آثار الحروب على البيئة !!
بقلم / رجاء حمود الإرياني
البيئة الأرضية بكل ما فيها من مكونات ومقومات هي الوطن العام لبنى الإنسان ؛ ولقد أوجدها الله بحكمته ؛ وجعل الأرض بساطا وقدر ما فيها من الأرزاق والأقوات ما يفي بحاجة كل الأحياء التي على ظهرها .
ولكن إنسان العصر الحديث قد أندفع اندفاعا محموما نحو إشباع شهوته ونزواته من كل ما تقع عليه عيناه منبهرا بوسائل التقنية المتاحة فحال البشر اليوم إسراف هنا وتبذير هناك وتدمير هنا وخراب هناك بسبب الحروب التي يديرها الإنسان مما تسبب في إفساد البيئة التي يعيش فيها ولقد حرم الله عليه ذلك .
فمنذ أن خلق الله الأرض وما عليها من إنسان وحيوان حرم عليهم القتل والحرب والتدمير) .
قال تعالى فى سورة الحجرات آية (9) : _” وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فإن بغت احداهما على الأخرى فقاتلوا التى تبغى حتى تفيىء إلى أمر الله ”
ومنذ ذلك التاريخ والحروب تنشأ بين الأمم على فترات مختلفة والأسباب متعددة فيعم الدمار والخراب والهلاك والفقر والمرض مما يؤثر سلبيا على البيئة التى نعيش فيها بخيراتها من هواء وماء وتربة وحيوان فتكثر الأمراض وتموت الحيوانات والأسماك والنباتات وبذلك يقل الغذاء الرئيسى لهذا الانسان البشع الذى يسكن البيئة التى سخرها الله له وجعله خليفة له فيها وأثمنه عليها وأمره بالمحافظة عليها لكى تكون له سكنا وأمنا.
فنجد أن هذا المخلوق الضعيف الذى فضله الله على سائر مخلوقاته وغيره بالعقل الرشيد فبدلا من استغلاله من تطوير الموارد البشرية واستغلالها استغلالا أمثل نجده يقوم على تدمير نفسه جسديا وعقليا ونفسيا وذلك عن طريق الأدوات والوسائل التى هى من اختراعه وابتكاره والتى تنشأ عليها الحروب وأهمها السلاح النووى الضار جدا والذى تسعى جميع الشعوب لامتلاكه لكى يدمر كل منهم الآخر سعيا للسيطرة على المواد الطبيعية والبشرية التى جعلها الله ملكا لجميع البشر فيعيشون عيشة هنية ارتضاها الله لهم فيعمروا هذا الكون جيلا بعد جيل فى بيئة صالحة سليمة خالية من الأمراض والتلوث فبعيش هذا المخلوق فى أمان وحرية وسلام وخير ينعم به الجميع.
. الآثار النفسية للحروب :
نجد أن الحروب تؤثر تأثيرا فعالا فى نفسية البشر خاصة بعدما تنشر صور الدمار والخراب على وسائل الاعلام المختلفة فنجد نوع من البشر يشمئز وتهتز سريرته وتتعب نفسيته من رؤية الدمار الذى تخلفه القنابل والصواريخ والمدافع التى تهز المبانى وتحصد البشر كل ذلك له من الأثار النفسية المروعة خاصة عند الأطفال وكبار السن كذلك النساء اللاتى وتتأذى أعينهم وتتعب نفسياتهم من رؤية هذه المناظر البشعة .
وما لنا بالأطفال الذين يعيشون هذه الأحداث صباحا ومساءا حيث يستقيظ الطفل فزعا مرعوبا من اهتداد منزله وحتى سريره الذى ينام عليه ما هى إلا ثوان معدودات وتأتى أخبار أن العماره أو المنزل قد هدم على من فيه وما هى إلا لحظات ونجد أن هذا الطفل قد اصيب بهستريا وفقدان للشعور والوعى ويصبح هذا المنظر هو الشبح المخيف دائما والمرعب للطفل مدى الحياة .
الأثار الجسدية للحروب على الإنسان
وفى هذا الصدد يجب أن أتناول منظر ومشهد مصابى الحروب خاصة اللذين أصبحوا مقعدين بفعل بتر معظم أعضائهم الجسدية مثل الرجلين أو اليدين أو احدهما وكذلك من فقد بصره أو احدى عينيه
من الناحية الجسدية أيضا تؤثر الحروب تأثيرا مباشرا على جمع أعضاء جسم الانسان خاصة إذا كانت حروبا مباشرة تستخدم فيها الطائرات والمعدات العسكرية كما يحدث الآن اليوم من غزو غادر تتعرض له اليمن من قبل دول التحالف برئاسة المملكة السعودية وما تخلفه من وفيات واصابات يصعب علاجها خاصة مع كبار السن والأطفال .
تأثير الحروب على التربة :
ذكر القرآن الكريم فى عدة مواضع كيف أن الله سبحانه وتعالى بسط الأرض للإنسان وأنبت فيها الزرع وجعلها مهدا لكى يستطيع الانتقال عليها والسير فيها للوصول إلى حاجاته المختلفة ولكن الانسان باختراعاته وتطويره وسائل الحروب والتكنولوجيا أخذ يلوث هذه التربة يوما بعد يوم فكانت الحروب القديمة تتسبب فى قطع الأشجار وحرق المزارع ولكن بعد التقدم اصبحت هناك وسائل حديثة تستخدم فى الحروب وخاصة ذلك السلاح النووى الفتاك والتفجيرات الذرية والتجارب عليها تسبب تدمير التربة وتؤثر على خصوبتها مما يؤدي إلى قلة الطعام يوما بعد يوم وينتشر الفقر والجهل والمرض في معظم الدول التي تعاني من الحروب ولكن الحروب الحديثة جاءت بما هو أبشع مما كان متوقعا للتربة ومثل استخدام النظائر المشعة والتلوث النووى والآلات الحربية الحديثة فأتت على اليابسة وتأثرت جميع المخلوقات بتلوث التربة لأنها لا تستطيع أن تعيش بدون تربة صالحة للزراعة .
أثير الحروب على الموارد المائية :
تعتير الحروب أحد العوامل التي تسبب أضرار بليغة على الموارد المائية الطبيعية فالأساطيل البحرية والغواصات النووية واطلاق الصواريخ من تحت الماء تسبب تلوث كبير بسبب الاشعاعات التى تنبعث منها والعوادم التى تخرج منها فماذا يحدث لو انفجرت بعض هذه الصواريخ فى الماء بعد اطلاقها عن طريق الخطأ بما تحمله من رؤوس نووية ولا يخفى علينا ما تسببه الحروب من تلوث للمياه العذبة ومياه الأنهار والبحيرات فعندما نرصد أي نتائج حرب على أى مجرى مائى عذب نجد أن هناك بعض الجثث التى خلفتها هذه الحرب والتى تتحلل كيميائيا فى هذا المجرى المائى مما تجعله غير صالح لإستخدامه فى الشرب ورى المحاصيل الزراعية المختلفة
تأثير الحروب على الهواء :
إن الإنسان وما قام به من ابتكارات حديثة ومتطورة التى اصبحت تستخدم فى الحروب مثل الصواريخ بجميع أنواعها والقنابل النووية والتفجيرات الذرية والتجارب العملية التى يتم إجراؤها على هذه الصواريخ فى أوقات السلم تؤثر تأثيرا مباشرا على الهواء المحيط بالإنسان والحيوان والنبات الذى هو ضرورى لإستمرار عملية التنفس عند الانسان وعملية البناء الضوئى عند النبات .
كل هذه الأدوات تسبب تلوث الهواء بما يصدر عنها من اشعاعات وعوادم وكذلك المواد الكيماوية المستخدمة فى الحروب تسبب تلوث كبير للهواء مما يصيب الانسان بضيق التنفس وأمراض الرئة والقلب والأمراض السرطانية والجلدية – وكذلك يحدث تدمير للنباتات لأنها تحتاج للهواء مثل الانسان والحيوان وما يحدث الآن من نقص فى طبقة الأوزون المحيطة بالغلاف الجوى للأرض وهذه الطبقة تعمل على حماية الانسان من الأشعة الضارة التى تصل إلى سطح الأرض مثل الأشعة تحت الحمراء الضارة بالانسان والحيوان