الإخوان يدرسون ترشيح أحد أعضائهم لرئاسة مصر
الحديدة نيوز-متابعات
أكد مصدر خاص من داخل جماعة الإخوان المسلمين لـ”العربية.نت”، أن “الجماعة تدرس التراجع عن قرارها السابق بعدم الدفع بمرشح للرئاسة المصرية وقد تغيّر رأيها في هذا الصدد”، فيما ذكرت تقارير صحافية أن الجماعة قد تدفع بخيرت الشاطر نائب المرشد العام للإخوان المسلمين لرئاسة مصر.
وقال عبدالمنعم عبدالمقصود، محامي الإخوان، لـ”العربية.نت”: “إننا نسير في إجراءات إعادة النظر في الأحكام الصادرة ضد الشاطر، وإذا سقطت هذه الأحكام كما حدث مع متهمين آخرين في نفس القضايا فعندها يجوز للشاطر الترشح للرئاسة، لكننا نسير في هذه الإجراءات سواء ترشح الشاطر أو لم يترشح”.
وأوضح عبدالمقصود أن “الجماعة يجوز لها أن ترشح شخصاً من داخلها إذا رأت أن في ذلك مصلحة للبلاد، خاصة مع تغير طبيعة الأجواء السياسية في الآونة الأخيرة، ويمكن أن تدفع بمرشح لها طبقاً لقانون الانتخابات الرئاسية إذا جمعت 30 ألف توقيع”.
معطيات تدفع بترشيح رئيس إخواني
وأشار عبدالمقصود إلى أن الغموض الذي بات يسيطر على الحالة السياسية تدفع الجماعة إلى التفكير مجدداً في طرح مرشح للرئاسة، وقد أكد مصدر من داخل الجماعة، اشترط عدم ذكر اسمه، لـ”العربية.نت” هذا الكلام.
وشرح المصدر الإخواني أنه “في ضوء المعطيات والمتغيرات الجديدة التي طرأت على الساحة السياسية خلال الأيام القادمة قد يغير الإخوان من موقفهم نحو الدفع بمرشح إخواني للرئاسة”، شارحاً أنه من ضمن هذه المعطيات رفض جميع من عرضت عليهم الجماعة الترشح للرئاسة لأن “الجماعة ترى أن رئيس مصر القادم في المرحلة التي تلي الثورة لابد أن يكون له مواصفات خاصة تتواءم مع طبيعة المرحلة الانتقالية والتي تعتبرها الجماعة مرحلة لا تقل عن 5 سنوات”، حسب قوله.
وأضاف المصدر أن “مجلس شورى الجماعة هو الذي اتخذ القرار السابق بعدم الدفع بمرشح للجماعة في انتخابات الرئاسة، وهو أيضاً صاحب قرار الرجوع عنه، وهذا ما سيتحدد بالفعل في اجتماع مجلس شورى الجماعة يوم الجمعة المقبل”.
تلميحات أمين عام الجماعة
وتتزامن تأكيدات المصدر مع تلميحات أخرى عن هذا التغيير في موقف الإخوان جاءت في سياق تصريحات أطلقها الدكتور محمود حسين الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين وجاء فيها “أن هناك مَن يحاول أن يُلجئ الإخوان للدفع بمرشح للرئاسة”.
وأضاف حسين خلال مؤتمر نظمه طلاب الإخوان، أمس، في المدينة الجامعية لجامعة الأزهر فرع أسيوط: “حاولنا الدفع بأكثر من شخصية عليها توافق إلا أنهم رفضوا، ربما خوفاً من المرحلة أو هناك ضغوط تمت ممارستها عليهم”.
وأكد حسين أن هناك مؤامرة على التيار الإسلامي وعلى مصر كي لا تحكم نفسها بنفسها، وتظل تابعة لهذا الطرف أو ذاك، وأن هناك محاولات لإعادة النظام على الشكل الذي كان عليه قبل الثورة، مشيراً إلى أن الأزمات التي نعيشها مفتعلة ومصطنعة وهدفها دفع الإخوان والبلد كلها إلى تقبل أي نتيجة وأي ثمرة للحفاظ على الأمن.
تضخيم إعلامي
ومن جانبه، علّق الدكتور رفيق حبيب، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، على هذه التصريحات قائلاً لـ”العربية.نت” إنه “حتى هذه اللحظة هناك مجرد أفكار في طرح مرشح للرئاسة تدعمه الجماعة والحزب، وما تبثه وسائل الإعلام حول ذلك هو أيضاً مجرد أفكار يطرحها الإعلام على أنها قرارات وأخبار ولكن لم يتخذ القرار النهائي بعد”.
وحول أسباب تأخر الإخوان في إعلان مرشحهم للرئاسة أجاب حبيب أن “الموقف صعب ومن هنا جاء التأخر وكثيراً ما اتخذ القرار ولكن تم تأجيله كثيراً أيضاً”.
وفي السياق ذاته اعتبر خبراء أن تصريحات حسين تعد بمثابة تمهيد لإصدار قرار من مجلس شورى الجماعة في اجتماعه يوم الجمعة المقبل بالتراجع عن القرار السابق بعدم ترشيح أو دعم أحد من أعضاء الجماعة في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وأشارت مصادر سياسية، على عهدة صحيفة “اليوم السابع”، إلى أن تزامن تصريحات الأمين العام للجماعة مع الأنباء حول تقدم 13 عضواً من مجلس شورى الجماعة في الاجتماع السابق بطلب لترشيح خيرت الشاطر في الانتخابات الرئاسية يعد مؤشراً حول اعتزام الجماعة التراجع عن قرارها السابق “رغم صدور أحكام جنائية ضد الشاطر في قضية ما عُرف بميليشيات الأزهر”.