الفحم الخشبي بديلاً عن الغاز
الحديدة نيوز / هلال الشميري
“نذهب كل يوم إلى المخابز والأفران لشراء الفحم المشتعل ، من أجل طبخ بعض الطعام لأبنائي ” بهذه الكلمات يختصر “أبو حسام ،معاناته مع انعدام الغازل المنزلي بمدينة الحديدة الساحلية ( غرب اليمن ).
صادفنا “أبو حسام “وهو في أحد المخابز يقوم بشراء الفحم المشتعل ،المستخرج من الحطب الذي يستخدمه أصحاب المخابز بدلاً من الوقود ، من أجل طبخ بعض وجبات الطعام لأبنائه السته ” هناك إقبال كبير على شراء الفحم المشتعل من قبل المواطنين ، بسبب عدم توفر الغاز بشكل يكفي احتياج الأسر ، كل يوم يأتي الينا أبو حسام وغيره ،نبيع لهم الفحم ويستخدمونه في طهي الطعام ” هكذا يقول صاحب المخبز والذي اضطر هو الآخر لاستخدام الحطب بدلاً عن الوقود ،من أجل ان يستمر العمل في إنتاج الخبز والروتي ،الذي تعتمد عليه الأسر في مدينة الحديدة في وجباتهم اليومية.
اسطوانة شهرياً
حالياً يبلغ سعر الأسطوانة الغاز 5000 ريال ،وتحصل كل أسرة على اسطوانه شهرياً ،حسب ما هو مقرر من الجهات المختصة ، فيما يبلغ سعر الأسطوانة في السوق السوداء ما يقارب 12000 ريال .
يقول أبو حسام ” أحياناً استطيع توفير مبلغ 5000 ريال لتعبئة أسطوانة الغاز ، واحياناً لا امتلك المبلغ فاضطر انا والكثير من الأسر لشراء الحطب او الفحم ، رغم أن الشراء اليومي قد يصل في نهاية الشهر الى ضعف سعر الأسطوانة ، لكن لا يوجد لدي حل آخر غير هذا ، فأنا أعمل بالأجر اليومي ولا يكفي حتى لتوفير كل احتياجات أسرتي.
مخاطر جُمه
أدى لجوء الأسر للفحم كبديل للغاز الى ارتفاع معدل قطع الأشجار للحصول على الحطب ، الذي يتم حرقه للحصول على الفحم الخشبي ، وهو ما قد يسبب ضرراً على البيئة ، ففي الآونة الأخيرة أصبح الحطب والفحم يباع في المحلات بشكل كبير ، كما يتم بيعهم على أرصفة الشوارع.
وبحسب دراسة ميدانية نفذتها الهيئة العامة لحماية البيئة اليمنية ، أن مساحة الغابات في اليمن تقدر بنحو 1.5 مليون هكتار، وتبلغ مساحة المراعي والتكامل الزراعي الحرجي 22.6 مليون هكتار، تمثل مجتمِعة مصدرا مهمّا لتغطية الاحتياجات الغذائية للثروة الحيوانية وحياة السكان، غير أنها تعاني من سوء إدارة واستخدامات غير منظمة تسببت في تناقُصها نوعا وكمّا على نحو فاجع.
ويُعَدُّ الاحتطاب الجائر من أخطر العمليات المؤدية إلى تدهور الغابات بمعدلات سريعة ومتزايدة، بالإضافة إلى الآثار السلبية المتعددة المضرة بالبيئة والمجتمع على المديين؛ القريب والبعيد، أبرزها انتشار ظواهر مثل الجفاف واختلال التوازن البيئي، وفقا لدراسة الهيئة.
معاناة منذ بداية الحرب
“أم عبدالله ” هي الأخرى تتشارك مع أبو حسام نفس المعاناة ، فهي تخرج يومياً ا لجمع الحطب او الكراتين المرمية بالشوارع ، وتستخدمها في طبخ الطعام تقول لموقع الحديدة نيوز” أصبحت عاجزة عن شراء أسطوانة غاز ، لهذا أذهب للمخابز للحصول على فحم أو أقوم بجمع الحطب والكراتين وأقوم بإشعالها والطبخ عليها ، والحمدلله على كل حال “.
منذ بداية الحرب على اليمن ، بدأت أزمة الغاز بالظهور وارتفع سعره ، وذلك بسبب حجز السفن المحملة بالغاز في البحر وتأخيرها من الدخول الى ميناء الحديدة ، وهو تسبب في انعدامه بشكل مستمر وفاقم من معاناة المواطنين ،الذين لم يكن امامهم أي بدائل غير اللجوء الى الحطب والفحم الخشبي .