متلازمة الفقر والحديدة

‏  2 دقائق للقراءة        354    كلمة

فقر

الحديدة نيوز- خاص

متلازمة الفقر والحديده:

ع. ش صبي في الثامنة من عمره تم ادخاله لمستشفى الثورة العام في يونيو الماضي الى قسم سوء التغذية ، وهو في الاصل مصاب بمرض مزمن تكسرات الدم اضافة الى سوء تغذية .

في المرة الاولى التي القيت فيها نظرة على جسد الصبي المنهك خانني حدسي وتوقعت أن الأخطر هو ما يحدث الان ، في ذلك القسم الكئيب كان منظر الأطفال وأمهاتهم من أكثر المناظر التي اتمنى حتى هذه اللحظة لو كان بإمكاني التخلص من ألمها .

تكررت زياراتي لمرات عديده لمتابعة حالة الصبي التي كانت تتأرجح بدون استقرارا ، طلبت منه في أحدى المرات اخذ صورة له وسألته هل يوافق ؟

لكن أجابة الصغير كانت مؤلمة جدا : ( لا ، أنا أتوجع ).

ماذا عن كل تلك الصور التي التقطتها له وهو في غيبوبة الالم بعد اخذ اذن والدته ، وماذا عن كل اولئك الضعفاء اللذين التقطت اضواء الكاميرات صورا عديده بدون ان تستأذن أوجاعهم .

***
في المستشفى يتم تقديم الخدمات مجانا هناك لكن الموجع جدا هو تردي الوضع المادي لأهالي الاطفال واللذين سيعودون لقٌراهم الفقيرة لمواجهة الجوع والفقر وجها لوجه مرة أخرى.

كان يونيو الماضي موافقا لشهر رمضان المبارك والذي كان يحمل معه مساعدات من فاعلين الخير اللذين يقصدون المستشفى الذي يستقبل أكبر عدد من مرضى الحديده ومديرياتها ، لذا كان بعض الاهالي يرفضون الخروج من المستشفى رغم تحسن حالة اطفالهم رغبة في تلقى مساعدات تعينهم في الايام القادمة .

بعد مرور اسبوع على العيد كان ع. ش قد استعاد صحته وابتسامته الجميلة ، ذهبت بقلق لوداعه وانا أتمنى ان اراه مرة أخرى في مكان آخر غير المستشفى ، قبل وداعه باسبوع طلبت من ان يتمنى شيئا يحلم بالحصول عليه ، صدمني طلبه قليلا ثم ضحكت بأسى لأن أمنيته كانت شبه مستحيلة ، ( برود ) هكذا قالها فهو لا يعرف ماذا تعني كهرباء مقطوعة و لا يعرف ماذا تعني حرب ظالمة وليس من اللائق شرح كل هذا لقلب ملاك صغير.

عن arafat

شاهد أيضاً

قحيمان .. استفاد الوطن ولم تخسر الحديدة .. 

‏‏  4 دقائق للقراءة        792    كلمة                     أول …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *