خلف العباءة..هذه المرأة الخليجية تعكس ما لا نعرفه
الحديدة نيوز/خاص
“عباءة ولثام بلون أسود. صوت خافت، تابعة للرجل.”
قد تكون هذه الصورة النمطية المرتبطة بالمرأة السعودية أينما حلّ ذكرها في العالم.
لكن، يوجد عالم كامل للمرأة السعودية “تحت العباءة،” تظهر فيه أوجهها المختلفة، كسيدة مجتمع، أو رائدة أعمال، أو أيقونة للأزياء، أو ناشطة اجتماعية.
إذا كنتم تجدون هذا الأمر صعب التصديق؟ ألقوا نظرة على حساب “Shoesandrama@” على موقع “إنستاغرام،”حيث توثّق رائدة الأعمال السعودية مريم مصلي التطوّر المميز الذي تمر فيه النساء في السعودية.
مصلي هي شابة من مدينة جدة، أسست شركة الاستشارات الراقية الوحيدة في السعودية، “Niche Arabia،” والتي تسعى من خلالها إلى الحفاظ على التجارب الراقية والنخبوية، عن طريق تنظيم العروض الحصرية للمنتجات الفاخرة للراغبين من نخبة المجتمع، أو تنظيم الفعاليات الاجتماعية التي تذكر بزمن قديم جميل.
وبالنسبة لمصلي، هذه النخبوية في الرقي لم يعد لها وجود اليوم تقريباً، في زمن وسائل التواصل الاجتماعي، الذي لا يولي اهتماماً للأصالة أو الجودة أو الولاء لعلامة معينة، بقدر الاهتمام بالشكل الخارجي والرغبة بأن يكون كل شيء على بُعد كبسة زر.
وتقول مصلي: “الزبونة من جيل الألفية، لا تحمل معايير الفخامة ذاتها التي حملها والداها. وبدل تسليط الضوء على التراث أو الجودة، ستذهب لاختيار أي شيء بتماشى مع “فلتر” الزهور على موقع “سناب تشات”.”
ولن تجد صوراً لمريم وهي تقف في وضعيات الـ “فاشينيستاز،” مرتدية الأزياء الراقية ومتباهية بالحياة الرغيدة في أحد الفنادق الأوروبية أو على الشواطئ الآسيوية، ولن تجدها امرأة سعودية مغيّبة أو تقليدية، بل ستجد امرأة عفوية تحارب “الصور النمطية التي تصنّف بها المرأة السعودية،” على حد تعبيرها، عن طريق مشاركة صور لسيدات عربيات ناجحات، أو مناقشة تحرّكٍ معينٍ في المجتمع انعكس على الموضة، أو التعليق على حدث محلي بشكل طريف.
وبالإضافة إلى دورها كمؤثرة اجتماعية، ومحررة أزياء، ومؤسسة شركة، هي ناشطة تسعى إلى إبراز أفضل ما في المرأة السعودية. ومن أبرز نشاطاتها تنظيم أول يوم للنشاط الرياضي في مدينة الملك عبدالله الرياضية، إلى جانب إخراجها لفيلم قصير يدعى “Under the Abaya،” والذي يركز على السيدة السعودية كرائدة أعمال.
ومصلي هي أول خبيرة أزياء عربية دُعيت إلى البيت الأبيض من قبل السيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما لحضور حفل “Celebration of Design”.
وفي حسابها “Shoesandrama على موقع “إنستاغرام،” تشارك مصلي صوراً مختلفة تنقل الأوجه المتعددة عن الحياة في السعودية. وتعتبر حسابها منصة اجتماعية “توثّق” التحول الذي تمر به السعودية وشبابها الذين لا يتجاوز نسبة 70 في المائة منهم الـ 30 عاماً.
وعن الازياء تحديداً، تقول مُصلي إنه لطاما تميزت المرأة السعودية بأسلوب راقٍ وجدي في الأزياء. لكن، مع توجهها إلى المشاركة أكثر في سوق العمل، تحوّلت إلى الأزياء الأكثر حداثة وعمليّة.
ونصيحة مصلي الوحيدة لأي شخصٍ يسعى لأن يصبح شخصاً مؤثراً في عالم الأزياء هي أن يحافظ على تميز أسلوبه، بغض النظر عن التوجه العام للموضة، لأن “من يرغب بمعرف الموضة الدارجة يستطيع شراء مجلة “فوغ”،” على حد تعبيرها.
أما قدوة مصلي في الأزياء فهي الشيخة موزة بنت مسند، بسبب “قدرتها على تحويل الأزياء الراقية مهما كانت جرئية إلى أزياء محافظة وأنيقة.”