أسعار السلع الغذائية في اليمن
أسعار السلع الغذائية في اليمن

الحديدة ..التجار يستقبلون رمضان برفع أسعار السلع الغذائية

‏  8 دقائق للقراءة        1454    كلمة

الحديدة ..التجار يستقبلون رمضان برفع أسعار السلع الغذائية 

الحديدة نيوز- علاء الدين حسين :

 

 منذ بداية شهر شعبان بدأت الأسواق والمحلات التجارية في محافظة الحديدة ،الاستعداد بتوفير السلع  الغذائية  التي يكثر عليها الطلب في شهر رمضان ، مثل الدقيق والسكر والعصائر والمحلبية والتمور والمكسرات وغيرها ، لكن هذا الاستعداد كالعادة رافقت ارتفاع في الأسعار بشكل جنوني كما يصفه الكثير من الناس .

 

 وتخشى أم وليد، هذا العام من عدم مقدرتها على تجهيز وجبات غذائية اعتادت على تقديمها لعائلتها خلال أيام   شهر رمضان ،بسبب الارتفاع الجنوني لأسعار المواد الغذائية في محافظة الحديدة ومختلف المناطق اليمنية،وتؤكد أم وليد لـ”الحديدة نيوز”،بأنها لم تستطع شراء كيس الدقيق لإرتفاع سعره الى 22ألف ريال،بدلاً من 15ألف ريال وهي القيمة التي كان يباع فيها خلال العام الماضي،وتقول”الدقيق والقمح مادتان اساسيتان تدخلان في كثير من الاصناف الرمضانية في المائدة التهامية كالمخلوطة والسنبوسة ولقمة القاضي.

أسعار بعض السلع الغذائية

أسعار المواد الغذائية في اليمن
اسعار المواد الغذائية في اليمن

 

لاتخفي سامية حسين ربة منزل تذمرها وانزعاجها من زيادة الأسعار إذ تقول ” أصبحت في حيرة من أمري كل ما امتلكه من المال ، لا يكاد يكفي لشراء نصف احتياجي من السلع ، ولهذا قررت أن اهتم بشراء السلع الأساسية ،كالحبوب والرز والسكر والزيت ،تماشياً مع قدرتي الشرائية “.

 

 أما  بسام احمد من أبناء الحديدة  يرى بأن  الأسعار مرتفعة بشكل جنوني ، وكل عام يوجد زيادة في الأسعار عن أسعار العام الذي قبله ،ويقول بسام لـ الحديدة نيوز”،”الأسر تعيش ظروف معيشية صعبة نتيجة الأوضاع الراهنة ، فالكثير منها إلى الآن لم تستطيع شراء احتياجاتها من السلع ، ارتفاع الأسعار كالعادة يقف عائقاً أمام قدرتهم الشرائية، خصوصاً مع استمرار انقطاع المرتبات باعتبارها مصدر دخلهم الوحيد”.

 

غلاء عالمي أم جشع محلي:

  يبرر بعض تجار الحديدة ارتفاع الأسعار للحرب الروسية الأوكرانية،إذ يقول مهدي النهاري أحد التجار،في حديثه مع “الحديدة نيوز”،أن”اليمن بلد مستوردة لأغلب المواد الغذائية بمافيها حبوب القمح،التي يتم استيراد معظمها من أوكرانيا،وبلا شك أن الحرب في أوكرانيا كان لها التأثير السلبي على ارتفاع أسعار القمح”وتوقع النهاري ارتفاع أسعار القمح في الأشهر القادمة في اليمن .

 

 يرى الباحث الاقتصادي عدنان مسعود،أن التجار يستقبلون رمضان برفع أسعار السلع الغذائية ،وأنهم يستغلون المناسبة وهي التي يُكثر فيها الطلب على شراء المواد الغذائية،كما يستغلون الأزمات كالحرب الجارية في أوكرانيا.،ويشاطره في ذات الرؤية الباحث الاقتصادي سعيد رزاز،ويضيف خلال حديثه لـ”الحديدة نيوز”بالقول” إن من أسباب ارتفاع أسعار السلع باليمن استمرار الحرب والحصار وارتفاع أسعار المشتقات النفطية التي ساهمت بشكل كبير في زيادة الأسعار بسبب ارتفاع تكاليف النقل للبضائع” .

 

أسعار السلع الغذائية في اليمن
أسعار السلع الغذائية في اليمن

 أسباب محلية وعالمية

وفي وقت سابق كشف تقرير حديث صادر عن مركز الدراسات والاعلام الاقتصادي ، أن هناك شحة في المعروض العالمي من القمح، الأمر الذي سيؤدي إلى أزمة مستقبلية في اليمن ناهيك عن ارتفاع أسعاره إلى مستوى قياسية.وأوضح التقرير، بأن تداعيات الحرب سوف تعمق الأزمة الإنسانية في بلد يعاني من أسوأ أزمة إنسانية في العصر الحديث كاليمن، وأن أسعار القمح في اليمن بدأت بالتصاعد حيث ارتفعت بنسبة وصلت إلى 35 % منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية.

 

بينما حدد تقرير أصدره  البنك الدولي في الثامن من  نوفمبر المنصرم  ثلاثة أسباب لارتفاع أسعار الغذاء في اليمن خلال الـ18 شهراً الماضية، وقال البنك، إن ارتفاع أسعار السلع عالمياً إلى جانب الزيادة في معدلات التضخم والانخفاض الكبير في سعر العملة المحلية وزيادة كلفة نقل السلع، كانت السبب الرئيسي في ارتفاع أسعار الغذاء.

وقال التقرير إن ارتفاع أسعار الغذاء يؤثر في كل أسرة يمنية تنتمي للفئات الفقيرة والفئات الأكثر احتياجاً. وإن صدمات الدخل الناجمة عن جائحة «كورونا» وارتفاع أسعار الوقود تكون لها تأثيرات أشد على الأمن الغذائي للأسر الميسورة قليلاً. 

 

أسعار السلع الغذائية في اليمن
أسعار السلع الغذائية في اليمن

 

جهود ومبادرات :

وكان مدير عام مكتب الصناعة والتجارة بمحافظة الحديدة  عبدالواحد الحطامي  أكد في تصريح صحفي وجود زيادة في أسعار السلع الأساسية كالدقيق والسكر والرز والزيت وان ارتفاعها بالأسواق لامبرر له سوى جشع وطمع التجار .

 

 مهن تنتعش في رمضان وتوفر فرص عمل لشباب الحديدة

 

وأوضح ان المكتب وفي إطار مسؤولياته ومهامه الرقابية المناطة دشن منذ أربعة ايام نزول وحملات ميدانية في كافة عموم مديريات المحافظة.ونوه إلى انه تم ضبط 20 مخالفة تمثلت في احتكار ورفع سعر بيع مادة الدقيق وسداد رسوم الغرامات وتوريدها لخزينة الدولة .. لافتا الى تدخل المكتب لدى المحتكرين من التجار والبيع المباشر على المواطنين وأصحاب المخابز والأفران.

 

 كما أكد الحطامي أن المكتب لن يتهاون مع اي ارتفاع وسيتخذ إجراءات صارمة ضد المخالفين والمتلاعبين بالأسعار وقوت المواطنين وفقاً للقانون لحماية المستهلك ،وحذر من استغلال الأوضاع الراهنة .. داعيا المواطنين إلى الإبلاغ عن المخالفات على الرقم المجاني الخاص بالوزارة (174) – او الخاص بالمحافظة (8000095) ،وطمأن مدير عام المكتب بالمحافظة المواطنين بتوفر المخزون الغذائي في الأسواق .. مشيرا الى استمرار النزول وتكثيف مهام الرقابة وتفتيش الأسواق والمحلات التجارية ومخازن البيع للتأكد من مدى الالتزام بلوائح البيع المحددة وجودة المنتجات. 

 

ورغم هذا الارتفاع الجنوني للأسعار والوضع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه الكثير من الأسر اليمنية ، بدأت في الحديدة مبادرات مجتمعية وخيرية ، تقوم بتوزيع سلات غذائية على الأسر الفقيرة والمحتاجة ، وتتكون هذه السلال الغذائية من الدقيق والأرز والسكر والزيت والتمر والشاي والبودر والعصائر وغيرها ، وذلك من اجل مساندة الأسر.

 

الخاجلة: ألذ حلوى رمضانية لا تغيب عند أبناء الحديدة

 

يقول فتحي عبدالله وهو ناشط مجتمعي ان عدد من الشباب الناشطين استخدموا وسائل التواصل الاجتماعي كالفيس بوك لدعوة رجال الخير والمغتربين لتقديم الدعم المالي لشراء سلع غذائية ، والحمدلله هناك تفاعل كبير ولاحظنا على صفحات الناشطين قيامهم بتوزيع سلات غذائية ستؤمن لمئات الأسر احتياجهم من المواد الغذائية خلال شهر رمضان المبارك.

 

ورغم هذا الغلاء الذي يصفه الكثير بالجنوني ، إلا ان اليمنيين لا يزالون يأملون من الجهات المختصة القيام ، بدورها في مراقبة التجار وفرض القانون على المخالفين ، من اجل الحد من هذه الزيادة التي انهكت الأسر اليمنية ، وتسببت في عجزهم عن شراء كل احتياجاتهم من السلع الضرورية .

 

عن Admin

شاهد أيضاً

الجمعية اليمنية للطب البديل تبارك هيكلة وزارة الصحة وتعيين مديراً للبحوث والتدريب

‏‏  1 دقيقة للقراءة        182    كلمة الحديدة نيوز // قسم الأخبار    عقدت الهيئة الإدارية للجمعية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *