|
الحديدة : ذوات الإعاقة كفاح لتجاوز الألم
الحديدة نيوز- خاص- منتهى حسين
صباح كل يوم تذهب ” رسمية ” إلى إحدى مراكز إعادة تأهيل ذوي الإعاقة،للحصول على خدمات العلاج الطبيعي برفقة أمها.
رسمية البرعي البالغة من العمر 12 عاماً ، من سكان مدينة الحديدة ، أصيبت بإعاقة كلية نتيجة سقوط سقف منزلهم فوقها قبل عامين ،وهي تتهيأ لتناول وجبة العشاء مع عائلتها المكونة من والديها وشقيقها ، نتيجة غارة جوية سقطت بالقرب من منزلهم المهترىء ، مما أجبر عائلة رسمية على النزوح من الحديدة الى صنعاء .
تقول رسمية في حديثها مع الحديدة نيوز ” انها تكافح من اجل ان تتجاوز اعاقتها ، وبسبب انعدام مراكز تأهيل خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة في مدينة الحديدة قررت السفر الى صنعاء هي وعائلتها .
4 ملايين معاق
منذ بداية الحرب ارتفع عدد المعاقين في الحديدة خاصة و اليمن عامة ، وفي إحصائية لمؤسسة “بوميد” الأكاديمية للأبحاث، نُشرت بتاريخ 25 سبتمبر 2020، أكدت فيها وجود 4 ملايين مُعاق يمني، يحتاجون للوصول إلى خدمات إعادة التأهيل واستخدامها. وحسب إحصائيات صندوق رعاية المعاقين فإن 2 مليون مُعاق، لم تعد تصلهم أي خدمات صحية أو اجتماعية منذ بداية الحرب ،بينما يشير الاتحاد الوطني لجمعية رعاية المعاقين الى ان 90 % من إجمالي عدد الأشخاص ذوي الإعاقة يعيشون تحت خط الفقر، و 40 % من المعاقين حرموا من تلقي العلاج المستمر، ما جعلهم عُرضة لانتكاسات صحية خطيرة بسبب الحصار المفروض على استيراد الأدوية، ومنع سفر المعاقين للخارج، رغم حرج معظم الحالات، ما تسبب في حدوث مضاعفات خطيرة لدى الكثير منهم.
تتجدد مأساة الفتيات من ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل يومي في الحديدة ، كما تقول الناشطة زهور الاديمي ،وهي عضوة فاعلة في فريق مناصرة ذوي الإعاقة في الحديدة،و تشير في حديثها لموقع الحديدة نيوز ” الى ان ذوات الإعاقة في الحديدة بحاجة الى اهتمام وتوفير مراكز متخصصة للتدريب والتأهيل ، من اجل مساعدتهن على الحركة.
أمنية بالحركة :
“أرغب في العودة إلى حارتي وأرجع لمدرستي سيراً على قدمي،أدعوا الله أن يحقق أمنيتي”تقول الطفلة رسمية،وتضيف في حديثها لـ”الحديدة نيوز”،”لقد طال مكوثنا في صنعاء،وقد نصحونا الأطباء عدم الرجوع إلى الحديدة إلا بعد أن تُجرى لي عملية جراحية في إحدى مستشفيات صنعاء”.
تبكي والدة رسمية بُحرقة حينما تستمتع إلى إبنتها وهي تتحدث عن أحلامها البسيطة،لأنها ترى أنها عاجزة عن فعل شىء لابنتها في الوقت الراهن ،وتقول فتحية”ننتظر أن تُجرى العملية الجراحية لإبنتي بعد أن يتم دفع تكاليفها المالية من فاعلي خير،لكننا لا نستطيع العودة إلى منزلنا في الحديدة والذي أصبح أطلالاً مهدمة نتيجة للقصف “.
مثل رسمية توجد المئات من المعاقين في الحديدة وذوات الإعاقة مايزلن مقيمات في محافظة الحديدة،لكنهن لايجدن منابر يستطعن من خلالهن البوح عن مايجوب بخاطرهن من معاناة،وفقاً لما تؤكده بدور الوصابي من ذوي الاعاقة .
جابر … موهبته القديمة تنقذه من الفقر
حرمان وإقصاء :
العديد من المنظمات المحلية والدولية المهتمة بذوي الإعاقة جمدت أنشطتها في مدينة الحديدة نتيجة للظروف الراهنة متجاهلة معاناة ذوي الإعاقة،ومن أجل ذلك يطالب علي عقيل،رئيس جمعية معاقي برع الانتصار لذوات الإعاقة في الحديدة لأنهن محرومات من الحصول على حقوقهن التي كفلها لهن الدستور اليمني،ويقول عقيل لـ”الحديدة نيوز”،”على المنظمات والمؤسسات المحلية والدولية المعنية بذوي الإعاقة الإلتفات لمشكلات ذوات الإعاقة في الحديدة لأنهن أكثر المعاقات اللواتي كانت الحرب سبباً بحدوث إعاقتهن،”.
في تقرير دوري لها أوضحت منظمة العفو الدولية إن ملايين الأشخاص ذوي الإعاقة في اليمن قد تحمَّلوا سنوات من النزاع المسلح، بل وكانوا من أكثر الفئات تعرضاً للإقصاء في غمار تلك الأزمة التي وصفتها الأمم المتحدة بأنها أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
شاب نازح من #الحديدة يجذب فتيات صنعاء
وقالت راوية راجح، كبيرة مستشاري برنامج الاستجابة للأزمات لدى منظمة العفو الدولية “: الأشخاص ذوي الإعاقة، والذين هم أصلاً من أكثر الفئات تعرضاً للخطر وسط النزاع المسلح، ينبغي ألا يواجهوا صعوبات أكبر في الحصول على المساعدات الأساسية”.
ولفتت راجح،أنه يجب على هذه المنظمات جمع وتصنيف بيانات مُصنَّفة بشكل أفضل عن جميع الأشخاص ذوي الإعاقة المتنوعة الذين تتولى رعايتهم. كما يجب عليها إشراك الأشخاص ذوي الإعاقة بشكل مباشر في إعداد المساعدات وتسليمها، بما يكفل حقهم في المشاركة في اتخاذ القرارات التي تؤثر على حياتهم.
وتقول راجح إن “الأشخاص المعاقين في الحديدة بشكل خاص و ذوي الإعاقة في جميع أنحاء العالم يطالبون عن حق بألا تُتتخذ أية قرارات بشأنهم بدون مشاركتهم. واليمن ليس استثناء. ويجب على الجهات الدولية المانحة أن تسارع بالوفاء بشكل كامل بتعهداتها فيما يتعلق بتمويل العمليات الإنسانية، وأن تبذل مزيداً من الجهد بما يكفل عدم تجاهل الأشخاص ذوي الإعاقة.