الاطفال في الحديدة..ضحايا سوء التغذية..
الحديدة نيوز/ فؤاد محمد
تتعرض الطفولة في محافظة الحديدة إلى الكثير من الماسي والانتهاكات التي أساءت الى براءتها ..فالى جانب الالاف منهم الذين غادروا المحافظة مع أسرهم بعد أن اشتدت وتيرة الصراع الذي لم يترك أي مكان في عروس البحر الاحمر الا وتركت فية ذكريات أليمة لهم..أتى مرض سوء التغذية على ما تبقى من أحلام الطفولة.
الاطفال في الحديدة تكالبت عليهم الشدائد فإلى جانب النزوح ..تشير تقارير منظمة اليونيسيف الى أن أكثر من نصف اطفال الحديدة مصابون بسوء التغذية الحاد والوخيم وهي المشكلة التي فاقمت المعاناة التي يتعرض لها هولاء الاطفال.
مرض سوء التغذية الذي يعاني منه اطفال اليمن بشكل عام ومحافظة الحديدة على وجة الخصوص بات أخطر من الحرب نفسها ..فالخطر الأكبر يستوطن الحديدة مع استمرار المواجهات المسلحة التي أوجدت كثير من العوامل المؤدية إلى سوء التغذية، ومنها انعدام الدخل وانعدام الأمن الغذائي للأمهات، وتدني مستوى الخدمات الطبية وصعوبة الوصول إليها.
ابناء محافظة الحديدة الساحلية يعيشون ظروفاً إنسانية صعبة جراء عدم توفر مصادر للدخل وفي ظل انقطاع الرواتب عن موظفي الدولة تلك الأسباب أدت إلى انتشار سوء التغذية ليس بين الأطفال فقط ..بل طال ذلك المرض الأمهات خاصة الحوامل منهن ليكون سبباً في حدوث أضرار صحية على أطفالهن أثناء الحمل وبعد الولادة.
يقول نائب مدير مكتب الصحة ومدير التغذية بمكتب الصحة في الحديدة الدكتور منصور القدسي ان البيانات تشير إلى ارتفاع عدد الأطفال المقبولين في برنامج سوء التغذية الحاد والوخيم إلى 38.827 طفلاً خلال الفترة من يناير إلى سبتمبر من عام 2018 الماضي ، مشيرا أنّ المصابين بسوء التغذية الحاد المتوسط، المسجلين في العيادات المتحركة التابعة لمكتب الصحة في المحافظة، بلغ عددهم نحو 6500 طفل من يناير إلى أغسطس 2018 وان عدد الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد المتوسط بلغ أكثر من 200 ألف طفل.
وعن وفيات الأطفال بسبب مرض سوء التغذية يؤكد نائب مدير عام مكتب الصحة لشئون التغذية منصور القدسي أنّ الوفيات بسبب سوء التغذية في المحافظة خلال الفترة بين يناير إلى سبتمبر من العام الماضي بلغت 87 حالة ، رغم ما يتم تقديمة من خدمات وفق الإمكانات المتاحة والدعم المقدم من منظمة يونيسف التي تأتي في مقدمة المنظمات في معالجة أمراض سوء التغذية، وكذلك منظمة الصحة العالمية، وبرنامج الغذاء العالمي.
ويلفت القدسي إلى أنّ إجمالي المرافق الصحية التي كانت تقدم معالجة لسوء التغذية الحاد الوخيم بلغت 410 مرافق فيما توقف منها 30 مرفقاً، بالإضافة إلى 235 مرفقاً تقدم خدمات علاج سوء التغذية الحاد المتوسط في المحافظة والمديريات التابعة لها ، وان هناك 17 مرفقاً في المحافظة تقدم خدمة معالجة أمراض سوء التغذية الحاد الوخيم مع مضاعفاته.
منظمة الطفولة “يونيسف” قالت في تقاريرها أن عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد في اليمن خلال عام 2018 بـ1.8 مليون طفل، بمن فيهم نحو 400 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم الذي يهدد أرواحهم. وتقول المنظمة إنّها تمكنت من إنقاذ حياة 16.289 طفلاً ممن يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد في محافظة الحديدة خلال النصف الأول من عام 2018 بالرغم من كلّ العوائق.
قبل الختام..
الأطفال.. هم زينة الحياة الدنيا..وطيور جنانها..هم بسمة الحياة .. ورونق دنيتها..لايرتاح بال ولاتهدئ حياة الا برؤية الفرحة تعلو وجوههم ..والسعادة تكسو حياتهم..فمتى سيتحقق ذلك لاطفال الحديدة..