
تكون رؤية هلال شهر رمضان بعد انتهاء اليوم التاسع والعشرين أو الثلاثين من أيام شهر شعبان، حيث ينتهي اليوم بغروب الشمس، وإذا رؤي هلال شهر رمضان في أول الليلة؛ فهي أول ليلة من ليالي شهر رمضان، وبذلك يدخل الشهر ويجب صوم شهر رمضان.
ويُـرغب الاسلام الناس بأن يتراءو هلال شهر رمضان في آخر ليلة من شهرشعبان، بالعين المجردة، فإذا رأو الهلال وجب صوم شهر رمضان،وإن لم يرو الهلال بسبب عدم ثبوت الرؤية الناتجة عن احتجاب رؤية الهلال، بغيم أو ما شابه ذلك، فيتم تسمية ذلك اليوم بيوم الغيم.
وفي حال عدم ثبوت رؤية الهلال بسبب مشكلات جوية في السماء حينها يكون هناك شك، ويسمى ذالك اليوم بيوم الشك.
يقول الداعية الاسلامي الشيخ علي الاهدل،أن رؤية أي مسلم عالم أو تقي أو ورع لهلال شهررمضان أو هلال شوال تُعد واجبه وملزمة لكافة المسلمين على أداء فريضة الصوم أو الإفطار، وأن من يرى الهلال من المسلمين الثقاة يعتبر حجة على من لم يره. مصداقا لحديت النبي محمد صلي الله عليه وسلم القائل”صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته؛ فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين”.
لماذا الحديدة ؟
هذا العام توحدت غالبية البلدان الاسلامية في يوم دخول شهر رمضان المبارك،وكان يوم الثلاثاء هو غرة الشهر الكريم، ففي مصر حسمت دار الإفتاء المصرية موعد رؤية هلال رمضان 2021، بعد استطلاع الهلال من خلال 6 لجان شرعية على مستوى الجمهورية،وفي العراق ولبنان توحد الناس في صيام الشهر الكريم،وذات الحال في كل من “الجزائر وليبيا والصومال وفلسطين والأردن،وتونس”.وفي اليمن توحد الناس في كافة المناطق في صيام شهر رمضان الجاري.
و أعُلن عن شهر رمضان من الحديدة،كما تجري العادة،لكن الكثير من المواطنين باتوا يتسائلون : لماذا يتم اختيار الحديدة بالذات لرؤية الهلال.
في حديثه لـ”الحديدة نيوز“،يجيب العالم الفلكي عبدالعزيز العلوي، على ذلك السؤال ،موضحاً بأن بأن إختيار محافظة الحديدة لرؤية هلال شهر رمضان يرجع لأنها منطقة ساحلية منخفضة تتميز بالدقة المناسبة لرؤية الهلال.
ويقول العلوي:”المكان المنخفض أفضل للرؤية من المكان المرتفع كالجبال ،فعلى سبيل المثال عندما يكون منزل شخص ما أسفل جبل غربي ،فإن الشمس ستغرب عن العين بعد العصر،و لكن المناطق الساحلية يغرب القمر أو الشمس في فترة المغرب ”
ويضيف العلوي القول”الهلال في محافظة الحديدة يُـشاهد أكثر كلما كان البلد غربي، فمثلا هذا العام سيكمل رمضان في اليمن و السعودية و بلاد الشام ،و لكنه سينقص في دول الغرب كالمغرب و أمريكا”.
وتشير مصادر تاريحية إطلع “الحديدة نيوز” عليها ،إلى أن المنطقة الممتدة على طول الساحل جنوب محافظة الحديدة من منطقة منظر إلى ما بعد الميناء المعروفة تاريخياً باسم “مطلع اليمن” هي المكان الأنسب لرؤية الهلال بدقة ووضوح من أية ناحية فيها وسُمي مطلع اليمن ،كناية عن سهولة مطالعة الهلال منها.
و عُـرفت الحديدة عبر تاريخها بإجادة بعض أبنائها علم الفلك،حيث توارثت عائلات تهامية مهمة مطالعة وتحري الأهلة، ومن بين تلك العائلات،ال مكرم،فمنذ العام 1980،حتى 2019، كانت الدول والحكومات اليمنية المتعاقبة تعتمد على الشيخ عبدالرحمن عبدالله مكرم،الذي كان يرأس لجان تحري الأهلة،حيث كان يخرج دائماً إلى منطقة مطلع اليمن، ومنها يشاهد هلال شعبان في بدايته وانتصافه.
و في يوم 29 شعبان يشاهد الهلال يثبت ذلك بالشهود الذين كانوا يرافقوه ، لتأكيد ثبوت رؤيته، ويصدر بذلك حكم من المحكمة ، يصادق عليه رئيس الجمهورية، ويجري الإعلان عن ذلك عبر وسائل الإعلام، ويحدث نفس الشيء عندما لا تثبت رؤية الهلال.
لعلماء تهامة قاعدة الفلكية بشأن أوضاع وحالة القمر خلال أيام شهر رمضان تقسمه إلى 6 حالات، كما في النظم التالي: خمس هلال وخمس قمر وخمس بدور وخمس سمر وخمس محاق وخمس غدر
