الحديدة نيوز- عادل الحكيم
”أكبر أحلامي أن أمتلك غرفه لي ولأولادي، أمنيتي أن أراهم في غرفةٍ ملكهم وليست إيجارًا، وبعدها فليأتني الموت“ بهذه الكلمات بدأ “عبدالله” حديثه لموقع ” الحديدة نيوز” عندما التقيناه في منزله .
الحاج عبدالله حمود 53 عامًا، متزوج وله من الأولاد خمسه، ويسكن في الحديدة مع زوجته وأولاده في غرفة صغيرة في حوش منزل لأحد أصدقاءه.
يقول الحاج عبدالله لــ ” الحديدة نيوز” وُلِدتُ في أسرة فقيرة بمحافظة ريمه، تنفست الفقر من لحظة وصولي إلى الحياة، وأن تولد في وسطٍ فقيرٍ ليس بالأمر الهين، بل هو إختبار يثقل الكاهل، وهذا كان إختباري الأول في الحياة.
بعد 4أشهر فقط من ميلادي، انفصلا والديّ عن بعضهما، ورمى كل واحد منهما مسؤولية تبنيَّ على الآخر، ليكفلني أعمامي وأتربى في كنفهم بمعاملة سيئة جدًا، وفي عامي العاشر قررت الخروج من بيت أعمامي وعدم العودة نظرًا لسوء معاملتهم لي، خرجت صبيًا وحيدًا لأواجه ببراءتي الطفولية حياة كالحة وعالم بائس، وهذا إختبار ثقيل يضاف فوق عاتقي الصغير آنذاك.
معاناته
يسرد عبدالله جزء من قصة حياته ومواجهته لكل اللحظات والمواقف الصعبة التي واجهته من بعد مغادرته منزل أعمامه يقول”غادرت المنزل ظهرًا بسبب سوء معاملة الأهل لي، لم أكن أعرف أحدًا من العالم في الخارج، مشيت وحيدًا بدون هدف، قضيت عدة ليال على قارعة الطرقات وجنبات الشوارع، آكل من فتات وبقايا المطاعم. استمر بي الحال هكذا لمدة عام كامل، لأجد بعدها عمل في أحد المطاعم بمقابل مالي زهيد للغاية، ما كان لي إلا أن أقبل العمل، قبلت به وبدأت فيه بجد، عملت فيه لمدة 6سنواتٍ أو ما يقاربها، كنت طيلة هذه الفترة أصرف جزءًا من المعاش وأدخر الباقي، بدأت أحلم بحياة كريمة وتكوين أسرة، أنفقت كل ما أدخرته في إستئجار شقة بسيطة، ثم وجدت عملًا في أحد المشاريع لبيع الأغنام، عملت فيه لأكثر من 7سنواتٍ حتى انتهى المشروع، ففكرت حينها بأن أتزوج“.
ويضيف ” عبدالله ” تزوجت وبدأت أرسم خارطة مستقبلي باستقلالية، قررت أن أفتتح مشروعًا لبيع “الطعمية والفلافل”، أنفقت فيه كل ما أملك، وبدأت العمل فيه بإمكانيات محدودة وبسيطة، مرّت الأيام والمشروع يكبر ويذيع صيته الحَسَن في أنحاء المدينة، عندها بدأت أتنفس كرامة العيش بعد فقدانها لسنوات طويلة، افتكرت أنني قد تجاوزت كل العقبات والإختبارات، ولكني أخطأت، فالأقدار وفي لحظة الإنتشاء بالنجاح- جاءت بغتة لتقلب كل أحلامنا رأسًا على عقب، فما إن بدأ مشروعي يكبر، حتى ألقت الحرب الدامية بظلالها على اليمن، قضت على كل ملامح الحياة، وعلى إثرها ضعف مشروعي حتى أنطفأ تمامًا وأفلست في النهاية، كما أنني لم أستطع أن أدفع إيجار الشقة التي كنت أسكن فيها مع زوجتي وأولادي فقام المؤجر بإخراجي منها“.
وضعه الحالي
يكافح عبدالله يومياً على دراجة نارية “مُتُر” تبرع له بها أحد فاعلي الخير، ويقول ” أعمل على الدراجة النارية جاهدًا منذ عامين، من أجل الحصول على ما يسد رمق جوع اطفالي، في أكثر الأيام أحصل على مبلغ ألفين ريالً، وهو مبلغ لا يكفي لقيمة وجبة واحدة لعائلتي .
ولكن ما أصبحت أتمناه وأحلم به ليس هو توفير الأكل لأطفالي ، بل أحلم في أن أجد لهم منزلاً يأويهم ، حتى ولو كان غرفه او غرفتين، أخاف على اولادي كثيراً ، ولا أريدهم أن يعيشوا نفس المعاناة التي عشتها أنا منذ طفولتي.