الفنانة التونسية سوسن الحمامي صاحبة اغنية “وين الملايين” إصراري على الاستمرار بالخط الملتزم هو من جعل النظام السابق يعمل لمضايقتي وصولا إلى منعي لاحقا ولن أعود للميدان الفني

‏  6 دقائق للقراءة        1166    كلمة

 

الحديدة نيوز — متابعات

أن تبحث وتقتفي آثار نجمة ظل صوتها محفورا في ذاكرة ووجدان المواطن العربي من المحيط إلى الخليج حين صدحت وصرخت بأعلى صوتها “وين الملايين” فتلك مهمة ليست باليسيرة والسهلة لاسيما في ظل العنوان العريض الذي يوصد الأبواب في وجهك وأنت تحلم بمحاورتها والنبش في تفاصيل تحيرك عن سر اختفاءها منذ فترة طفولتك .
“المنع والتضييق ” وهذه المفردات التي تحيط بسيرة الفنانة التونسية الكبيرة سوسن الحمامي بقدر ما تحبط أي متيم بصوتها ومنبهر بأغانيها الحماسية التي يرددها الصغير قبل الكبير دون تخطيط مسبق بقدر ما تعطيك جرعة أكبر في مواصلة التقصي والوصول إليها وإقناعها بالحديث وهي التي تصر على المضي في قصة صمتها الطويلة .
في هذه الأسطر كسرنا القاعدة وتسللنا إلى عالم صاحبة “يا حمام القدس ” في الفترة إياها التي تكابد فيها المدينة الصامدة وتقاوم كل المكائد والحيل لتطلعنا على بعض التفاصيل المهمة من مسارها الحافل وموضوع غيابها المحير وتفاصيل أخرى مهمة .
ـ كسؤال أولي يفرض نفسه ..هل سوسن الحمامي غائبة أم مغيبة ؟
مغيبة بدون ذكر تفاصيل أخرى في هذه المرحلة ..
ـ من ينظر إلى شراكتك الناجحة مع جوليا بطرس وأمل عرفة والتي أثمرت أعمالا خالدة لابد أن يسأل : كيف ولدت هذه الشراكة أولا ؟ وهل مازلتما على تواصل ؟ وكيف تقيم سوسن الحمامي تلك الفترة ؟
لقد تم ترشيحي من قبل الشاعر الكيلاني , أنا قدمت في تونس مجموعة من الأغاني والألبومات منها أغاني وطنية معروفة – ” لا يجيك يوم ” و ” شمسك يا تونس “.
جاءت الفرصة أن نذهب إلى ليبيا برفقة فرقة موسيقية وفنية كبيرة يقودها الموسيقار الأستاذ عبد الحميد بن علجية والإعلامي نجيب الخطاب وفرقة الإذاعة لتقديم حفلات هناك ويومها بدأت بالتعرف على الشاعر الكيلاني الذي اختارني لتقديم أغنية مشتركة مع الفنانة الليبية سالمين الزروق كانت عن الوحدة المغربية في ذلك الوقت من عام 1987/ وكان مطلع الأغنية تقول ” زاير من خضرا لا حارس ولا حدود .. عربي بإرادة حرة حقق حلم الحدود ” .
وحينما اندلعت الانتفاضة الشعبية الفلسطينية شهر ديسمبر 87 بدأ الشاعر الكيلاني بتحضير مجموعة أغنيات للانتفاضة وتم ترشيحي وكان للشاعر المذكور علاقة صداقة تربطه بالموسيقار الراحل سهيل عرفة في سوريا ومن خلاله تعرف على صوت ابنته أمل فتم ترشيحها وكان هناك صوت في لبنان جديد هي جوليا التي قدمت أغنية في بداياتها وكان مطلعها ” غابت شمس الحق ” وتم ترشيح أصوات أخرى من سوريا مثل المطربة هدى العطار ومن المغرب المطربة خولة الراشدي ابنة الموسيقار المغربي الراحل عبد القادر الراشدي
فقدمنا أول أغنية هي ” يمي يمي ” سجلناها في صوت الريم في دمشق وصورت فيديو كليب وكانت أول أغنية مشتركة للثلاثي أنا وأمل و جوليا وكانت من إنتاج دار أجاويد للإنتاج الفني والإعلامي الذي يمتلكها الكيلاني في طرابلس – ليبيا وكان ذلك في بداية عام 1988 .
صوت الريم كان له فروع في دمشق وأثينا وكان مملوكا لعدة شخصيات منها الكيلاني ثم سجلنا لاحقا أنا وأمل وهدى و خولة أغنية “حمام القدس ” ثم باقي الأغاني تباعا منها ” وين الملايين ” و “غضب الشعب وطوفانه ” .
ثم قدمت بشكل مشترك مع الفنانة أمل عرفة والفرقة المغربية ناس الغيوان أغنية كان مطلعها ” لماذا يا كرامة خفتي من القيامة ” , وقد قدمنا تلك الأغاني لاحقا في عدد من الحفلات في عدة دول عربية منها سوريا وليبيا والعراق .
أما بخصوص التواصل فقد ظل قائما لمدة محدودة في فترة التسعينات ثم انقطع تقريبا مع الفنانة جوليا بطرس بينما لا أزال على تواصل مع الفنانة أمل عرفة من وقت لاخر .
ـ هل تعرضت سوسن الحمامي لمضايقات فعلا من نظام بن علي ؟ وكيف تصفين لنا تلك المرحلة
بحكم إصراري على الاستمرار بالخط الملتزم هو من جعل النظام يعمل لمضايقتي وصولا إلى منعي لاحقا .
ـ عرفنا انك عشت ظروف صعبة بسبب المرض ..هل يمكن ان تتحدثي عن تلك الفترة ؟ ولماذا لم نسمع عن الموضوع في وسائل الإعلام ؟
أنا لم أكن معنية ولا أريد أن أتحدث فيما حصل أو أتحدث للإعلام عن تلك المرحلة وهذا كان باختياري وإرادتي .
ـ كيف كانت علاقتك بليبيا ؟ ولماذا ارتبط اسمك بها لسنوات ؟
لان اغلب الأغاني الملتزمة التي قدمت في تلك الفترة من نهاية الثمانينات وحتى بداية التسعينات كانت الإنتاج والتسجيل والألحان والكلمات ليبية خاصة بدار أجاويد للإنتاج الفني والإعلامي .
ـ هل دفعت سوسن الحمامي ثمن ارتباط اسمها بمهرجانات واعمال لها صلة وثيقة بالنظام العراقي والليبي مثلا ؟
لها علاقة بالعمل في الفن الملتزم خاصة أداء الأغاني الثورية القوية حتى في عدة أغاني منعت من العرض منها أغنية بعنوان هيئة الأمم كلمات كلمات الشاعر العراقي كاظم السعدي ، الحان كريم هميم وأغنية أخرى تقول مين الخادم ؟ ومين الكادح ؟
وأغنية ثالثة بعنوان ” كيف كيف تتوقف يا نزيف قضية وقومية وبوابة وهوية ” , وأغنية رابعة بعنوان “كفي بندقية تتحدى بني صهيون ..دم شعبي قضية وحجار يهز الكون ” بالإضافة إلى أغاني أخرى عديدة .
ـ كيف تنظرين للوسط الفني اليوم ؟ وهل يمكن ان تعودي لنشاطك ؟
موضوع أن أعود لنشاطي لا لعدة أسباب لكن للأسف الفن الملتزم في الوطن العربي غاب كثيرا وضعف لأسباب يعرفها الجميع إلا في فلسطين ما زالت بعض الأصوات والفرق تؤدي مجموعة أعمال ومنها مثلا فرقة العاشقين الثورية لما قدمته من تاريخ طويل وما زالت تقدم لليوم منذ عام 1977 .
ـ كيف هي علاقة سوسن الحمامي بالسوشال ميديا ؟ ومتى قررت الانخراط ومخاطبة جمهورك عبره ؟
أنا أتواصل مع الجمهور والأصدقاء عبر حسابات شخصية إلى أن قام أصدقاء وأحبة لي بإنشاء الصفحة العامة التي من خلالها يتم نشر كل الأعمال القديمة بكل تفاصيلها خاصة الأعمال الملتزمة من فيديو وصوتيات وأرشيف صحف بالإضافة إلى تواصلي معهم من وقت لآخر .
ـ برأيك لماذا اختفت الأغاني الوطنية في يومنا هذا ومن يتحمل المسؤولية ؟
لم تختفي تماما ما زالت عدد من الأعمال من وقت لآخر تخرج خاصة في فلسطين لكن بشكل عام حالة الوضع العربي واليأس والإحباط لدى الشارع وظروف عديدة كثيرة جعلت الفن الهابط ينتشر أكثر والفن الملتزم يقل كثيرا .
ـ حاليا لا صوت يعلو على كارثة القدس الجديدة ..ما هي رسالة صاحبة “وين الملايين ” للمواطن العربي في هذه الظروف الحرجة ؟
للقدس أبناﺀها أما العرب عامة فلا حول ولا قوة لهم غير الدعاﺀ, جاهدوا وحرروا ما استطعتم فإن لم تستطيعوا فيد الله فوق أيديهم استشهدوا حتى تحقيق النصر لأن الشهادة والنصر عنوانكم لا تنتظروا من حكام العرب شيئا فهم مشغولون بقمع شعوبهم حتى لا تثور على الذل والهوان والبؤس والحرمان والجوع والفقر حتى لا تثور من أجل أرضكم المقدسة وقدسكم الشريف عاشت فلسطين من النهر إلي البحر وعاصمتها القدس الشريف وعاش شبابها الثائر المقدام ..

عن arafat

شاهد أيضاً

الحديدة:الموسيقار أنور بنان يُغني لشاعر مصري ويوم الجمعة موعد إطلاق الأغنية .

‏‏  2 دقائق للقراءة        285    كلمةالحديدة نيوز _  جساس جمالي الأستاذ والموسيقار أنور بنان أبرز فنانين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *