الحديدة نيوز / عبدالرزاق الضبيبي
بينما كانت ألسنة الحرب على تخوم قريتها “مجعر” الحدودية بمديرية حرض (حجة)، وقفت تهاني بجوار والدها المصاب بجلطة دماغية تسند كتفاً إليه كعكاز يتوكأ عليه وكتفها الاخر لأمها المسنة، تاركين في منزلهم كل شيء خلفهم. سعوا ثلاثتهم على عجل للنجاة بأنفسهم وهم يعلمون ما يفعلون والى أين يفرون بينما تلهج ألسنتهم تدعو الله بالنجاة!
قسمت الأقدار لآخرين كتهاني وأسرتها النزوح من أتون الموت إلى عناء التشرد بدون أي من مقومات الحياة!
“الحرب دائما تجعل الفقراء في كل صراع يدفعون فاتورة الحرب مرتين”! لقد ضاعفت الحرب بؤسهم المزمن إلى حياة نصفها كرامة متوجعة والنصف الآخر رغبة بموت ينهي أسوأ اللحظات.
تألموا من وقع مطرقة حياة العراء وكماشة شحة #الإغاثة في بؤرة كارثية لا توفر أي مصدر للدخل أو العون. حتى رقائق الخبز اختفت من البيوت ولم تعد تظهر عند معظم الأسر إلا مرة باليوم! فمن ينجيهم من وقع مطرقة حياة العراء وكماشة انعدام الإغاثة في بؤرة كارثية لا توفر أي مصدر للدخل أو العون! “هكذا هي الحرب دائما تجعل الفقراء في كل صراع يدفعون فاتورة الحرب مرتين”!
وقفت الفتاة الريفية تهاني تسأل نفسها عن كيفية استخدام مهاراتها ومعارفها لإنقاذ حياة أسرتها المثقلة بالإحباط في منطقة المراوعة بالحديدة، المتأثرة اقتصاديا بكساد #الحرب وضخامة الاحتياج فيها!
ومن بين ركام المأساة، ساق القدر لهذه الأسرة نصف أمنية قد توصلهم للنصف الآخر. فحين سمعت تهاني عن إعلان عن فرص عمل مؤقتة للفتيات أسرعت بتقديم أوراقها وخضعت بعدها لإجراء المقابلات واختبارات الاختيار..
تهاني على دكة الانتظار واللحظات تمر ثقيله ..
يالها من فرحة غامرة حين رمقت اسمها ضمن قائمة العاملين بمشروع النقد من اجل التغذية بالصندوق الإجتماعي للتنمية فرع #الحديدة كمثقفة مجتمعية في موقع نزوحها. لم تتحدث خلال تلك اللحظات سوى دموع فرح تهاني وأمها.
.
تقول تهاني عن هذه الفرصة “لقد مثلت فرصة العمل طوق نجاة لي ولأسرتي لبينا بها ما حلمنا به من مأكل ومشرب ومسكن كريم. اضافت تهاني انها أيضا اكتسبت للمستقبل التدريب على #التثقيف_الصحي وخبرات الاتصال وتوعية الأسر التي اشتبهت في معاناة نسائها وأطفالها من #سوء_التغذية.
بقي لتهاني من أمنياتها حلم العودة الى قريتها بمديرية #حرض.
لكن ماذا لو عادت؟!
هل ستميز حطام منزلها بين ركام كل منازل قريتها المدمرة!
#اليمن