أحمد علي صالح: لماذا عزله هادي واعادت أبوظبي استنساخه؟!

‏  7 دقائق للقراءة        1302    كلمة

أحمد علي صالح: لماذا عزله هادي واعادت أبوظبي استنساخه؟!

الحديدة نيوز / كتب: عبدالله جاحب 

تعود الى الواجهة أحداث قد تكون اعدت وتم طبخها للمرحلة المقابلة وفي أروقة ودهاليز ومكاتب الكبار أجري الاتفاق عليها وترك الصغار للصراع والنزاع .

تبدو الأمور في الشمال على مشارف ولادة حقبة جديدة وأدوات أكثر فاعلية على الأرض وتحقيق نتائج ملموسة بعيد عن التنظير والهواجس التحليلية التي لم تجني ثمارها ولم يقطف محصولها ..

احمد علي عبدالله صالح ولد في العام 1972 م سفير اليمن سابقا في الامارات العربية المتحدة من العام ( 2013- حتي 2015 ) م .

هو الأبن الأكبر للرئيس المقتول علي عبدالله صالح كان قائد الحرس الجمهوري اليمني لمدة ثمان سنوات ( 2004- 2012) م حتي قام الرئيس هادي بإلغاء الحرس ودمج وحداته في تشكيلات الجيش المختلفة خلال عملية هيكلة الجيش وكان قائد القوات الخاصة من العام 1999م وحتي العام 2012 م .

في 10 ابريل عين أحمد علي سفيرا لدي دولة الإمارات بالإضافة الى الحصانة من الملاحقة القضائية التي منحت له باتفاق المبادرة الخليجية هو و الأب ” صالح ” مما سمح لهم باستقلال النفوذ الواسع في كثير من القطاعات الجيش اليمني وقادته العسكريين خاصة الالوية التي كانت تعرف بالحرس الجمهوري اليمني الدعم للحوثيين قبل اغتيال صالح ضد الرئيس عبدربه منصور هادي وحاربت قوات الحرس جانبا الى جنب مع الحوثيين .

ترقي احمد علي سريعاً في الرتب السلك العسكري حتي وصل الى رتبه عميد ركن واصبح عضوا في مجلس النواب اليمني في انتخابات 1997م .

من حقبة زمنية وسيرة شخصية وأعداد وتهيئة شأت الأقدار ان تعيد أحمد مجددا إلى المشهد والساحة الشمالية والى كرسي حكم صنعاء فبعد ان ظل بعيدا عن المشهد السياسي والعسكري وكانت الامارات تحتفظ به كورقه لهذا اليوم بعد مقتل صالح ابو أحمد في أواخر العام الماضي وانهيار تحالف الحوثي وصالح وعدم ولادة تحالف صالح والتحالف العربي وإجهاض ذلك من قبل الحوثيين اليوم يعود التحالف ممثل بالامارات لإستخدام احمد علي بدافع الانتقام أكثر من الحكم والكرسي حيث ان أحمد قد تهيئته لذلك حيث كان صالح يعتزم توريث نجله دفة الحكم في الحياه السياسية وفي وثيقة ويكيليكس ذكر فيها ان معظم المراقبين بما في ذلك المركز الاستخباراتي الخاص التابع للسفارة يشعرون ان احمد علي يجري تهيئته ليكون الرئيس القادم خلفا لوالده علي عبدالله صالح .

كيف أعد “صالح” أحمد قبل الرحيل:-

كان الرئيس المقتول صالح يرى في أحمد ابنه مستقبله الذي لم ينتهي وأحلامه التي سوف تتحقق ومملكته التي لم تنتهي وتجديد الماضي والحقبة الزمنية المنتهية والنظام والحكم الذي لن يتلاشى فعمل صالح منذ زمن بعيد وحقبة زمنية ماضية على ترتيب الأحداث وتهيئة  الأوضاع لنجله احمد لتولي زمام الأمور حيث عمل على توسيع وتطوير الحرس الجمهوري حتي اصبحت تلك القوة جيشاً بحد ذاته لتشمل كافة المناطق اليمنية وانشئت وحدات جديدة تابعة اطلق عليها الحرس الخاص وجمعت كلها تحت قيادة واحدة اسندها صالح قبل موته مؤخرا الى نجله بعد عزل علي صالح الأحمر من قيادتها في العام 2000م وبالإضافة لمناصبه المذكورة اسند لأحمد علي قيادة القوات الخاصة في تلك الفترة وبدعم مباشر وقوي من الولايات المتحدة الأمريكية .

منذ سنوات وقبل مقتله يدور جدل بشان تحضير احمد صالح لكرسي الحكم والسلطة حيث ان أسناد مهمة قيادة الحرس جاءت ضمن تحضيرات حثيثة لصالح لتذيل الصعوبات امام نجله للمراحل المقبلة وافساح المجال لتوليه السلطة وبكل سهولة وانسيابيه وبدأت تظهر في السنوات الأخيرة دعوات ومبادرات تنادي وتطالب بترشيحه للحكم .

وعادت تلك المطالب والاصوات مجددا تطفو على السطح بعد مقتل صالح ليخلفه احمد باعتلاء كرسي الحكم ..

لماذا عزله هادي واعادت ابوظبي استنساخه:-

في ظروف أشبه بالكارثية والضبابية سعى هادي إلى إزاحة الكثير من العراقيل والحواجز وتظفير وقطع بعض الاذرع التي كانت تعرقل استمراره وتقدمه فقام بتفكيك العديد من القيادات العسكرية وازاحه البعض الآخر نظرا لتلك الظروف التي كانت تحيط بهادي بين أسوار القصر الجمهوري من مطالبات شبابية برحيل صالح وابنه احمد وتمدد حوثي يشارف وصوله الى اسوار وأبواب القصر في محاولة من الرئيس هادي لعزل أحمد علي عن الجيش وأبعاده عن المؤسسة العسكرية اصدر قرارا في 10ابريل 2013م بتعيين احمد علي سفيرا لدي الإمارات واعتبرت منظمة هيومن رايتس واتش تعيين احمد في منصب سفير وهو الذي كان على صلة بالانتهاكات في ثورة الشباب من شان هذا التعيين ان تمنحه حصانة دبلوماسية تعيق محاكمة وهو يعد من بواعث القلق .

وفي عام 7 ديسمبر 2015م قام بمحاولة لإخراجه من المشهد نهائيا بإصدار قرار رقم 34 لسنة 2015م بتعيين المهندس فهد سعيد سفيرا فوق العادة ومفوضا للجمهورية اليمنية لدى الإمارات العربية بدلاً من احمد علي .

لم يخطر في بال هادي يوما ان المتغيرات والأحداث والظروف والصدف قد ترمي بعفاش الصغير في طريقة مجددا وأن الدولة التي عزل بها احمد ونفاه فيها ستكون هي الدولة التي تعيد وتستنسخ احمد علي مجددا بعد محاولات هادي بالقضاء عليه سياسيا وعسكريا .

فقد اعادت الامارات احمد عفاش الى المشهد واكملت مشوار ما سعى إليه صالح في حياته فعملت الإمارات على سلك طريق التوريث لأحمد بعد موت صالح ووضع اللمسات الأخيرة في عملية الاستنساخ فهادي عزل أحمد والإمارات اعادت استنساخه مجددا .. !!!

من حاول اغتيال عفاش الصغير :-

لا ندري قد يعيد السيناريو نفسه وقد تسعى بعض النفوذ والقوى لإعادة تكرار سيناريو الاغتيال لعفاش الصغير ..

فقد تعرض احمد علي لمحاولة اغتيال عام 2004م في صنعاء على يد أحد الضابط ويدعي علي المراني اطلق ثمان رصاصات مما أسفر عن إصابته ونقله الى مستشفي الحسين في عمان الأردن لتلقي العلاج لكن الحكومة نفت الخبر ذلك بعد ان تأكدت من فشل محاولة الاغتيال وسلامة عفاش الصغير .

وفي 25 يوليو 2015 م دكت طائرات التحالف العربي منزل احمد علي عبدالله صالح خلال العمليات العسكرية والقوات المؤبدة لعلي صالح .

اليوم فهو في امان من طائرات التحالف ولكن هل أصبح في مأمن من اغتيال آخر ام يقع فيما وقع فيه عفاش الكبير ويكرر أخطاء السقوط وفخ الاغتيال …. !!!

رفع العقوبات .. هل تفتح أسوار صنعاء والتربع على كرسي الشمال:-

في 7 نوفمبر 2014م فرض مجلس الامن الدولي التابع للامم المتحدة على ” صالح ” واثنين من كبار القادة العسكرين للحوثيين ( عبدالخالق – اخ شقيق عبدالملك وابو علي الحاكم لا تهامهم بتهديد السلام والاستقرار في اليمن .

وتهدف العقوبات لوضعهم ضمن القائمة السوداء وقائمة المنع من السفر وتجميد أصولهم .

وفي 8 يونيو فرض الاتحاد الاوربي عقوبات على عبدالملك الحوثي واحمد علي عبدالله صالح ونصت العقوبات منعهم من السفر وتجميد الأصول المالية وذلك تنفيذا لقرار مجلس الأمن رقم 2216 .

ويشمل قرار مجلس الامن حضر توريد السلاح والعتاد ووسائل النقل العسكري لعلي عبدالله ونجله أحمد علي وكافة الأطراف التي تعمل لصالحهم ..

واليوم وبعد مقتل صالح تعالت الاصوات وارتفعت على ضرورة رفع العقوبات والإقامة الجبرية على أحمد علي عبدالله صالح وقد دعا طارق صالح ابن شقيق صالح الى رفع العقوبات على احمد علي كونها مطلب ضروري والزامي في هذا المرحلة .

وقد فرضت الامارات الإقامة الجبرية على احمد علي في 2015م واليوم تطالب الكثير من الحمالات والمبادرات لضرورة رفع العقوبات والإقامة الجبرية على احمد علي كونها المرحلة تقتضي ذلك ..

فهل رفع العقوبات يفتح أسوار صنعاء في وجه احمد عفاش وبها يعتلي عرش الشمال … !!!

 

عن gamdan

شاهد أيضاً

“اليمن : قصة مأساوية لحياة الطفولة المهدورة وجرائم العنف القاتلة”

‏‏  3 دقائق للقراءة        550    كلمة الحديدة نيوز // اشراق الصبري صنعاء – اليمن  في بلد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *