الحديدة نيوز – خاص – عاصم الخضمي
“كان حلمي وطموحي ان اتخرج من جامعة الحديدة واصبح معيدا فيها واعمل بالمجال الاعلامي” بهذه الكلمات بدأ المدرب المصور محمد الشميري سرد قصة نجاحه “للحديدة نيوز”
لم تمضي اسابيع على تخرجه من قسم الفنون الاذاعية والتلفزيونية من الجامعة حاصلا على الترتيب الاول، حتى اندلعت الحرب في يونيو 2018 وانعدمت فرص العمل ولم يكن امامه خيار سوى النزوح بحثا عن عمل ومكان آمن
وفرضت الحرب الدائرة نزوح مئات الآلاف من سكان الحديدة الى محافظات مختلفة ويعيش معظمهم ظروفا صعبة وقاسية وفقا لتقارير منظمات الامم المتحدة العاملة في اليمن
نزح الى محافظة صنعاء (وسط اليمن ) وبدأ بالتقديم على عدة جهات من بينها قنوات فضائية لغرض العمل ولو بالمجان لأجل تعزيز قدراته في مجاله وتطبيق ما تعلمه بالجامعة في الميدان ليدخل سوق العمل، لكن دون جدوى ..
وعند ذلك اضطر للعودة الى مهنته السابقة التي كان يزوالها في الحديدة وهي العمل بفرن للروتي ليقضي ديون مرحلة الدراسة وايضا بسبب انه لا يمتلك الكاميرا ومعداتها، واستمر يعمل لمدة ثلاثة اشهر مزاولا عملين بنفس الوقت ليتخلص من ديونه التي اثقلت كاهله خلال تلك الفترة، وكان الاعلام لايفارق خياله اثناء عمله
وبعد ثلاثة اشهر من التقديم لدى عدة جهات للعمل بمجال الاعلام تواصلت به إحدى المدارس الخاصة لغرض العمل كمسؤول إعلامي براتب 30 الف ريال شهريا (60دولار) وهنا كان القرار الصعب بالنسبة اليه وهو البقاء بين عمله الذي يتجاوز دخله اليومي 5 الف وبين الاتجاه لمجال الاعلام بمبلغ زهيد، ليختار مجال الاعلام
اتخذ محمد قرار العمل بالمبلغ الزهيد كون المدرسة تتوفر فيها الكاميرا والمعدات والادوات المتعلقة بالتصوير ليمارس المونتاج والتصوير وكيفية العمل على المعدات وبعد فترة بسيطة بدأ بتنفيذ اول دورة له في مجال التصوير الفوتوغرافي والمونتاج في معهد ماس وحققت نجاحا كبيرا
ليقوم بعد ذلك بتنفيذ الدورة مرة أخرى بنفس المعهد في مجالي التصوير الفوتوغرافي والمونتاج، لتأتي له الفرصة الكبرى حسب تعبيره وينفذ دورتين في التصوير الاحترافي للمصورين الموظفين بشركة ايلول للتصوير وعند ذلك توالت عليه الاعمال
ومن تلك الاعمال تصوير محلات وجلسات تصوير بمبلغ جيد رغم استئجاره للكاميرا او اخذ كاميرا احد زملائه، ليغادر المدرسة بعد 8 اشهر وينتقل للعمل في محل لصيانة الكمبيوتر والطابعات براتب افضل وميزات كثيرة مع ممارسة عمله في مجال الاعلام بتشجيع من صاحب المحل
وخلال عمله بمحل صيانة الكمبيوترات اخذ دورة جرافكس في وزارة الشباب والرياضة لتطوير مهاراته ويدرب دورة في التصوير الفوتوغرافي في معهد نيوهارفورد و3 دورات بمجالي التصوير والمونتاج بمعهدي التنمية الاعلامية وماس ..
ويقول الشميري ل ” الحديدة نيوز ” ان عدد من دربهم تجاوز 300 متدرب وانه بعد ذلك تواصل معه اكثر من معهد بغرض تنفيذ دورات لكن كان القرار الاهم له ان يتجه لاجل تحقيق حلمه الاكبر وهو ان يكون معيدا بكليته التي تخرج منها ليودع رحلة النزوح ويعود الى الحديدة ويتم قبول طلبه للاعادة كونه الاول على دفعته ويقوم بتدريس مقررات التصوير والمونتاج
ويعمل الان بالتنسيق لتنفيذ دورات تصوير بالحديدة ويرتب لبرنامج اعلامي بصنعاء، لافتا الى استغلال بعض الجهات في سوق العمل بسبب حبه مع زملائه لمجال التخصص
ويضيف ان ابرز العراقيل الي تواجه زملاؤه هي عدم توفر المعدات في حين ان طلاب يدرسون تخصصات أخرى يمتلكون اقوى المعدات الاعلامية من الكاميرات والإضاءة وموانع الاهتزاز وغيرها وانه لاحظ في مجال الاعلام بصنعاء تغريهم المعدات اكثر من التخصص والدراسة وانه اذا معك معدات بتشتغل مالم فأنت ولاشي رغم خبرتك الاكاديمية ان عمله في مجال التدريب جعله يخرج ولو بالقليل من الموهبة
لا تقتصر خبرات محمد في التصوير والمونتاج بل يتعدى ذلك الى مجال الكتابة للمسرح والتدريب المسرحي وله مسرحية منشورة على قناة موسسة عبدالرب للتنمية في اليوتيوب بعنوان احتاج حقوقي حسب حديثه ..
ويؤكد لنفسه ولطلابه دائما ان الكاميرا عمرها ما كانت عائق امام ممارسة التصوير وانه بمقدور اي شخص التصوير بجواله وخلق صورة ابداعية جميلة وفقا لتقنيات التصوير وكيفية بناء الصورة وانه مع الايام بتوصل اليك الكاميرا
قصة محمد تعد نجاحا خلافا لاقرانه النازحين من الحديدة وكذلك الذين عادوا اليها ولم تتوفر لهم الظروف ليمارسوا اي عمل او ممارسة هواياتهم ليعيلون انفسهم واسرهم .
#الحديدة_نيوز
مووفق استاذ محمد ربنا يحفظك ويسعدك ويعطيك على قد نيتك مزيدمن الجهد والنشاط نحو التقدم ان شاء الله