الحديدة المشكلة والحل ؟!
بقلم / حمير مثنى الحوري
" الحديدة : واقع مرير " هذا لسان حال أبنائها وأحرارها ومن قدر لهم العيش فيها ,,
فهل تكمن مشكلة تدهور الاوضاع الخدمية والادارية والامنية في الجهاز الاداري أم في فشل خطط التنمية وعدم استيفائها لشروط النجاح أم في جهل أبنائها وضعف وعيهم المجتمعي أم المشكلة في تسلط المتنفذين وضعف مواجهتهم
*دلائل وجود المشكلات واستفحالها ومن أهمها :
1/ المؤسسات الحكومية ( انتشار الرشوى بشكل رهيب , استخدام الوظائف ومقراتها كمكاتب عمل خاصة , سؤ معاملة المواطنين , المماطلة في انجاز الاعمال , ضعف الانضباط بأوقات الدوام ) وان كانت هذه الظواهر موجودة في بقية المحافظات الا أنها في محافظة الحديدة أشد وقوعا وأكثر وضوحا
2/ انعكس الوضع السابق طبعا على المؤسسات الخدمية ذات الأهمية البالغة مثل الكهرباء والصرف الصحي وكون المحافظة ذات مناخ حار فقد زاد الأمر سؤا وبلاء مع حرارة الجو وانطفاء الكهرباء وفساد المؤسسات وانتشار مخلفات الصرف الصحي في كثير من الحارات وتتالي اضرابات عمال النظافة
3/ مؤشر خطير يلحضه الكثير من المتابعين وهو اهمال اثار وتراث المناطق التاريخية في المحافظة مثل مدينة زبيد وغيرها ,, في حين أن المناطق الاثرية والتراثية في المحافظات الاخرى تحظى بعناية فائقة ومتابعة دائمة وهنا سؤال لماذا هذا الاهمال لهذه المناطق ؟!
4/ الأمية الواضحة والظاهرة لكثير من أبنائها خاصة في الريف ويأتي نتيجة طبيعية لإهمال المدارس من قبل وزارة التعليم في تلك المناطق من حيث ضعف الرقابة أو انعدامها أو من حيث عدم العناية باعادة بناء المدارس وترميمها وعدم توفير وسائل المواصلات أو مناهج التعليم بشكل كافي ,, وهذا يفسر ضعف الوعي المجتمعي العام في المحافظة وانعدام ثقافة انتزاع الحقوق
* حلول مقترحة :
1/ الجهاز الاداري في المحافظة يتحمل بلا شك جزء كبير ومسئولية ضخمة للنهوض بالمحافظة واعادة الاعتبار لسكانها وهو مطالب بوضع الخطط التنموية ومتابعة تنفيذها
والحزم في معاقبة المقصرين أو المرتشين أو الذين يوغلون في الاموال العامة نهبا واسرافا ,, وهذا الجهاز لأهميته ينبغي أن يكون العاملين فيه على مستوى المسئولية ويتمتعوا بصفات القيادة وحسن الادارة المعروفة عند من يتقدم لتولي مثل هذه المناصب ,, فان لم يكونوا اهلا لها فعلى أبناء المحافظة وما جاورها عزلهم والمطالبة باقالتهم ومحاسبتهم وهذا واجب الاعلامي والعامي والمثقف وكل من أتاه الله قدرة على التغيير أو وسيلة للتعبير
2/ يقول الكواكبي : "الأمّة التي لا يشعر كلها أو أكثرها بآلام الاستبداد لا تستحق الحريّة" وأقصد من نقلي هذا القول بأن المسئولية تقع بشكل خاص على عموم ابناء الحديدة فمتى ما أرادوا التغيير فهو سهل المنال ان ارادوا وعليهم أن يعلموا يقينا أن ما هم فيه هو الاستبداد بعينه والاستخفاف في أقبح صورة فعليهم أن يسعوا لنيل كرامتهم بالوسائل الشرعية والسلمية وما عليهم الا أن يقرروا متى وأين وكيف يبدئون العمل لنيل حقوقهم
3/ من أهم الوسائل تشكيل مجلس رقابة شعبية يقوم الاداء الحكومي في المحافظة ويطالب بحقوق ابنائها ويعمل على ازالة وقلع المفسدين منها شريطة أن يضم علماء ثقات ومختصين واكاديمين يتصفون بروح التفاني والاخلاص كما ينبغي أن يضم هذا المجلس تجار واصحاب اموال ياخذون على عاتقهم دعم برامج ومشاريع وأنشطة هذا المجلس مع التنبيه لإهمية أن يكون مستقلا لا منتميا لإحدى القوى السياسية أو القبلية لضمان انحيازه الكامل لأبناء المحافظة ,,,,,,,,,,
هذه لفتة يسيرة نشارك فيها أبناء محافظتنا همومهم ونبوح لهم ببعض مشاكلهم ولعل ما كتبناه يتصفحه مسئوليهم فيراجعوا أنفسهم ويسعوا في اصلاح بلدهم ويتركوا آثارا يشهد لهم من جاء بعدهم بحسن صنيعهم ولعل الله " أن يكتب آثارهم " …