الحديدة نيوز – راي اليوم
بعد عام واحد من مشهد المقاعد الشاغرة في منافسات ألعاب القوى بدورة الألعاب الأولمبية الماضية (ريو دي جانيرو 2016) ، ينتظر أن تختفي هذه الظاهرة وأن تحتشد الجماهير في المدرجات خلال فعاليات النسخة الجديدة من بطولة العالم لألعاب القوى التي تستضيفها العاصمة البريطانية لندن في الأيام القليلة المقبلة.
وتحظى ألعاب القوى بشعبية كبيرة في بريطانيا خاصة بعدما خطف العداء البريطاني الشهير محمد (مو) فرح الأضواء خلال دورة الألعاب الأولمبية (لندن 2012) .
كما كان سطوع العداء الجامايكي يوسين بولت في الدورة الأولمبية نفسها مصدرا للإثارة والمتعة للجماهير التي كان احتشادها في مدرجات الاستاد الأولمبي بالعاصمة لندن بمثابة ضمان لنجاح البطولة المرتقبة في لندن خلال الأيام المقبلة.
وينتظر المنظمون لمونديال القوى في لندن أن تشهد فعاليات البطولة كرنفالا جماهيريا في المدرجات على مدار أيام البطولة.
وما يضاعف من الاهتمام الجماهيري المتوقع للبطولة الجديدة أن هذه النسخة ستشهد اعتزال بولت من ناحية وانتهاء مسيرة فرح في سباقات المضمار ليتحول بعدها إلى سباقات الماراثون.
وشهدت المرحلة الأولى لعملية بيع التذاكر أكثر من مليون طلب لشراء التذاكر بينما يبلغ إجمالي تذاكر البطولة 700 ألف تذكرة على مدار عشرة أيام حيث تقام فعاليات البطولة من 4 إلى 13 آب/أغسطس الحالي.
وكانت بريطانيا دائما من الأسواق البارزة في عالم ألعاب القوى نظرا لتعدد أبطال بريطانيا في أم الألعاب مثل روجر بانيستر أول من كسر حاجز الأربع دقائق في مسافة ميل واحد ومواطنه سيباستيان كو الفائز بذهبيتين أولمبيتين وحامل الرقم القياسي العالمي لسباق 800 متر والعداء لينفورد كريستي ومواطنه دالي طومسون النجم السابق للمسابقة العشارية.
وما زال كثير من البريطانيين يتذكرون ما يطلق عليه “السبت السوبر” الذي شهد قبل خمس سنوات فوز فرح بذهبية سباق عشرة آلاف متر ومواطنته جيسيكا إينيس هيل (في المسابقة السباعية) ومواطنهما العداء جريج راذرفورد (في سباقات الحواجز) ثلاث ميداليات ذهبية لبريطانيا في غضون أكثر قليلا من ساعة واحدة خلال أولمبياد 2012 لتكون قمة النشوة بين الجماهير البريطانية.
ورغم صعوبة تكرار هذا الأمر مع اعتزال إينيس هيل وإصابة راذرفورد إضافة لخوض فرح سباق عشرة آلاف متر في يوم الجمعة المقبل أول أيام البطولة ، فإن ظهور بولت في نهائي سباق 100 متر يوم السبت المقبل سيجذب الجماهير بقوة إلى الاستاد.
كما ينتظر أن يجذب الفريق البريطاني حضورا جماهيريا كبيرا حيث يضم إلى جانب فرح بعض النجوم الآخرين مثل لورا موير المتخصصة في سباقات المسافات المتوسطة وكاترينا جونسون طومسون نجمة المسابقة السباعية.
وقال نيل بلاك مدير الأداء بالاتحاد البريطاني لألعاب القوى : “حماسنا تجاه هذه البطولة أكبر من حماسنا تجاه أولمبياد ريو…. مونديال القوى في لندن 2017 هو أكبر حدث رياضي عالمي هذا العام كما ستكون أكبر حدث رياضي في هذا البلد منذ أولمبياد 2012 “.
وأضاف : “اخترنا بعض الرياضيين أصحاب المواهب الرائعة… الفرصة تبدو سانحة أمامهم الآن لتقديم الأداء الذي تفخر به أمتهم”.
ووصف كو رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى ، الذي كان رئيسا للجنة المنظمة لأولمبياد لندن 2012 ، هذه البطولة بأنها “قريبة للغاية من قلبي” وأنها “حدث رائع″.
وأشار كو إلى أن “قبل 12 عاما ، فازت لندن بحق استضافة أولمبياد ودورة الألعاب البارالمبية 2012 . أدى هذا القرار إلى إنشاء المتنزه الأولمبي والاستاد الأولمبي والقرار بالإبقاء على المضمار بعد الأولمبياد. وكان معنى هذا أن لندن قد تتقدم بطلب استضافة هذه البطولة”.