الذكاء الاصطناعي ينتصر على الاطباء
الحديدة نيوز/خـــــــــــاص
عمل الأطباء جاهدين لاكتشاف مرض الزهايمر في اسرع وقت ولكن يبدو ان الذكاء الاصطناعي غلبهم في هذا المضمار. إذ تمكن باحثون من تطوير آلة ذكية تستطيع اكتشاف هذا المرض العصبي التنكسي الذي يؤدي الى فقدان الذاكرة والوظائف المعرفية قبل 10 سنوات تقريباً على الاطباء.
وباستخدام عمليات التصوير بالرنين المغناطيسي تستطيع الآلة الذكية التي صمّمها الباحثون ان تكتشف العلائم الأولى لمرض الزهايمر بدقة تصل نسبتها الى 84 في المئة من خلال معرفة التغيرات الحاصلة في طريقة ارتباط المناطق المختلفة من الدماغ ببعضها البعض.
وأوضحت الباحثة الايطالية ماريانا لا روكا في مقابلة مع مجلة “نيو ساينتست” ان تحاليل السائل النخاعي وعمليات تصوير الدماغ باستخدام الأجهزة الاشعاعية يمكن ان تبين درجة تراكم الصفائح والعقد المتشابكة في الدماغ وان تتوقع من يكون المهدد بخطر الاصابة بمرض الزهايمر بعد عشر سنوات. “ولكن هذه الطرق غازية جداً وباهظة الكلفة جداً وتُستخدم في مراكز متخصصة جداً”.
الآن تمكن فريق الباحثين الذي يضم لا روكا وعلماء آخرين في جامعة باري الايطالية من تطوير الغوريثم لتعليم الآلات قادر على معرفة التغيرات ذات العلاقة بمرض الزهايمر في الدماغ.
واختبر الباحثون الآلة الذكية على عينة من 148 شخصاً، منهم 52 أصحاء و48 مصابون بمرض الزهايمر و48 كانوا مصابين باعاقة ذهنية معتدلة وتفاقمت حالتهم الى مرض الزهايمر بعد 2.5 الى 9 سنوات.
وتمكنت الآلة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي من التمييز بين الدماغ السليم والدماغ المصاب بالزهايمر بدقة بلغت نسبتها 86 في المئة.
وأثبت الذكاء الاصطناعي للآلة نجاحه في اكتشاف الأعراض ايضاً بتمكنه من التمييز بين الأدمغة السليمة والأدمغة المصابة بإعاقة ذهنية معتدلة بدقة بلغت نسبتها 84 في المئة.
ولا يستطيع الأطباء ان يكتشفوا مرض الزهايمر إلا بعد مرور عشر سنوات على مرحلة الاعاقة الذهنية المعتدلة.
واكتشف الباحثون ان الذكاء الاصطناعي يكون في أعلى درجات الفاعلية والدقة حين يكون حجم الأدمغة التي يقارن بينها 2250 الى 3200 مليمتر مكعب.
واشاد باحثون آخرون بنتائج الاختبار. وقال الدكتور باتريك هوف من كلية آيكان الطبية في نيويورك ان هذه الآلة الذكية ستكون عظيمة الفائدة في عمل الاطباء.
ويريد الباحثون الايطاليون ان يطبقوا الذكاء الاصطناعي في المرحلة التالية على امراض عصبية تنكسية أخرى مثل مرض باركنسون. وقالت الباحثة لا روكا “انها طريقة متعددة التطبيقات”.
