“منظمات المجتمع المدني بعد الربيع العربي ”
بقلم / حمير مثنى الحوري
بلغ عدد المنظمات في اليمن و في نهاية عام 2006 إلى حوالي «5203» بحسب إحدى الصحف الرسمية … وتنشط منظمات المجتمع المدني في مجالات متعددة منها المجال التنموي والحقوقي والبيئي كما أن من أبرز أنشطتها الأنشطة الخيرية والإنسانية ,, وقد زاد عدد و نشاط هذه المنظمات في بلادنا أثناء الربيع العربي خاصة في مجال الحقوق والحريات وهذا مؤشر جيد أن تنتقل اهتمامات قطاعات من الشباب إلى الاهتمام بمشاريع التنمية والحقوق
وأن يساهموا في توسيع رقعة الوعي المجتمعي ويخففوا من معاناة أبناء بلدهم التي خلفها النظام , والأفضل منه أن يوجهوا الطاقات نحو ممارسة الأنشطة المفيدة والنافعة ….
غير أن بعض من شارك في برامج هذه المنظمات وأنشطتها نقل لي عدد من الملاحظات المخيفة والأنشطة المريبة لعدد من تلك المنظمات , والذي يؤكد هذا النقل وهذه الشهادة عدد من المؤشرات الظاهرة والتي منها :
ــ استغلال تلك المنظمات من قبل السفارات والمنظمات الغربية لتسويق النمط الغربي في العالم الثالث، واستغلال فقرهم ومرضهم وجهلهم في إملاء تصوراتهم ورؤاهم، ومما يؤكد هذا أن معظم أطروحات الغالبُ من تلك المنظمات جميل في مظهره، مقبول في عمومياته، ولكن مصدرها ووقتها ومحاورها التفصيلية يعكر حقائقها، ويجعل علامات التعجب والقلق تحيط بها من كل جانب .
ــ العناوين التي تحملها عدد من تلك المنظمات وأسماء حملاتها وبرامجها العملية مثل [:(] أوضاع المرأة وختان الإناث والنساء في الريف )كما تركز بشكل ملفت على (التمكين السياسي للمرأة ) رغم ما يثير هذا المطلب من جدل واسع في بلادنا ومن العناوين كذالك : (التسامح والتنوع الديني) ولمزيد من التأكيد : انقل لكم هذا الخبر الذي نقله موقع الحديدة نيوز :
(اختتمت اليوم بالحديدة الدورة التدريبية حول تحليل وإدماج النوع الاجتماعي في السياسات والخطط للمشاريع التنموية الخاصة بمنظمات المجتمع المدني )
ويكفي أن أختصر لكم مفهوم النوع الاجتماعي في التالي [:(] النوع الاجتماعي يعني التماثل الكامل بين الذكر والأنثى، بحيث يرفض الاعتراف بوجود الفروقات و التقسيمات، حتى تلك التي يمكن أن تستند إلى أصل الخلق والفطرة )
فهذا ما تريده بعض منظمات المجتمع في اليمن وهذا ما تنشده أن تطبع المجتمع على ثقافة دخيلة هزيلة مستوردة والله المستعان بعيدا عن ثقافة الشعب العريق ودينه وعاداته الكريمة متناسين قول الله [:(] وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى)
ــ ومن المؤشرات أيضا واقع المنظمات الإنسانية الإسلامية: حيث عانت من المحاصرة والتهم والمصادرة المستمرة وفي المقابل تلقى هذه المنظمات المشبوهة الدعم اللا محدود اقتصاديا وسياسيا ومعنويا من قبل الدول الكبرى وأنظمة الفساد التي أسقطتها ثورات الربيع العربي
هناك عدد من المنظمات في بلادنا تسعى لتغريب المجتمع وسلخ ثقافته القيمة ومبادأة العريقة حيث وقعت ضحية للمنظمات الأجنبية المشبوهة ولعلي أشير بشكل خاص إلى اللجنة الوطنية للمرأة , واتحاد نساء اليمن ,, كأشهر منظمتين فاعلتين من بين المنظمات (المشبوهة) في بلادنا..
وأنا بهذا المقال أشيد بجميع المنظمات الفاعلة التي تنبثق من روح وثقافة شعبنا وادعوا لدعمها والوقوف بجانبها كما أحذر من الاختراقات المتكررة لعدد من المنظمات باسم حقوق الإنسان والحريات وغيرها من الكلمات المعسولة..
أختم بالقول : أنه ينبغي على ثورات الربيع العربي أن تحذر من احتواء قوى الشر لأفكارها ومبادئها القائمة على الاستقلال السياسي والاعتزاز الثقافي حيث أن تلك القوى انتقلت من دعم الأنظمة إلى دعم تلك المنظمات المذكورة
وهذا لا يعني التضييق على المنظمات الخيرة والصادقة والتي لها تاريخ من العطاء وخدمة المجتمع إنما الرقابة عيها والحفاظ على بنية المجتمع من هذه الأخطار من أهم واجبات الثورة الحقيقية