|
 3 دقائق للقراءة 599 كلمة
سهام وقصة إعاقة
ياسمين الصلوي / الحديدة نيوز
دائماً الإعاقة ليست فقدان حركة جزء من اجزاء الجسم بل الإعاقة الحقيقية هي الأستسلام للفشل والهزيمة .
الله يأخذ ويعطي ، غالبا يمتلك المعاق طموح غير عاديا و مهارة تميزه عن غيره ، مثل الذكاء الفطري ، وسرعة البديهة ، والتنبه ، والفهم بالإشارة ، والشجاعة .
في وطننا يعاني المعاق من إهمال ، يهمش وتهظم حقوقه . الحقيقة أن كل شخص موجود في هذا الكون لديه قدرة ولو كان يسيرا من الإعاقة والإعاقة ليس عجزا بدنيا ، الإعاقة تأتي في النفس اولا ، الكثير من الناس لديهم إعاقة في أفكارهم ونفوسهم لذا تجدهم لايستطيعون أن يقدموا شيئاً .
هذه الشريحة قادرة على العمل والإنتاج وهناك نماذج مشرفة من ذوي الإعاقة ، لهم رصيد بارز ولامح في خدمة مجتمعهم رغم إعاقتهم .
سهام محفوظ أمين بالغة من العمر ٢٧ سنة إعاقتها بدأت في سن الخامسة كانت البداية شلل نصفي اصابها فجأة ظلت طريحة الفراش لأسابيع ،
سهام ، تم نقلها للمستشفى وتلقت علاجها هناك لفترة ، نصحى الأطباء والدها متابعة علاجها حتى تتغلب سهام على إعاقتها ، وخصوصا أن حالة سهام قابلة للعلاج ، ظروف أسرتها المادية لم تسمح لها أكمال مشوار علاجها، ، حاول الكثير من أهل القرية جمع تبرعات من أجل إنقاذ سهام من أستمرار إعاقتها ، الا أن المساعدات التي حصلت عليها لم تكن كافية ، ظلت سهام تكبر ومعها إعاقتها ، تحبو بدل أن تسير على رجليها ، تستطيع تحريك يديها والعمل بها لكن فقدت حركة رجليها ، سهام من ذوي الإعاقة ، الفئة الأكثر تهميشا في مجتمعا ، تهميش داخل الأسرة وتهميش في المجتمع ، إهمال اسري وكذلك مجتمعي .
تحدثت أخت سهام عن ذكائها ، عن وجهات نظرها ، عن طموحاتها ، عن نشاطها أن سهام لاينقصها الا مجتمع يقدر جيدا دور المعاق وحقوقه في المشاركة المجتمعية . فالأشخاص ذوي الأعاقة حقوق كفلها لهم الدستور والقوانين .
تلقت سهام تعليمها الإبتدائي فقط ، كان المعلمين في قريتها يذهبون لمنزلها وقت أختبارات العام ، حتى الصف السادس طلب مدير المدرسة احضارها للمدرسة يوميا مثلها مثل باقي الطلاب ، عجز والدها واسرتها على ذلك ، وخصوصا أن طبيعة الريف الجبلي لا تسمح لها التحرك بعربة مثل المدن ، لم تكمل سهام تعليمها ، ولم تستطيع ممارسة حقوقها گمعاقة .
تمتلك سهام ذكاء مبهر ، هي من تصلح جوال والدها وهي من تبتكر حلول لوالدها لإنقاذ محصوله ، ايضا إعاقتها لم تمنعها من ممارسة أعمال المنزل ومساعدت أسرتها في زراعة الأرض .
تسير سهام حبوا لاتمتلك كرسي متحرك ولا حتى ترغب في شراء كرسي لانها تدرك أن طبيعة بيئتها ومنزلها القديم لن يساعدنها في إستخدامه ، فمشروح تعبيد الطرقات لم يصل بعد لقريتها الصغيرة المعلقة في الجبل ، مثل المشاريع الخاصة بالمعاقين ، مجتمع متهالك وحرب طاحنة تود هلاكه ايضا .
كانت سهام تحلم أن تكون طبيبة ، أن تملك منزلا في قمة الجبل ، وأن تزرع فيه الورود الكثيرة ، أن تقوم بشراء خزان كبير للماء تستفيد منه نسوان القرية ، لكن إعاقتها جعلتها تظل تحلم فحلمها لم يتحقق بعد لكنها لازلت تحلم بجمعيات تأهل المعاق ومجتمع يتقبله وأسره تؤمن بحقه وتأيد دوره .