الحديدة نيوز- متابعات
. . أخذت صفقة نيمار عالم كرة القدم إلى بعد جديد وأصبحت الأموال الهائلة ليست لها تلك القيمة في عصر العولمة. بسرعة يحصل نجوم كرة القدم على ملايين، التي لا تكون بالضرورة نعمة. والسؤال هو أين تذهب تلك الأموال؟ حتى وقت قريب كان كثيرون يعتبرون أن المبالغ التي دفعت لانتقال رونالدو وغاريث بيل وبوغبا، مبالغ خيالية ومبالغا فيها، رغم أنها كانت في حدود 100 مليون يورو لكل لاعب. لكن عالم الكرة دخل الآن بعدا ماليا جديدا بسبب صفقة انتقال نيمار إلى سان جرمان. وهي صفقة أثرت أيضا على الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا). فبمجرد وصول الأموال العربية القطرية (222 مليون يورو) إلى النادي الكاتالوني عبر اللاعب البرازيلي، ليلعب بالقرب من برج إيفل الفرنسي؛ أرسل برشلونة مفاوضيه إلى منطقة الرور الألمانية للتفاوض مع دورتموند حول الفرنسي عثمان ديمبلى، صاحب الأصول المالية والموريتانية، في أكبر تجسيد لمعنى “العولمة”. ومن يشكو أن الأموال لم تعد لها قيمة في صفقات الانتقالات يجب عليه ألا يشير فقط إلى العرب والصينين والروس، لأن الألمان ينفقون أيضا بسخاء الآن على الصفقات.
فبروسيا دورتموند دفع لفرايبورغ للتو مبلغ 20 مليون يورو من أجل ضم المهاجم الشاب ماكسيميليان فيليب، وبهذا يكون فيليب (23 عاما) لاعبا غاليا فعلا بالنسبة للأوضاع في ألمانيا. نيمار يقال إنه سيحصل على 30 مليون يورو سنويا، بينما يحصل لاعب الكرة في الدوري الألماني (بوندسليغا) في المتوسط على 1.9 مليون يورو، رغم التكتم على المبالغ الحقيقية لكل لاعب. أما مثلا رئيس شركة من شركات مؤشر (داكس) بالبورصة الألمانية فيحصل سنويا على 6.4 مليون يورو، بينما يحصل المواطن العادي العامل في ألمانيا، على دخل سنوي في المتوسط يبلغ نحو 42 ألف يورو، قبل خصم الضرائب والتأمينات. الأموال السريعة تجلب أصدقاء مزيفين أندية البوندسليغا الـ18 تدفع للاعبيها رواتب سنوية تبلغ 75 مليون يورو، وهذا أقل من نصف ما تدفعه أندية البرمييرليغ (152 مليون يورو)، بينما تدفع أندية دوري الدرجة الأولى الفرنسي لكل لاعبيها، فيما عدا نيمار، 51 مليونا. لكن السؤال الآنهو ماذا يفعل اللاعبون بأموالهم الكثيرة. لا يمكن تحديد مصارف الأموال فهي تختلف من شخص لآخر، لكن عموما عندما تكسب أموالا طائلة، مثل نجوم كرة القدم، يلتف حولك كثيرون، وقد تسير في طريق يؤدي في النهاية إلى ما لا يحمد عقباه، مثلما حدث مع الأسطورة الأيرلندي جورج بيست ومن بعده الإنجليزي جاسكوين، الذين سقطا في الإدمان والديون. لكن الأوضاع اختلفت الآن عن الماضي بالنسبة للاعبين النجوم، فمعظمهم لديهم مستشارون يرتبون لهم أوضاعهم، وخصوصا المالية. وقال أحد المستشارين الماليين لمجلة “11 Freunde” قبل عام إنه مسؤول عن الاستشارات المالية للاعبي كرة القدم ورياضات أخرى في منطقة ألمانيا وتبلغ الأموال التي يديرها 3.5 مليار يورو. وفي تعليقه على الأخبار بأن كريستيانو رونالدو صرف في حفلة في ليلة واحدة 140 ألف يورو، قال المستشار المالي الكسندر ليتش: “كثيرون من اللاعبين يحتاجون إلى دليل ومن يكسب مليون يورو في وقت قصير سيقع (في طريقه) على أصدقاء مزيفين.” مجالات إنفاق اللاعبين الأصدقاء المزيفون لنجوم الكرة ليسوا قدرا محتوما فهناك من اللاعبين من يحسن استثمار أمواله، فمثلا البرازيلي جيوفاني ألبر، نجم بايرن السابق، افتتح بثروته التي جمعها في ألمانيا، مشاريع كبيرة له ولأسرته في بلده. ورونالدو نفسه له استثمارات في العقارات وغيرها.
ودروغبا اشترى بعد فوزه بدوري الأبطال 2012 حصة في أحد مناجم الذهب في كوت ديفوار، حسب موقع “فيلت” الألماني. كما أن هناك من يدفع بنفسه الشرط الجزائي للانتقال إلى فريق آخر، مثلما فعل كارلوس تيفز عام 2007، حينما انتقل إلى مان سيتي. وهناك من يشتري حب الجماهير سواء بمشروعات مستدامة ومؤسسات خيرية أو حتى بمجاملات مثلما فعل رافييل فان دير فارت وحجز في ملعب هامبورغ مقاعد ممتازة بقيمة 100 ألف يورو من أجل الزوار والأسر التي تأتي للملعب. وهناك من يشتري راحته مثلما فعل ميسي، الذي ينزعج من الضوضاء وأشترى ضيعة كان جاره يعرضها للبيع ففاز الاثنان. بل هناك من أشترى لنفسه جزيرة مثل الدنماركي أرنه لارسن لاعب ليفركوزن السابق. لكن مجال انفاق الأموال المشترك بين النجوم عموما هو الحياة الفخمة الهانئة سواء تعلق الأمر بالسيارات أو المنازل أو الملبس والإجازات، وأبلغ دليل على ذلك كريستيانو رونالدو وديفيد بيكهام.