الدكتورة أشواق محرم: فضِّلتُ البقاء مع بؤساء الحديدة..وسيارتي عيادة متنقلة
اختيرت ضمن 100 امرأة الأكثر تأثيراً في العالم..
الحديدة نيوز / الأسرة /خاص
فضلت البقاء مع بؤساء الحديدة على أسرتها والسفر مع زوجها الى خارج الوطن، هدفها في ذلك كما تقول مساعدة الناس ومساندتهم في الظروف العصيبة التي يمرون بها جراء الأحداث في البلاد. إنها الطبيبة والناشطة التي تحدثت لـ “الثورة” عن تجربتها في مجال مساعدة المتضررين وتقديم الخدمات للنساء والأطفال.
تعمل أشواق في بيئة غير آمنة، ولكنها تتحرك باستمرار رغم المخاطر الناتجة عن استمرار الغارات الجوية من قبل طيران العدوان على مدينة الحديدة ومديرياتها، ورغم إدراكها لتلك المخاطر إلا أنّها قالت في إحدى عباراتها المتداولة “إذا لم تقتلك الضربات الجوية فسوف تموت بسبب المرض والجوع الشديد… ولكن أبشع طرق الموت تلك التي تسببها المجاعة”.
وهي التجربة التي أهلتها ليتم اختيارها من بين 100 امرأة هي الأكثر تأثيراً في العالم من قبل شبكة “البي بي سي” كونها حققت إنجازات في حياتها وفي مجتمعها وكانت محرم قد عملت مع العديد من منظمات الإغاثة الدولية، ولكنها تعمل بشكل مستقل منذ عام 2015م، حيث تقوم بتقديم الدواء والغذاء لكل من يحتاح من خلال التجول بسيارتها التي اعتُبرت عيادة متنقلة. وتفاصيل أخرى تقرأونها من خلال الحوار التالي:•
دكتورة أشواق محرم هل بالامكان أن تحدثينا عن مسيرة حياتك ؟
– أنا طبيبة أخصائية نساء وولادة طب العائلة متزوجة وأم ولدي ولد وبنت وأعيش في مدينة الحديدة أعمل كطبيبة وبدأت في عملي الإنساني منذ 1999م أقدم الخدمات الطبية والمساعدات للمحتاجين في ريف الحديدة بسبب الحرب ومعاناة الناس عملت في المجال الإغاثي والإنساني مع فريق قمت بتكوينه منذ بداية الحرب ولدي العديد من الأعمال الإغاثية منها تقديم خدمات طبية في القرى التي تعرضت لسيول جارفة وأعاصير وتقديم سلال غذائية للأسر المتضررة في الريف وتقديم أدوات إيواء لمن تهدمت منازلهم بسبب الحرب والسيول وتوزيع ملابس وحفر الآبار وتركيب منظومة مياه تعمل بالطاقة الشمسية وتوزيع طاقات شمسية للأسر الفقيرة.
أنشأت بنك زاد للطعام يتم صرف سلال غذائية وملابس للأسر الفقيرة والأيتام ومساعدة النازحين بالسلل الغذائية وأدوات الإيواء وملابس وأدوية وتوزيع الحليب والمكملات الغذائية والأدوية للأطفال الذين يعانون سوء التغذية.
• لعبت في هذا الفترة دوراً مهما في الحد من معاناة أبناء تهامة من خلال قيامك ببعض الأعمال الإغاثية، فما هي أبرز هذه الأعمال ؟
– من الصعب إنهاء معاناة أبناء مدينة الحديدة، هذه المدينة التي تعرضت للحرب والدمار ولم يتركها القصف لحظة ولكن نحن نحاول ما استطعنا من أجل انقاذ هذه المدينة ومن أجل التخفيف عن أبنائها من خلال فتح حسابات الصيدليات لدفع الدواء للأطفال الذين يرقدون في المستشفى بسبب سوء التغذية وتوفير أدوية ومغذيات لحالات الكوليرا ودفع رسوم عمليات جراحية لحالات فقدان البصر بسبب المياه البيضاء للفقراء أيضا توزيع وجبات إفطار في مدارس للأطفال الفقراء وشراء دراجات نارية للصيادين الذين منعوا من الصيد كمصدر رزق وشراء أغنام لأسر الصيادين والأسر الفقيرة في الريف.
• المرأة في مدينة الحديدة؟ ماذا عنها؟
• المرأة هي الصبر، هي النضال، هي الكفاح، هي الأم والزوجة وهي البنت هي أول ضحايا الحرب نفسيا وجسديا واقتصاديا واجتماعيا، المرأة لابد من اشراكها في المفاوضات لأنها من تحاكي الواقع المرير الذي نعانيه، المرأة بأفكارها ومعاناتها قادرة على أن تحاور وتناقش في الوضع المؤلم الذي نعيشه لأنها تحتك بطبقات المجتمع وهي من ذاقت مرارة الحرب وهي من توفر البدائل بسبب العيش.
• كيف تعيش الحديدة تحت العدوان؟
– الحديدة 3800000 نسمة تعتبر أولى محافظات الجمهورية فقراً وتدنيا في مستوى دخل الفرد وتدنيا في مستوى التعليم وأمراض سارية بسبب ارتفاع درجة الحرارة وحمى الضنك الكوليرا الملاريا وانعدام الكهرباء ودرجة حرارة مرتفعة، مدينة السلام فيها ثاني أكبر ميناء في الجمهورية اليمنية دخلها من الضرائب والجمارك وميناء الصيد وميناء رأس عيسى لتصدير النفط، مدينة الحديدة كانت إلى وقت قريب المدخل الرئيسي لسبعين في المئة من واردات اليمن من الأغذية. أما الآن، فهي لا تعاني فقط من الحصار بل تضررت كثيرا أيضا بسبب القصف الجوي من العدوان السعودي الأمريكي.. فقد تحطم ميناؤها، وتدمر تماما منتجع سياحي بها كان يطل على البحر.
•يقال إنك أم لأطفال الحديدة الفقراء كيف حققتي ذلك؟
– أحبهم وأخاف عليهم أحاول بكل جهد أن أنقذ حياة الأطفال، يتم توزيع الحليب في عيادتي كل خميس للأطفال الفقراء منذ ثلاثة أعوام ولازلت مستمرة وما بين ١٠٠ إلى ١٥٠ طفلاً أسبوعيا، بناء مجمع فصول دراسية ومركز صحي ومختبر ومسجد في الساحل الغربي وبناء حمامات للنساء والرجال في عشر قرى من الساحل الغربي وتوزيع أضاحي وكسوة عيد للأسر الفقيرة والأيتام أمد يد العون للأسر لتحصل على قوت يومهم واداوي المريض منهم واعطي صغارهم الحليب والملابس والأدوية أحمد الله الذي وفقني لهذا العمل الخيري.
• كلمة توجهينها عبر ملحق الأسرة ؟
– أوقفوا الحرب فلم يعد لدينا مساحات تتسع لمزيد من الألم هناك الكثير من المعاناة بالقرى التهامية فالكثير منهم يموتون جوعا بالإضافة الى الأمراض والأوبئة المنتشرة، معاناة الناس هنا لا توصف ..أوقفوا الحرب ..
المصدر : الاسرة ..