الحديدة نيوز – الحديدة – فؤاد محمد
على مدى اربعة اعوام من الصراع في اليمن ، لم تتمكن المرأة اليمينة لحظة واحدة من العيش الأجواء الخاصة باليوم العالمي للمرأة ..والسبب في ذلك الأوضاع بكل أنواعها التي تعرضت لها المرأة وعاشت بسببها لحظات عصيبة بين الحياة والموت لم تمنحها الفرصة للاحتفال بيومها العالمي.
يأتي اليوم العالمي للمرأة وقد تناست المرأة في محافظة الحديدة الكثير من ملامح الحقوق التي يجب أن تنالها في مثل هذا اليوم، فقد اثر الصراع الدائر في كثير من المحافظات اليمنية على حياة المرأة وتمكن من تحويل مسار حياتها اليومية الى منحنى مختلف حمل معه الكثير من المآسي واهات الزمن.
لم تتمكن الأم من الاحتفال بهذا اليوم العالمي لغياب ابنها عنها وانشغالها بمخاوف عدم عودتها، وحرمت ايضا الزوجة من ذلك اليوم ايضا لترقبها بلهفة دخول زوجها إليها وهي التي أصبحت تشك في كل لحظة بأنها لن تراه بسبب المشاكل التي لاتتوقف ، وحرمت العاملة والموظفة من الاحتفال بهذا اليوم بعد أن حرمتها الحرب الدائرة من الحصول على حقوقها المالية ومرتباتها الشهرية التي انقطعت عنها وأصبحت تعيش كل يوم هاجس المعيشة وكيفية تدبير اهم الاحتياجات الضرورية.
لقد أوقف صراع الحرب عداد الاحتفال باليوم العالمي للمرأة .. ولم يترك الفرصة للنساء في كل مرافق الدولة من التفكير بهذا اليوم ، كيوم مختلف لها عن بقية أيام السنة نظرا للتمييز الذي تنالة المرأة في مثل هذا اليوم من كل عام ولعل انشغالها بعامة الأمور انساها مطالبتها بالاحتفال.
لقد كان الصراع ولا يزال، ظرفاً قاسياً، حمل معه كل أشكال التغيير للمرأة وكانت تجربة جديدة جعلت اليمنيات يعشن تفاصيل لم تكن في الحسبان، فمنهن من استطاعت مواجهة تلك الظروف،ومنهن من اختارت مغامرة النزوح.
وتعد تجربة النزوح التجربة الأكثر مرارة، والأكثر غرابة للمرأة اليمينة ، فقد وجدت الآلاف من النساء اليمنيات مضطرات للانتقال من مدينتهن إلى مدن أكثر أماناً، عساهن يبتعدن عن الخوف الذي انساهن كل شيء حتى يومهن العالمي.
لن نقول إن الصورة التي تعكس حال النساء اليمنيات في لحظات الصراع جميلة، بل لا نستطيع أن نقول ذلك، فما افتقدته المرأة كان كبيراً، وما ترتب عليها كان أكبر، وفي زمن كان ليوم المرأة العالمي وجهات نظر مختلفة وأكثرها رافض، نجد المرأة في زمن الحرب، غير مهتمة بالاحتفال بيومها العالمي نظرا لغياب الأساسيات في هذه الدولة.
وأخيراً نقول .. ما زال الصراع محتدم وما زالت المرأة قادرة على مواجهتها بما أوتيت من عزيمة وإيمان.. ولعل اجمل صور الاحتفال بيوم المرأة العالمي هو لحظة انتظار أم عودة ابنها المعتقل ..وأخرى زوجها المحارب.. وفي مكان آخر زوجة تنتظر لحظة الاجتماع مع زوجها ..وما زلن جميعاً ينتظرن انتهاء الحرب والبدء بالعودة إلى بيوتهن من دون الخوف من شظايا القذائف.. أو مرارات التفجير.