|
نعمة الخطابي ما بين الكتابة والحلم تروي قصتها ..
الحديدة نيوز – عبدالكريم المربوع
” في كُل مرة اتجول بأرجاء مدينتي ، أشعر بأن ثمة شيءٍ عالقٍ بالأعماق تجاهها ربما حب، حب مدينة يتعب شبابها وكبار السن، ويحرم أطفالها من أبسط مقومات السعادة، ينام أبناءها على أرصفتها أثق بأنه حب ،ليس من المعقول أن نطيق مالا يطاق بها ونشكك بمقدار حبنا، إذ إن ذاتها من صنعت الحُب انها مدينة الحُديدة “.بهذه الكلمات بدأت الكاتبة نعمة الخطابي ذات ( 20 عام ) تسرد قصتها حول الكتابة ومدينتها ..
تتميز الخطابي بأرشيف جميل ،يحتوي على الكثير من الاقتباسات الجميلة لمدينة الحديدة مُنذ الطفولة ،تتحدث لـ “الحديدة نيوز ” قائلة : الحديدة تعتبر وطني ، وطني الصغير، البقعة الأكثر أمان رغم ازدحامها بالعبث، هي الشي الحسن ،رغم كل العيوب التي تحيط بها، هي مدينة السلام والتعايش ، كانت حاضنة ومازالت لجميع أبناء هذا الوطن، بثقافاتهم، بلهجاتهم، بعاداتهم والتقاليد .
بداية الحلم ..
بدأت نعمة مُنذ الطفولة تميل لمادة القراءة تحديدًا قسم ( التعبير ) ،وبعد مرور الأيام ومع تزايد الحُب لهذه المادة ، كانت تكتب للبرامج المدرسية وواصلت حتى كتبت لحفلات التخرج، وفي نهاية الثانوية كانت مقدمة أيضـًا في حفلات تخرج، كانت مُهتمة جدًا بالنصوص التي تتحدث عن الوطن والحروب حسب تعبيرها ولأنها لم تجد مكانـًا في مدينتها ينص على هذا الأمر” أصبحت غايتها الكُبرى فتح متجر كتابي لعشاق القراءة والكتابة بمدينة الحديدة ..
– إنجازات وجوائز
شاركت الخطابي بالعديد من الكتابات والاقتباسات الجميلة بمختلف المجلات وحصلت على الكثير من الجوائز والشهادات من عدة مؤسسات تهتم بالكتابة، وعملت كاتبة لدى مبادرة صناع الخير ( عدن ) والحملة الخاصة بالأيتام، وكان لها مشاركة في المعرض الدولي في القاهرة ” ريشة بلقيس “ولها مشاركات عدة online لفريق مدارات الحروف وتشير في حديثها ” للحديدة نيوز “” انتهيت ولِله الحمد من تجهيز كتابي الأول وسيتم نشره في الفترة القادمة تحت عنوان ( عِقدين من عمري ) والان أعمل على إعداد كتابي الثاني ،لم يكن هُناك صعوبة في بداية الأمر بمقدار تلك التي واجهتني بعد إن أكملت كتابي الأول في إيجاد المكان الأفضل لطباعة الكتاب ونشره ، إذ إن هناك مشكلة هي إن مدينتي تفتقر للندوات والدورات التدريبية لكتابة النصوص من قبل كُتاب كبار ، وغيرها من الدورات مثل كتابة القصص والسيناريوهات في مجال الأفلام وغيره ” وفق حديثها .
تأثير الحرب
أثرت الحرب على نعمة بشكلٍ كبير، تملكها الخوف، وآثارت قلقها، ومازال الهلع في تزايد ومازالت هذه الحرب قائمة مُنذ أكثر من سبعةِ أعوام، برغم كل هذا وبرغم استمراريتها لم تجعل نعمة تعتاد على سماع ضربات الصواريخ والقذائف والرصاص، بل في كل مرة تمر على مسمعها تغرس في جوفها كل معاني الخوف، مما قد يؤدي الى فقدان قواها وهذا امر مؤسف. قررت نعمة أن تنثر كل شعور الخوف الشديد بكتابات حزينة ومؤثرة، متأملة بأن يصل صوتها وصرخات حروفها إلى بقاع العالم.
الفتاة الريفية في الحديدة .. طموحٌات وأحلام مقيده
مُتابعين
تمتلك نعمة جمهور كبير من مُتابعيّ السوشيال ميديا ،ومن أجلهم تستمر في الكتابة والنشر على صفحاتها على الفيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة ، حيث كان لهذا الجمهور المتابع الأثر الكبير في ممارسة هوايتها بالكتابة ، فهي تعتبرهم عائلتها الجميلة وتقدم لهم بين الحين والآخر عبارات الشكر والتقدير من خلال بوستات خاصة بذلك ، وهي دائماً على تواصل معهم ،كما أنها تحب أيضا ً ان تبقى على تواصل مع صديقاتها، ومعلماتها في الواقع وتخص بالذكر الأستاذة/منى الوصابي، الأستاذة/ ولاءعادل، وأيضاً صديقها المصور عبدالكريم المربوع.
الحديدة :عودة ارتداء الأزياء والملبوسات الشعبية في الأعراس
أمنيات
تتمنى نعمة ما يتمناه كل فرد في هذا الوطن ، السلام على هذه الارض، الحرية، الازدهار التعليم الذي نستحقه، النهضة من جميع النواحي، النهضة بالاقتصاد، بالتعليم، بالثقافة الوطنية وحب الوطن وان تتوقف الحرب فهي حسب قولها ” الحرب نعجة أكلت ربيع أعمارنا، نارٌ اشتعلت في كبد بساتين شبابنا، الحرب فزّاعة حقول جعلتنا نتخبط حتى في تحليقنا، الحرب مصطلح آخر للموت، لقد وصلنا لذروة الوجع “أما على الصعيد الشخصي فهي تطمح ان تصل إلى ما تحلم به، لكل ما بذلت في سبيلهِ الوقت والجهد والتخطيط ” وفق تعبيرها “، كما انها تتمنى ان تقام المعارض والندوات الخاصة بكتابة النصوص وان تهتم السلطة المحلية بهذا المجال وتعمل على دعم وتشجيع وتطوير شبابها في الحفاظ على القراءة والكتابة وحمايتها من الضياع ، فالقراءة تخلق مُجتمع مُثقف وتزدهر الأوطان وتعلو الأمم .