إنها ثورة القيم !!!!!

‏  3 دقائق للقراءة        535    كلمة

 


 إنها ثورة القيم !!!!!

بقلم / فهمي طه الزريقي

من تونس الخضراء تتمادى بك اللحظات هروبا نحو الجمال وتمتطيك صهوة المجد لترحل معها الى ماوراء الضباب .. وحالما تعود ..تكون قد وصلت الى مرحلة الإرتواء من عطش الحب ورغبة الإقتناء من السماوات الوردية اللون بعضاً من الإنطلاق نحو الضوء والحرية. نقطة فارقة في تاريخنا العربي هو البوعزيزي هذا الرجل الذي إختزل العربي في مشهد صغير وراح يحتفل من الألم بطريقته المأساويه مشيرا الى أن النارهي البديل الآخر إذا ما وجد العار في وطن لم يمنحة مايسد به رمق الحياة لاأكثر..تونس النموذج الأروع في المنطقة العربية برمتها ديموقراطيا برغم عتاوة الحاكم العربي وتشبثه الشديد بسدة الحكم إلا أن زين العابدين وعلى مايبدوا فهم الدرس وخانته الأيام والذاكرة العتيقة بأن الشعوب لن تصحوا من سباتها الطويل ذات يوم وكان يجحد بالريح والياسمين..لهذا إرتطم بالمعجزة الكبرى حين رأى الميلاد يدون النهاية الحتمية لديكتاتورية العتمة والعبودية والتسلط والجبروت والعنفوان ،
رأى ناراًتشب بكل ركن مظلم. ومع الوهج ترائى له الياسمين في الأعماق ناصعاً،كان شعباً يولد من رحم النار والغضب ،ينعقد خيوطاً من دخان يصعد بالأحلام نحو سماءالضوء الحرية، تداعى الغضب الشعبي العربي من كل قطر واستمر الزلزال يدمر أركان الطغاة .ويخلعهم واحدا بعد الآخر..
قدمت الشعوب كوكبة من شبابها الثائرين الأحرار ، تكللت الثورات العربيه بنجاح ماعدا الثورة السورية لم تزل تدفع ضريبة الياسمين من فلذات اكبادها وشبابها وشيوخها تحت صمت عربي ودولي هو الأخزى على مرالتاريخ ..
الناس تذبح ، الامهات تثكل ، الأطفال توأد ،الزوجات تأرمل ،عن أي فقه يمكننا التحدث الآن ، أي دمار وعذاب لحق بشامنا يامعشر المسلمين ،والله ما ينتظرون اولئك السوريون شيئا ،لقد فوضوا أمرهم الى الله وعلى يقين بأن الله مهلك الأولين والآخرين ،
ترى أين حميتنا ،وكرامتنا ونخوتنا وقوميتناوعروبتنا أو وشيئا من ذلك القبيل ؟ ، أين احاسيسنا ومشاعرنا ؟ ياترى أين ذهبت إزاء ما يحصل اليوم في وطن الورود، وعلى مقربة من قبور الصحابة والصالحين ، هل تبرأالى الله ياخالد بن الوليد اليوم ممافعله بشار،
الى متى سيضل ذبحك أيها السوري تسلية ًأو محض أغنية على شاشة التلفاز أو وقفة إعلانية يروج فيها منتج بائر ليس إلا
تجمدت الدماء في عروقنا نحن العرب ،وكأنها ضاعت الأخلاق والمكرمات ، والله المستعان ،هل اضحى الياسمين وبالاً على هذا الشعب ليتجرع الموت فناً من الفنون التى تعرض على مرأى ومسمع العالم ،؟
ليتها لم تكن تونس الخضراء ،ولم تنجب الأرض الياسمين ياسوريا العظيمة،ياليتها كانت ورود الأرض من حزن السماوات البعيدة ذابلة
وهكذا لم يتغير شيء على الخارطة العربيه سوى تغيرا طفيفا ، كلعبة الشطرنج ،تتنوع النقلات بينما يبقى هنالك ثمة نقلة جريئة تكون الفاصلة وتحسم النتيجة، الخلاصة اننا لم نبتعد كثيرا عما كان قبل ثورة الربيع العربي ماعدا تغيرت بعض الرموز القديمة وتفككت المعادلة الصعبة ليتسنى لنا الحساب مرة أخرىوإعادة جدولة الزمان كما تشتهيها إرادة الشعوب وبعيدا عن ميتافيزيقيا الرجل الأوحد الربيع العربي او بالأحرى الثورات العربية لم تكن ثورة من أجل تغيير وجه الخارطة السياسيه العربية والديكتاتورية المزمنة والأنظمة العربيه الشمطاء والمترهلة فحسب ..انما كانت من أجل تصحيح المسار الديموقراطي العربي.و ثورة القيم…..

 

عن gamdan

شاهد أيضاً

نتنياهو واستراتيجية الديماغوجيا .. 

‏‏  2 دقائق للقراءة        335    كلمة الحديدة نيوز – كتب – بشير القاز في أول تصريح …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *