الحديدة نيوز / أحمد كنفاني
عقدت اللجنة الإقتصادية العليا وشركة النفط اليمنية اليوم السبت بمنشآت النفط في ميناء الحديدة مؤتمراً صحفياً مشتركاً حول التطورات الإقتصادية والأضرار التي لحقت بالإقتصاد الوطني جراء العدوان والحصار وأستمرار منع العدوان دخول سفن المشتقات النفطية عبر ميناء الحديدة .
وخلال المؤتمر الذي حضره وكيلا محافظة الحديدة عبدالجبار أحمد محمد ومجدي الحسني وقيادات مؤسسة موانئ البحر الأحمر والجمارك وشركة النفط ومختلف مندوبي ومراسلي وسائل الإعلام ألقى القائم بأعمال محافظ الحديدة محمد عياش قحيم كلمة رحب في مستهلها بزيارة وزير المالية والمدير التنفيذي لشركة النفط للمحافظة وتلمسهما عن قرب لإحتياجات المواطنين فيها واطلاعهما للهموم والمشاكل التي تعاني منها القطاعات المالية والنفطية وقال قحيم” إننا اليوم في منعطف تأريخي والكل معني أن يقوم بواجباته وأن نستوعب المرحلة ونعمل ليل نهار لنكون عند مستوى المسؤولية وتضحيات وصمود الشعب اليمني” وأشاد بدور القائمين على كافة القطاعات الخدمية منها والتنموية وشركة النفط في استمراية تقديم خدماتها للمواطنين ولكافة المتعاملين معها في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن عامة والحديدة بشكل خاص جراء تصعيد العدوان الأخير عليها وأوضح أن اللجنة الوطنية المعنية بتنفيذ اتفاقية السويد قامت بواجبها الوطني وقدمت كافة التسهيلات اللازمة ضمانا لنجاحها عكس الطرف الأخر الذي ما يزال يراوغ ويتنصل مما يؤكد عدم جديته ومصداقيته ودليل واضح على أن هناك نية مبيتة من قبله للتنصل عن تنفيذها وافشالها مؤكدا أن ما يقوم به الطرف الأخر يعد استهتارا للجهة الراعية والضامنة له وبقرارات مجلس الأمن الدولي وجدد قحيم التأكيد على أن اللجنة ملتزمة بالإتفاقية ومتمسكة بها ولن يتم السماح للطرف الآخر بالتنصل عنها أو إفشالها مطالبا المبعوث الأممي بالضغط على الطرف الآخر وإلزامه بتنفيذ الإتفاق بكافة بنوده .
من جانبه أشار وزير المالية – عضو اللجنة الإقتصادية العليا الدكتور رشيد أبو لحوم إلى أن العدوان مستمر في أستخدام الورقة الإقتصادية كأداة حرب بعد فشله في الميدان ولم يستجيب لكل الدعوات التي أطلقت من كافة التكوينات السياسية ومنظمات العمل النقابي لكل قطاعات المجتمع لتحييد الإقتصاد وأكد أبولحوم أن حكومة الإنقاذ الوطني تعمل جاهدة بكل الإمكانيات المتاحة لديها لإعادة أستقرار العملة والحد من تدهور قيمة الريال نتيجة الطباعة غير القانونية للعملة من قبل حكومة المرتزقة التي فاقمت الأزمة الإنسانية وكانت سبب أرتفاع أسعار العديد من السلع ولفت إلى أن العدوان وعبر أدواته القذرة ممعن في تضييق الوضع المعيشي على الشعب اليمني وأن الحرب الممنهجة القائمة على الحصار واغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية والعملة اليمنية من قبل العدوان تأتي ضمن مؤامرات ومخططات و تنفيذا لأجندته في إفقار وتجويع الشعب اليمني وارغامه على الخنوع والركوع والإستسلام ولفت إلى أن الظروف الصعبة التي تعيشها اليمن جراء الحصار والعدوان السعودي الإمريكي الهمجي والقرارات غير الصائبة التي يصدرها الفار هادي وحكومة المرتزقة المنفيين في فنادق الرياض والتي تسببت جميعها بها في تدهور الأقتصاد الوطني والمستوى المعيشي لن تجدي نفعا مع الشعب اليمني بكافة فئاته وانتمائاته السياسية والإجتماعية وقابلها بكل تحدي وصمود و ما مرور 4 اعوام من العدوان الا دليل يثبت صحة ذلك مشيرا إلى أن المجلس السياسي الأعلى بقيادة مهدي المشاط والحكومة واللجنة الإقتصادية العليا ومعهم الأبطال الشجعان من الجيش واللجان الشعبية وكافة الخيرين من أبناء الوطن ماضون في الصمود والدفاع عن الوطن وحماية مكتسباته والحفاظ على ثرواته مهما كان الثمن وحجم التضحيات وتعزيز قيمة الريال وتخفيف معاناة اليمنيين من آثار وتداعيات الأزمات التي يتسبب بها العدوان ومرتزقته وأوضح أبو لحوم أن اللجنة الإقتصادية العليا في انعقاد دائم للإطلاع المستمر والتعامل مع كافة المستجدات أو المشاكل التي تعترى سير الأداء أولا بأول والخروج برؤية ومسارات للعمل الإقتصادي مرتبة حسب الأولويات ومن ضمنها الشروع في ايجاد الحلول التي يمكن أن تحد من التدهور الاقتصادي والحد من المضاربة بالدولار وتحقق المزيد من الإستقرار الإقتصادي وتخفيف وطأة العدوان والحصار على المواطنين من خلال تنمية صناعية وزراعية وفق احدث التقنيات على طريق الإكتفاء الذاتي ووضع آلية واضحة ومصفوفة متكاملة لدعم وتشجيع الإنتاج المحلي مع تقنين فاتورة الاستيراد خاصة الكمالية منها ودراسة كل البدائل الممكنة والمتاحة لتوفير المشتقات النفطية بأقل كلفة وفي أسرع وقت منعا لحدوث أي اختناقات تموينية في السوق المحلية .
بدوره قدم المدير التنفيذي لشركة النفط اليمنية ياسر الواحدي ملخص عن الوضع التمويني للنفط والصعاب التي تواجه الشركة لا سيما إجراءات منع العدوان دخول سفن المشتقات وتعمد تأخيرها لفرض غرامات واتاوات وارتفاع كلفة التأمين وأوضح الواحدي أن ثماني سفن محملة بالنفط لا زالت محتجزة من قبل العدوان في عرض البحر رغم منحها تصاريح الدخول للميناء من الأمم المتحدة وفق آلية مكتبها في جيبوتي مشيرا إلى أن عدداً من تلك السفن مضى على احتجازها ما يقارب الشهر وأستعرض الواحدي الآثار الكارثية لمنع وعرقلة دخول السفن في زيادة معاناة الشعب اليمني و الجهود التي بذلتها الشركة من أجل توفير المشتقات النفطية لتغطية السوق المحلية في ظل تعنت دول تحالف العدوان وإصرارها على منع دخول السفن الى الميناء وأشار إلى أن الحصار البحري ومنع واحتجاز السفن المحملة بالمشتقات النفطية والمساعدات الغذائية والأدوية لايزال أحد أسلحة العدوان العسكري على اليمن التي تهدف إلى زيادة معاناة الشعب وممارسة الضغوط الإقتصادية عليه وعبر عن أسفه إن كل المناشدات التي بعثت بها من الشركة وغيرها إلى منظمات الأمم المتحدة وأجهزتها العاملة في الشأن الإنساني ورؤساء المنظمات لم تلق أي تجاوب أو آذان صاغية من قبل ما يسمى بالتحالف العربي المعتدية على اليمن مشيرا إلى أن تعنث العدوان في منع ادخال سفن المشتقات عبر موانئ البحر الأحمر ” مينائي رأس عيسى والحديدة ” تعد جريمة بحق الإنسانية وهي من جرائم الحرب بإعتبارها تؤدي إلى حرمان المواطنين من الشرب والتنقل والعلاج وغيرها مؤكدا أن إستمرار الوضع على ما هو عليه ينذر بكارثة لا تحمد عقباها .
وكان عمال موظفو شركة النفط اليمنية بالحديدة قد نفذوا وقفة احتجاجية أمام المنشآت النفطية بميناء الحديدة تنديدا بإستمرار الحصار ومنع دخول سفن المشتقات النفطية والمواد الغذائية إلى الميناء .
ورفع المشاركون في الوقفة التي شارك فيها القائم بأعمال المحافظ الحديدة ووكيلا المحافظة المحافظة والمدير التنفيذي لشركة النفط ونائبه الدكتور رامي حناب ونائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة موانئ البحر الأحمر المهندس يحيى شرف ومدير فرع الشركة محمد الكومي اللافتات المستنكرة استمرار منع دخول السفن المحملة بالمشتقات النفطية وغيرها إلى ميناء الحديدة رغم حصولها على تصاريح من الأمم المتحدة .
وفي الوقفة حذر رئيس النقابة الفرعية لعمال وموظفي شركة النفط بالحديدة شوقي يحيى حربي من تمادي تحالف العدوان ومرتزقته في التصعيد الخطير بتشديده الحصار على الشعب اليمني واحتجازه للسفن المحملة بالمشتقات النفطية رغم حصولها على تراخيص وحجزها لفترات طويلة بمينائي جيبوتي وجيزان ومنعها من دخول ميناء الحديدة لتفريغ حمولتها وأكد أن هذا الحصار سيترتب عليه تداعيات خطيرة سواء في الإختلالات التموينية أو خلق أزمات على المستوى المعيشي والاقتصادي للشعب اليمني وتوقف المرافق الصحية ومشاريع المياه ووسائل النقل والمخابز والأفران كما حذر حربي من استهداف قوى التحالف ومرتزقته المنشآت النفطية بميناء الحديدة وتعريض الخزانات النفطية ومنصات التعبئة للخطر جراء قذائف العدوان ومرتزقته، لما لذلك من آثار سلبية ستؤدي إلى كارثة إنسانية من الصعب السيطرة عليها وأوضح أنه سبق للعدوان استهداف منشأة شركة النفط بميناء رأس عيسى ما أدى إلى إستشهاد عدد من العاملين وإغلاق الميناء جراء ذلك، إلى جانب قصف منشآت الشركة بشارع الخمسين وباجل وغيرها.
فيما أكدالبيان الصادر عن الوقفة حرص شركة النفط على القيام بدورها في خدمة المواطنين منذ إنشائها في ستينيات القرن الماضي في توزيع وإيصال المشتقات النفطية لكافة أبناء الشعب اليمني وأشار البيان إلى أنه رغم دورها الخدمي والإنساني أمعن العدوان في استهداف نشاط الشركة في محاولة منه لتعطيل دورها سواء عبر القصف الجوي لمنشآتها أو بالأعيرة النارية التي تتعرض لها منشآت ومحطات ومرافق الشركة من وقت لآخر، ومحاولته إيقاف نشاط الشركة من خلال الاستمرار في إيقاف عمل منشآت رأس عيسى واحتجازه سفن المشتقات النفطية ولفت البيان إلى إحتجاز تحالف العدوان ثمان سفن نفطية محملة بأكثر من 150 طنا من مادتي البنزين والديزل على بعد 60 ميلا بحريا من ميناء الحديدة رغم حصولها على تصاريح من الأمم المتحدة بعد أن تم تفتيشها بميناء جيبوتي وحذر البيان أنه في حالة استمرار احتجاز سفن المشتقات النفطية في ظل تدني المخزون المتاح للشركة في منشآتها بالحديدة قد ينتج عن ذلك إيقاف تام للمستشفيات وأجهزة الغسيل الكلوي وأجهزة تبريد الأمصال وعلاجات الكوليرا وغيرها من علاجات الأوبئة التي تهدد حياة الأطفال وناشد البيان الضمير الإنساني منع حدوث كارثة إنسانية جديدة لن تكون محصورة على جهة أو فئة معينة من الشعب اليمني، بل ستشمل الجميع جراء الحصار باعتبار ذلك عقاب جماعي سيتحمل تداعياته الجميع ومنها الأمم المتحدة وأنظمة وشعوب ومنظمات وهيئات حكومية ومستقلة، التي لم تحرك ساكنا إزاء معاناة الشعب اليمني.