|
أحمد معروف … شاب يتحدى الإعاقة والمرض ويحقق أحلامه
الحديدة نيوز/ يحيى خنن
داخل كشك صغير يجلس الشاب احمد على كرسي متحرك ، وأمامه جهاز كمبيوتر لابتوب ، يستخدمه لطباعة المستندات والوثائق ، وإدخال واصلاح برامج الهاتف المحمول .
احمد معروف البالغ من العمر (31 عاماً ) من أبناء الحديدة ، شاب من ذوي الاجتياحات الخاصة ومصاب بمرض الفشل الكلوي ، ، لم تمنعاه الإعاقة والمرض من فتح مشروعة الصغير ،ليعتمد عليه كمصدر دخل يكسب منه لقمة العيش.
افتتح أحمد مشروعه قبل عدة أشهر بمبادرة من اصدقاءه ، حيث قاموا بمساعدته في اصلاح كشك صغير وشراء جهاز لابتوب وطابعة ، ليبدأ العمل في مهنة اصلاح الهواتف وطباعة الأوراق والمستندات ، وهي مهنة تتناسب مع تخصصه التعليمي .
بعد افتتاحه للمشروع أصبح أحمد يتوجه يومياً من الصباح الباكر الى كشكه الصغير ،ويستقبل زبائنه بابتسامة ووجه بشوش، فمنهم من يريد إصلاح هاتفه ،ومنهم من يريد طباعة بعض الأوراق ، والبعض يريد شراء رصيد اتصالات ، ولا يعود الى منزله الا مساءاً ، وقد نال ثقة الكثير منهم ، لما يتمتع به من اتقان وأمانه في عمله .
إصرار وعزيمة
” رغم اعاقتي ومرضي استطعت ان أدرس واتعلم الحاسوب، وحصلت على مؤهل دبلوم وخلال دراستي تعلمت الكثير في مجال الحاسوب ،وبدأت افكر بفتح مشروع يتناسب مع مؤهلي وقدراتي ، والحمدلله بعد تخرجي وقف الى جانبي الكثير من أصدقائي وفتحت مشروعي الصغير “، هكذا يقول الشاب احمد لموقع الحديدة نيوز .
ويضيف ” لقد شعرت بفرحة كبيرة عندما رأيت بأن حلمي يتحقق ، وهو ان يكون لدي مصدر دخل وأعمل مثل بقية الشباب، لقد عانيت كثيراً ، لكن تحملت كل الآلآم في سبيل تحقيق حلمي “.
خلال دراسته الحاسوب أصيب احمد بمرض الفشل الكلوي ، وأصبح يتردد على مركز الغسيل كل أسبوع ، وزادت معاناته حيث انضمت معاناة المرض الى معاناة الإعاقة التي يعاني منها ولكن رغم ذلك أصر ان يواصل تعليمه حتى نال شهادة التخرج .
شاب مكافح
أصبح أحمد مثالًا للشاب المكافح الذي تحدى الإعاقة والمرض ولم تتوقف حياته بسببهما ، بل إنه سعى إلى النجاح ولازال يسعى دون أن يمل أو يصاب باليأس ، ويقول لموقع الحديدة نيوز ” سأستمر بكل عزيمة وقوة بإذن الله ، حتى أصل إلى تحقيق أحلامي ، لن أتوقف عن السعي ولن أشعر باليأس مهما كانت الظروف الصعبة التي أواجهها ” .
واختتم حديثه بالقول ” لايزال لدي حلم واحد وهو الحصول على كرسي كهربائي ، استطيع بواسطته التنقل بمفردي والذهاب الى مكان عملي ، والأماكن التي اريد الذهاب اليها ، أتمنى ان يتحقق حلمي وأحصل على هذا الكرسي ، الذي لم استطيع شراءه حالياً بسبب غلاء سعره ، وانا لا امتلك قيمته”.