*الدريهمي.. مأساة لا تهز الضمائر الميتة

‏  3 دقائق للقراءة        517    كلمة

**الدريهمي.. مأساة لا تهز الضمائر الميتة

الحديدة نيوز_ عادل مكي

منذ أن أشعلت قو ى الاستكبار العربي وظهيرها الغربي ممثلا في الولايات المتحدة الأمريكية وربيبتها إسرائيل، وتحالف الشر الذي تقوده العربية السعودية وإمارات المواخير، واليمن يتعرض لتدمير ممنهج على المستوى العمراني والبشري، إنها فرصة ذهبية أتاحتها القوى المرتزقة اليمنية التي قامت باستدعاء، هذا التحالف بحجة دعم الشرعية وإعادتها إلى السلطة، وكأن ذلك قميص عثمان الذي يرفعه أهل الباطل،ومن جرائم هذا التحالف الدموي المأساة الدامية التي دارت على ارض هذه مديرية الدريهمي فقد دعمت المرتزقة بكل الأسلحة الفتاكة، وبمستشاريها، وطائرات الاباتشي والإف 16 والبارجات، وطائرات الدرونز، أستعملت كل هذه القوى النارية الفتاكة للإستيلاء على هذه المدينة التهامية الوادعة، وقصفتها من الجو والبر والبحر، وسكان هذه المدينة معظمهم من الفلاحين وحائكي الانسجة والبسطاء الصيادين، ولا تتعدى الدور الواحد،وفجأة تساقطت الصواريخ وقذائف الهاون واستهدفتها البوارج من البحر بحمم النار، فتساقطت النفوس، وأريقت الدماء البريئة، ولم يستطع الناس دفن موتاهم ولا إسعاف جرحاهم، بل وصلت المأساة أن بعض المواطنين قضوا نحبهم لعدم توفر الإسعافات الأولية لقد حاق الدمار بالمستوصفات والمراكز الصحية ومشاريع المياه والسوق، والمزارع والمباني السكنية، وقضى الأطفال نحبهم، والامهات، كل هذا الهلاك والدمار والرعب اجبر الناس على ترك منازلهم، والهرب من هذا القتل المجاني، فخرج الناس وتركوا بيوتهم وديارهم وملابسهم واملاكهم البسيطة، وخرجوا على اقدامهم، نساء ورجالا وأطفالا، وتشردوا على كل قرى ومدن اليمن، من المهرة حتى صعدة، وما من مكان في اليمن إلا وجدت أبناء الدريهمي، نازحين، في المدارس والخيام والمراكز الصحية، يعانون الجوع والعطش والتغرب، والحر والبرد، إلا ما يجود به الخيرون وما تستطيع الدولة أن تفعله في ظل الحصار الجائر، البحري والجوي والبري، إنها حرب إبادة جماعية وجريمة حرب مكتملة الأركان تعرض لها أبناء هذه المديرية ولم يكتف العدوان بذلك بل واصل حصاره الخانق والقاتل للمدينة ومن تبقى من سكانها فيها عبر إطباق قوات المرتزقة عليها من جميع الجهات ولكن دون ان يتمكنوا من دخولها، لقد صمد رجال الرجال من قوات الجيش واللجان الشعبية ولم يستطيعوا تحقيق أي نصر معنوي يبرر استخدام ذلك القدر الهايل من القوة العسكرية ضد مدينة متوسطة الحجم، ولكنه الجبن، وعدم وضوح الرؤية وغياب الأهداف، والباطل الذي يودي بأهله إلى مهاوي الهزائم والردى … إن مأساة الدريهمي وما حل بها من كوارث إنسانية يندى لها الجبين وتظل وصمة عار في وجه العالم الصامت الهزيل، الذي لم يحرك ساكنا ولم يتخذ أي إجراء رادع ضد هذه الجريمة، لا منظمات حقوق الانسان، ولا منظمة العفو ولا أي جهة حقوقية دولية إنها مهزلة المهازل التي تبين ارتهان المجتمع الدولي لسلطة البترودولار، وغياب المعايير الحقوقية، هاهو عام يمر وما تزال النفوس تسقط في حياض الموت جراء القصف المتواصل الذي لم يتوقف يوما واحدا،
إننا نؤكد على أهمية إمتلاك زمام المبادرة ونشد على أيدي المجاهدين من قوات الجيش واللجان الشعبية للتصدي لهذا العدوان السافر وغير المبرر والتدخل غير القانوني في شئون دولة أخرى عضو في المنظمات الدولية، وتحطيم إنسانها وبناها التحتية والرد بحزم وقوة عبر كل الوسائل المتاحة وإسقاط كل الرهانات لتمزيق وإخضاع الشعب اليمني وإذلاله ،
وإنها لمعركة للكرامة لن تنتهي إلا بإسقاط المعتدين وتمريغهم في تراب الهزيمة والذل، النصر لليمن والموت للغزاة والعار للعملاء.
بقلم / عادل حسن مكي
مدير عام مكتب الإعلام

عن arafat

شاهد أيضاً

قحيمان .. استفاد الوطن ولم تخسر الحديدة .. 

‏‏  4 دقائق للقراءة        792    كلمة                     أول …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *