الطمأنينة في اﻷنس بالله !!

‏  3 دقائق للقراءة        498    كلمة

3

الطمأنينة في اﻷنس بالله !!

بقلم / د. عبد الحافظ الخامري

من جميل صنع الله أنه جعل الصلاة صلة به هو، وهو الغني وأنت المفتقر إليه، ولم يوكل باستقبال ما تقوم به احد كما يفعل الملوك.

وجعل اتصالك به هو ولم يقل افعل كذا وكذا وستجد أجر ما صنعت، والتفت إلى شؤون أخرى، بل قال في الحديث القدسي “أنا جليس من ذكرني” وقال تعالى “فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ” البقرة (152).
هذا يبعث الأنس والطمأنينة في قلب كل من يذكره بصلاة اوغيرها؛ هذه الطمأنينة التي نفتقر إليها في عالم اليوم ولم نجدها في الأموال الكثيرة ولا المساكن الوثيرة ولا في الأسلحة الخطيرة ولا في الجماهير الغفيرة.
تلك الطمأنينة التي تعني الأنس به الشكوى إليه التذلل بين يديه والتدلل عليه.
الطمأنينة التي تجعلك تشعر بمعيته وانت في كل الوضعيات وانت تصلي بين يديه او في سكون الليل تناجيه أو في غمرة الزحمة تأنس به من وحشة بشر اليوم قتلة النساء والاطفال واﻷبرياء؛ أو من مرض او فاقة أو غيرها من الابتلاءات التي لا تستطيع تحملها إلا بإدراكك أنها ابتلاء بالنقم واختبار لترقيتك فتلجأ إليه ليرفعها عنك فيأجرك ويرفعها ويقربك منه؛ أو في نظرتك الثاقبة لﻻموال التي تغمرك والنعم التي تتقلب بها فتفطن أنها قد تكون ابتلاء بالنعم فتقول ربي اوزعني أن أشكر نعمتك علي فتشعر بالسعادة والرضاء وتزداد طمأنينة ورضى بأنك تتقلب في نعم الله.
والطمأنينة في صحتك وانت تدرك أنه منحك إياها وهو القاددر على أن يسلبك إياها فتشكره وتتنعم بها بوصفها منحة منه.
والطمانينة في أسرتك وانت تعرف أنك كونتها بقوله:
“وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون”َ الروم (21)
والطمأنينة التي تجدها وأنت تتفكر بواحد أحد فرد صمد غني عنك وعن العالمين والكون كله خلقك من لاشيء وأنت تتنكر وتعصيه وهو يراك ويعلم كل ماتبدي وما تخفي؛ تصور معي بعمق إله غني خلقك وانت مفتقر إليه على مدار اللحظة وإليه مصيرك تعصيه وهو يراك فيسترك ويهتم بك ويرعاك في كل تقلبات حياتك في كل ما تأتي او تذر؛ ومع ذلك يحلم عليك وينتظر اللحظة التي تؤوب إليه فيفرح بك ويغفر لك بل وقد يقلب كل سيئاتك حسنات. … أليس ذلك الإله الذي يستحق أن تهوي بجبهتك على الارض لتسجد له سجدة تجتمع بها كل لذات الدنيا وتنصهر بها كل ذنوبك وتجمع فيها كل طمأنينة وخشوع الكون، وتشعر فيها بأنك عبد حق لرب حق يستحق أن تفخر بأنه إلهك بأنه ربك لتصبح دموعك فيها أغلى من لآلئ الكون كله.
عندها فقط ستشعر بنوع من اﻷنس به سبحانه تعقبها حالة طمأنينة واسترخاء تودع فيها التوتر والقلق والمخاوف الى غير رجعة ﻻنك بمعية مالك الملك ومن يقول للشيء “كن فيكون” ومن يدبر اﻷمر في السماوات والارض ويدبر أمرك وهو الفعال لما يريد.

عن gamdan

شاهد أيضاً

نتنياهو واستراتيجية الديماغوجيا .. 

‏‏  2 دقائق للقراءة        335    كلمة الحديدة نيوز – كتب – بشير القاز في أول تصريح …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *