الحديدة: النساء الحوامل مهددون بالموت

‏  4 دقائق للقراءة        722    كلمة

في الحديدة: النساء الحوامل مهددون بالموت

الحديدة نيوز _ حسن يحيى

يحاول عبده ابراهيم  مواطن ثلاثيني إقناع ولده ذو السبعة  أعوام أن أمه ستعود إليه، بينما هو يخفي حزن عميق بداخله على زوجته التي غادرت الحياه أثناء الولاده.

بحرقة وحزن يحكي وجعا “عبده إبراهيم” وهو يسرد قصة حزينه لزوجته التي فارقت الحياة أثناء مخاض الولادة بثاني أولاده الذي كان ينتظره بشغف، لكنها رحلت وتركت ورائها طفل في السابعة  من العمر يدعى “عصام”.

فبعد معاناة ونزيف حاد توقفت انفاس “جميله علي” 33 عاما وهي من ريف مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة، ولم يستطع زوجها وأقاربها من انقاذها ولفظت انفاسها الأخيرة على أبواب العاصمة صنعاء بعد ان انقطعت السبل المؤدية إلى مشافي مدينة الحديدة بسبب الحرب الدائرة في المنطقة.

يقول عبده – زوج جميلة- تعرضت زوجتي لنزيف حاد أثناء الولادة في ساعات متأخرة من مساء الجمعة الماضية ولم استطع إسعافها إلى مدينة الحديدة بسبب قطع الطرق الرئيسية المؤدية إلى مدينة الحديدة، فاضطريت التوجه بها إلى مدينة باجل لعلي أجد من ينقذ زوجتي من الموت .

وعندما وصلت إلى مدينة باجل والحديث ل”الزوج”، أكد لي الأطباء ان زوجتي تحتاج إلى عملية قيصرية حيث وان المشيمة متقدمة على الجنين، ونصحوني بإسعاف زوجتي إلى صنعاء خصوصا وأن معظم المتخصصين قد غادروا الحديدة بسبب الحرب وأن علي إسعافها بصورة مستعجلة حتى لا أفقدها.

ويتابع حديثه قمت بالتواصل مع بعض إصدقائي لتسليفي مبالغ ماليه استطيع من خلاله دفع تكاليف العملية والعلاجات والرقود وغيرها خصوصا وأنني فقير ولا أمتلك تكاليف العملية، ولم يقصر معي اصدقائي وأرسلو لي المبالغ وتحركت بزوجتي إلى صنعاء ووضع زوجتي يزداد سوء ويدي على قلبي من الخوف.

ويواصل حديثه الممزوج بالحزن والألم قائلا: لم استطع انقاذ زوجتي، حاولت أن تقاوم الموت وهي تنزف باستمرار وما ان اقتربنا من صنعاء فارقت زوجتي حياتها، وهي في عز شابها ولم يمضي على زواجنا سوى 5 سنوات، فماتت بين يدي وماتت معها الإنسانية وضمائر من يقف وراء الحرب ويؤججها دون مراعاة للنساء والأطفال وكبار السن.

جميلة هي واحدة من ضحايا الحرب التي تسبب في توقف الكثير من خدمات الصحة و تنامت على إثرها مخاوف النساء من استمرار الحرب لا سيما الحوامل منهن، بعد توقف مراكز الرعاية الصحية القريبة من خط النزاع.

أكثر من 30% من إجمالي المرافق الصحية توقفت عن الخدمة بحسب إحصائيات متعددة خصوصا التي تقع بمناطق خطوط النزاع في جنوب وشرق مركز المحافظة، مما يهدد حياة آلاف الحوامل وأجنتهم.

توجهنا إلى إدارة الصحة الإنجابية بمكتب الصحة بالمحافظة لطرح المشكلة ودورهم في مواجهتها حيث تقول الدكتورة أشواق محرم مديرة الإدارة ل”لحديدة نيوز” أن حوالي 30% من المرافق الصحية التي تقدم الخدمات الصحية للأمهات والمواليد بالمحافظة إما دمرت أو توقفت بسبب نزوح الكادر أو عدم توفر الإمكانية لتشغيلها من كهربا وماء أو اقتراب العمليات العسكرية منها أو تعرضها للقصف.

وتضيف أن الحرب كان لها تأثير كبير ومباشر على صحة الأمهات والأطفال حيث وصلت وفيات الأمهات والأطفال وحالات الإجهاض والنزيف إلى 510 حالة وفاة لكل 100000 ولاده حيه بينما كانت في عام 2014 حوال 157 حالة وفاة لكل 100000 ولاده حيه.

وعن دورة إدارة الصحة الإنجابية في مواجهة هذه المخاطر فتؤكد الدكتوره ” أشواق” انهم عملو على مجال التدريب حول الرعاية المجتمعيه لتقديم خدمات الصحه الإنجابيه في المجتمع لخفض وفيات الأمهات والأطفال وتدريب الكوادر على تطبيق نظام الإحالة والعمل بكوادر محليه عن طريق تعاقدات مع المنظمات لدفع الرواتب وتوفير الأدوات للمرافق التي بها إمكانيات للعمل وكذلك ايجاد وحدات صحيه مؤقته من الأهالي كبديل عن المرفق الصحي الذي تم قصفه أو تدميره وتجهيزه.

كثيرة هي المشاكل التي تقف عائقا أمام الخدمات الصحية المقدمة للأمهات والأطفال في الحديدة، فانقطاع الطرق الرئيسية الرابطه بين قرى نائية ومراكز تقديم خدمات الرعاية للأمهات الحوامل في مدن رئيسية، واحدة من المشاكل التي فاقمت من معاناة النساء اللواتي يصنفن من الفئات الضعيفة في المجتمع واللواتي لا يستطعن الصمود أمام الحرب وتبعاتها في ظل نظام صحي شبه منهار بسبب العدوان على اليمن والوضع الإقتصادي والمعيشي المتردي.

عن arafat

شاهد أيضاً

فريق نادي سهام المراوعة يغادر للمشاركة بالبطولة العربية للشطرنج المقامة بسلطنة عُــمان

‏‏  2 دقائق للقراءة        236    كلمة الحديدة نيوز / محمد العبدلي غادرت بعثة نادي سهام المراوعة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *