!!! العيسي.. وصحافة الابتزاز
بقلم / محمد صبري
عندما تعمل بجد واجتهاد، وتفاجأ بأن الإعلام يركز على (السلبيات)، ويتغاضى عن (الإيجابيات)، هو أمر (مؤلم) يحز في النفس، ولكن الأشد إيلاما هو أن يقوم الإعلام بتحويل هذه الأعمال (الإيجابية) إلى (سلبيات)، يعني بالمختصر المفيد، عندما تجد الإعلام يمارس – بقصد أو بدون قصد – الكذب والتزييف!.
الشيخ أحمد صالح العيسي، رئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم حقق خلال السنوات الماضية الكثير مما لم يحققه أسلافه، وبشكل يجعل المقارنة بينه وبين ما حدث في عهد الاتحادات السابقة (ظالماً).. ورغم (كل ذلك) يأتي من ينكر هذه الإنجازات والحقائق!.
رئيس اتحاد الكرة كان حريصا على أمور كثيرة تميز فيها، وخطى فيها خطوات ملموسة ومتقدمة لا ينكرها إلا جاحد.. وأنا هنا لست بمعرض (التباهي) بما تم فعله، ولكن سأحاول ذكر بعض ما أنجزه الرجل من باب (التذكير).
العيسي حرص على تجهيز المنتخبات الوطنية وإعدادها بشكل مستمر، فأصبحنا نشاهد منتخباتنا تستعد للبطولات والمناسبات المختلفة بصورة (دائمة)، وحرص على توفير الإمكانيات والأجواء الملائمة لتجهيز المنتخبات.. اهتم الرجل بشدة بمسألة توسيع أنشطة المنتخبات الوطنية خارج نطاق العباءة الآسيوية (الضيقة) لقلة أنشطتها، فكان له دوره (البارز) في مشاركاتنا في دورة كأس الخليج.. مرورا ببطولات غرب آسيا وكأس العرب، وسعيه مؤخراً للمشاركة في البطولات الخليجية للأندية والناشئين والشباب والمنتخبات الأولمبية.
أصر رئيس اتحاد الكرة على تأهيل الكادر البشري اليمني من منطلق إدراكه بضرورة تأهيل الكادر البشري اليمني في مجالات متعددة ومتنوعة بدءً من الإدارة مرورا بالتحكيم وصولا إلى التدريب وغيرها من النواحي، فكان تواصل الاتحاد اليمني لكرة القدم مع الاتحادين الآسيوي والدولي للاستفادة من خبراتهم في تأهيل الكوادر اليمنية، وكانت الإشادة من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بهذه التجربة، عندما أكد أن الاتحاد اليمني لكرة القدم كان الأكثر إقامة للدورات التأهيلية لعام 2010م في العالم! وركزوا على (العالم)!.
لأول مرة في تاريخ كرة القدم اليمنية أصبحت الكوادر اليمنية متواجدة في الاتحادات الدولية والإقليمية، فكانت عضوية الأمين العام للاتحاد اليمني لكرة القدم د. حميد شيباني في لجنة الانضباط بالاتحاد الآسيوي، اللجنة الأقوى، ومؤخراً في لجنة أمن الملاعب في الإتحاد الدولي.. بعد فترة طويلة من (تجاهل) الكوادر اليمنية.
محليا سعى الاتحاد إلى تعدد البطولات وتنوعها كون زيادة المنافسات ستعود بالفائدة على اللاعب اليمني، فكانت بطولة جديدة بمسمى “كأس الوحدة” ليكون الإجمالي ثلاثة بطولات بالإضافة إلى بطولات الدرجتين الثانية والثالثة، وسعى اتحاد الكرة عدة مرات إلى إقامة بطولات للناشئين والشباب لكنه اصطدم بعقبة غياب وجود هذه الفئات في الأندية اليمنية، وهو ما اشتكى منه العيسي في أكثر من مناسبة.
بدأ التجهيز والإعداد لإقامة دوري المحترفين، وتم قطع خطوات مهمة في هذا الاتجاه، ولكن ما حدث في البلاد مؤخراً جمّد هذه الخطوة إلى حين أن تصبح الظروف ملائمة لمثل هذه الخطوة.. كان الاهتمام بالمنتخب الوطني الأول كبيراً ومكثفاً كونه هو الواجهة الأبرز للكرة اليمنية، فجاء المدربين العالميين، وكانت المعسكرات المختلفة، الداخلية والخارجية، وكانت هناك العديد من المباريات الودية، وكان الإنجاز غير المسبوق في شهر يناير 2010 عندما أصبح منتخبنا هو المنتخب الأكثر تطوراً في العالم، في التصنيف الدولي الشهري بحسب الاتحاد الدولي لكرة القدم.. وركزوا هنا (أيضا) على كلمة (العالم)!.. وفي العام نفسه وصل منتخبنا للدور نصف النهائي في بطولة غرب آسيا بعد أن قدم مستوى لافت ومميز.
كان الدور الذي قام به رئيس اتحاد الكرة في مسألة استضافة خليجي20 واضحا ولافتا ومعروفا، ورأينا كيف كان الإصرار على استضافة الدورة الخليجية لعلمه المسبق بفوائدها وعوائدها على الكرة اليمنية، وشاهدنا كيف انتشرت الملاعب والمنشآت الرياضية في محافظتي عدن وأبين بسبب الاستضافة.. في حين شاهدنا كيف تم تأجيل استضافة العراق لخليجي21 بسهولة ونقلها إلى البحرين.. ولكم المقارنة!.
شاهدنا كيف أن العيسي صنع للاتحاد اليمني لكرة القدم (هيبة) و(احترام) بين نظائره العرب، وأصبح لليمن (نفوذه) و(كلمته)، ورأينا كيف كان الدور (المؤثر) لليمن في انتخابات الاتحادين الآسيوي والعربي لكرة القدم.. بفضل جهود هذا الرجل.
أعتقد أن الحديث عن الإنجازات في عهد الشيخ أحمد صالح العيسي يحتاج لملف (موسع)، فهناك العديد من الأشياء التي لم يتم ذكرها لأن مساحة المقال لا تكفي، نعم قد توجد أخطاء هنا أو هناك، من هذا الشخص أو من ذاك، فالكمال لله عز وجل.
لكن ما يحز في النفس هو التغاضي عن كل الخطوات الإيجابية والمتميزة واللافتة، ويتم (تجاهلها) والتركيز على السلبيات، هذا إن تم تناول سلبيات حقيقية ولم تكن من خيال المؤلف!.. وهناك أمر يجب أن يعلمه كل من يحاول أن يجذب الناس إلى مستنقع الدجل والتزييف والمغالطات، وهو اعتقادي بأن القارئ ذكي، وبإمكانه معرفة من هو الناقد بصدق بهدف تصحيح الخطأ، ومن هو الناقد بهدف (الابتزاز) وجني المكاسب الشخصية..
.