المغرب :وفاة عاطل أضرم النار في نفسه
الحديدة نيوز/ الرباط – عادل الزبيري
أكدت تنسيقيات العاطلين عن العمل من حملة الشهادات العليا الجامعية خبر وفاة شاب مغربي اسمه عبدالوهاب زيدون، حاصل على شهادة جامعية عليا متأثراً بحروقه التي أصيب بها يوم الأربعاء الماضي بعد ان أضرم النار في نفسه.
والشاب المتوفى كان بين 3 شبان تم نقلهم من مدينة الرباط إلى مدينة الدار البيضاء ليلة الأربعاء المنصرم عقب إضرامهم النار في أجسامهم في أحد مقرات وزارات التعليم في قلب الرباط، احتجاجاً على إقصائهم – وفق روايتهم – من صفقة جرت ما بين تنسيقية للعاطلين عن العمل والحكومة المغربية للحصول على فرص عمل في الإدارات الحكومية دون اختبار.
وينتمي الشاب المتوفى إلى ما يسمى في المغرب “تنسيقيات حاملي الشهادات الجامعية العليا” الذين يحتجون بشكل مستمر منذ أكثر من 15 عاماً في الشوارع الرئيسية في الرباط للتعريف بقضيتهم وللمطالبة بالحصول على فرص عمل في الإدارات الحكومية.
وسجّل المغرب أول حالة لمحاولة إحراق عاطلين عن العمل من الشباب الحاصل على الشهادات الجامعية العليا في عام 2008 في ساحة البريد في قلب شارع محمد الخامس، وفي ذلك المشهد التاريخي، الذي كانت “العربية” شاهدة عليه، ساهم التدخل السريع للإطفائيين في إنقاذ حياة الشباب المغربي من الموت بسبب طريقة احتجاج تجعل الموت احتراقاً قريباً، وفي تشبه بالشاب الأوروبي الذي أطلق ما يسمى بربيع براغ في أوروبا الشرقية.
وفي مبادرة غير مسبوقة، قام عبدالإله بن كيران، رئيس الحكومة المغربية الجديدة، بزيارة ميدانية للشباب الذين احتلوا أحد مقرات وزارة التربية الوطنية، وتفاوض معهم، ووعدهم خيراً، وسلمهم رقم هاتفه المحمول الشخصي، وقام بالرنين على منسق المجموعة من الشباب العاطل عن العمل من حملة الشهادات الجامعية، طالباً منهم انتظار حصول الحكومة على الثقة البرلمانية لمباشرة ملفهم بالجدية الكافية، إلا أن الشباب رفضوا الإنصات لرئيس الحكومة وواصلوا اعتصامهم على سطح البناية الحكومية للأسبوع الثالث على التوالي، ومنهم من رفع صوته مطالباً بحضور العاهل المغربي محمد السادس للتحاور معهم، وهو ما اعتبرته مصادر حكومية في حديث لـ”العربية” بأنه تمييع للمطالب التي ترفعها حركة الاحتجاج للتنسيقيات المتحدثة باسم العاطلين عن العمل.
واعتاد سكان العاصمة الرباط مشاهد يومية للعاطلين عن العمل من الشباب الحاصل على الشهادات الجامعية على الاحتجاج اليومي في مسيرات أو في اعتصامات مفتوحة في الساحة المقابلة للبرلمان، أو من خلال عمليات اقتحام لمقرات الوزارات ولمقر محافظة العاصمة، ومحاولات متكررة لإحراق النفس في أقسى أسلوب احتجاجي، إلا أن غالبية الحالات يتم إنقاذها لتدخل السلطات الطبية، وفي حالات أخرى يكون التدخل الأمني بالعصي لطرد المحتجين من الشارع العام، وهو ما يخلف إصابات بين الشباب المحتج أو اعتقالات ما بين بعضهم خلال عمليات إيقاف حركة السير على الطرقات أو محاولات اقتحام محطة القطار لإيقاف حركة القطارات.
نقلا” عن العربية نت