الحديدة نيوز : احمد الكاف
لشهر رمضان المبارك نفحات ربانية وخصوصية دينية تتمثل في العودة إلى المنبع الصافي لديننا الإسلامي ، تترفع القلوب عن الصغائر وتتجه نحو الالتزام بالشعائرروحاً وعبادة فتتلألأ وجوه الصائمين وضاءة .. تعتليها بسمات مشرقة من المحبة والتسامح مع الجميع .. وتظل العادات القديمةالمتبعة في رمضان تتجددمع ظهور هلال هذا الشهر الفضيل .
والحديدة شأنها شأن المحافظات اليمنية تزخر بالعديد من العادات والتقاليدالرمضانية القديمة سواءً في المأكل أو في الحياة الاجتماعية، ورغم التطورالذي تشهده اليمن تظل عادات رمضان تذكرنا بتاريخ من سبقونا من الآباء والأجداد.. فما هي يا ترى العادات والتقاليد الرمضانية في الحديدة ؟؟؟؟
وجبات رمضانية:
مأكولات الشهر الفضيل في الحديدة تختلف تماماً عن مأكولات بقية الشهور عندجميع السكان عدا البعض ، الذي جمع بين الأصالة والمعاصرة .
وأشهرالمأكولات الرمضانية :
أ ـ الإفطار
1ـ المشفت: يعد المشفت من الأطباق الرئيسية التي تقدمها الأسر على مائدة الإفطار اليومية و يتكون من اللحوح والحقين (( اللبن الرائب )) والسلطة والبهارات يوضع في صحن بأحجام مختلفة .
2ـ الشُربة : تتكون من القمح المطحون بنسبة 60 إلى 70 % يتم طبخهاجيداً ويضاف إليها السمن البلدي وقليل من البسباس ، تُأكل مع التمر عند انطلاقةأذان المغرب .
3ـ السنبوسة : وهي أكلة معروفة في اليمن إلا أن الإقبال عليهافي رمضان يكون كبيراً في الحديدة وتحظى بشعبية لدى الصائمين .
4ـ البالوزة : وهي أكلة لا تُعد إلا في رمضان وتشتهر المراوعة وبيت الفقيةوزبيد بصناعة هذا النوع وهي أشبه بالمهلبية تصنع من الدقيق والزيت والسكر والورد والهيل ولها نكهة طيبة ترغب الصائم في الأكل وترطب المعدة وتفتح الشهية لتناول العشاء .
5ـ البودر: يصنع من الكستر مع الحليب والسكر والهيل ويقدم وقت الإفطار بارداً
.
6ـ الحبحب : وهو من أهم مكونات الإفطار بعد التمر الذي يحتل المرتبة الأولى
وجبة العشاء:
عادة بعد الإفطار يتجه الصائمون نحو المسجد لصلاة المغرب وبعدها تجلس العائلةلشرب البن أو القهوة البلدي المكونة من الزنجبيل والقشر والسكر ، وبعد صلاة العشاء والتراويح يتم تناول وجبة العشاء التي تتكون من :
1ـ الفتة : تتكون من خبز الذرة البيضاء أو الحمراء يتم طحنها في المنزل وتجهيزها
بعد تخميرها يوماً كاملاً وتسمى العيش الحامض الذي يدق ( يفت ) ويضاف إليه السمن والمرق .
2ـ الثريب : وهو أشبه بالزبادي يتكون من اللبن .
3ـ الكبيس : يتكون من الدباء وهو صغار الحبحب قبل نضوجه يطبخ مثل الكوسا
.
وجبة السحور :
تقريباً وجبة السحور المتعارف عليها قديماً اندثرت بعض الشيء إلا أن بعض السكان مازال يتناول وجبة السحور القديمة وهي عبارة عن :
1ـ الكدر الحالي أوالعيش الحالي عكس وجبة العشاء وطبعاً يتكون الكدر من الذرة البيضاء أو الذرة الرفيعة يتم طبخها في البيت على الرجاء وخبزها في التنور البلدي المسمى مركب ، بعد إعدادها يتم هرسها في صحن وإضافة اللبن
البلدي عليها ويتم أكلها بعد إضافة قطعة من الحلوى تسمى الشراب .
أما اليوم فقد تعددت أنواع مأكولات السحور بين الوجبة المعروفة قديماً ووجبات الرز ومشكل الطبيخ والرغيف .
– الفران
هناك أيضاً وجبة تُأكل أحياناً تسمى الفران تصنع في رمضان وتتكون من عجين الدقيق والبيض والسلطة والسمن ولحم الدقة ، اعتاد الناس في الحديدة على تناولها في رمضان فقط لكن البعض أصبح اليوم يستخدمها يومياً .
ثانياً العادات الاجتماعية :
العادات الاجتماعية الرمضانية تختلف من منطقة إلى منطقة حتى في تهامة فعادات أصحاب الشام اللذين تقع قراهم شمال مدينة الحديدة تختلف عن عادات أصحاب يُمن اللذين تقع قراهم جنوب المدينة ، أما مواطنو المراوعة ، القطيع
، باجل الحجيلة فيطلق عليهم العُبنس وهم في وسط تهامة بين الشمال والجنوب وتمتد من مدينة الحديدة باتجاه الشرق حتى محاذاة المرتفعات الغربية .
ومن أشهر العادات الاجتماعية الرمضانية :
– المُسحر
حيث يقوم أحد الطبالين بدق الطبل والتجول في القرية أو الحي ينادي بحلول وقت تناول السحور كما ينادي على أرباب المنازل كلٌ باسمه يستمر كل ليالي رمضان يبدأ عمله من الساعة الواحدة بعد منتصف الليل وحتى اقتراب أذان الفجر
.
– الأهازيج الشعبية
مع إعلان هلال رمضان تلهج ألسنة السكان بالدعاء والترحيب بشهر رمضان وتطلق الأهازيج من المآذن والمنازل ترحب بالضيف القادم ، كما تقام حلقات قراءة القرآن والأحاديث في مقايل القات والتي تسمى السحرات .
– ألعاب الأطفال
للأطفال ألعاب مختلفة في رمضان فقبيل الإفطار يتجمع الأطفال أمام المساجد في انتظار أذان المغرب ، وقبيل وجود المكبرات الصوتية كان المؤذن يعتلي مإذنة المسجد وحين يراه الأطفال يصيحون بهزيج شعبي (( حود يانه في المطيانه يلعب
حصانه )) وما أن يؤذن المؤذن ينطلق الأطفال مسرعين جرياً يعلنون بحلول موعدالإفطار خاصة لمن لم يتمكن من سماع المؤذن (( وأذن أذن والملحوحة بردن ))
.
أما في المساء فينطلق الأطفال في تجمعات يلعبون ألعابهم المعروفة في رمضان مثل لعبة ريشان حيث يلبس أحد الأطفال ملابس مهرج يسمونه ريشان يجرون خلفه ويرددون (( ريشان واريشان ريشان مسافرٌ ريشان واريشان ريشان مجنونٌ شعرته
حنونٌ ريشان وار يشان ريشان هشا ل يشي فنيلة وشالُ )) .
ومع اقتراب العيد يتغير الهزيج إلى (( ريشان وار يشان لفلف ملاعقك ريشان واريشان العيد يلاحقك )) .
إضافةإلى لعبة أخرى تسمى العز بي يتكون من عمود من الحلوى المجمدة يتبادلهاالأطفال كهدايا لبعضهم البعض وحين ينطلق موكب العز بي المهدي إلى أحد الأطفال يردد الأطفال أهازيج منها (( وامعزبي سرى وما بيا نيش ، له أمعجل وسبعة حانيش )) .
وهكذا دواليك في كل رمضان الذي يمتاز بخصوصية فريدة في المأكل والعادات والتقاليد
الشعبية لكن اليوم اختلطت هذه العادات بمتغيرات العصر ويبقى رمضان في الحديدة
يجمع بين أصالة العادات والتقاليد ومعاصرة العصر الحديث .