المنتخب الروسي يأمل في استعادة الأمجاد.. وآرشافين محطة أخيرة لإنعاش مسيرة نجوميته!
الحديدة نيوز / خاص
يأمل المنتخب الروسي في أن يعيد أمجاده القديمة في نهائيات كأس الأمم الأوربية بعدما كان قريبا من ذلك في النسخة الماضية التي استضافتها سويسرا والنمسا لولا صدامه مع الماتادور الإسباني في قبل النهائي في مواجهة خسرها بثلاثة أهداف دون رد.
ورغم أن الاتحاد الروسي لكرة القدم تأسس عام 1992م, إلا أنه يعتبر الوريث الحقيقي للمنتخب السوفيتي الرهيب صاحب الصولات والجولات في هذه البطولة الذي تأسس اتحاده الوطني عام 1912م، وحقق لقب النسخة الأولى للبطولة على حساب يوغسلافيا عام 1960م في فرنسا، ثم حل وصيفاً في بطولات 1964م بأسبانيا و1972م ببلجيكا و1988م في ألمانيا الغربية.
الدب الروسي بلغ هذه النهائيات للمرة الرابعة تحت هذا المسمى بعد أن تصدر المجموعة الأوربية الثانية برصيد (23) نقطة وبفارق نقطتين عن منتخب أيرلندا في المجموعة التي ضمت أيضا أرمينيا وسلوفاكيا ومقدونيا وأندورا, حيث لعب الفريق (10) مباريات فاز في سبع منها و تعادل في اثنتين وخسر واحدة فقط، وسجل لاعبوه (17) هدفا، وتلقت شباكه (4) أهداف فقط، وهداف الفريق في التصفيات، هو رومان بافيلو تشينكو مهاجم توتنهام الإنجليزي الأسبق، ولوكوموتيف موسكو الحالي.
يقود الهولندي المخضرم ديك أدفوكات (64 عاماً) تدريب المنتخب الروسي، حيث تولي المهمة في مايو 2010م خلفا لمواطنه الشهير جوس هيدينك, ونجح في هذه المهمة الصعبة وقاد سفينة الفريق لبر التأهل رغم الشكوك والانتقادات الكثيرة التي تعرض لها بسبب اعتماده على الحرس القديم وعدم تجديده لعناصر الفريق.
مع النجم الكبير أندريه آرشافين لاعب آرسنال الإنجليزي الذي عاد لبلاده للدفاع عن ألون زينيت سان بيترسبورج, يعتمد أدفوكات على مجموعة من النجوم المحليين والمحترفين على رأسهم مدافعي سسكا موسكو سيرجي أجناشيفيتش وأليكسي بيرزوتسكي, بالإضافة لنجم وسط سبورتنج لشبونة البرتغالي مارات إسماعيلوف ومعهم مهاجم فولهام الإنجليزي بافل بوجربنياك وزميله في الخط الأمامي رومان بافليوتشنكو لاعب لوكوموتيف موسكو.
منتخب روسيا الذي يحتل الترتيب الحادي عشر عالمياً والثامن أوروبياً برصيد (1049) نقطة, يبدأ مشواره في البطولة بلقاء نظيره التشيكي في الثامن من يونيو ثم يواجه المنتخب البولندي صاحب الضيافة بعدها بأربعة أيام, قبل أن يختتم الدور الأول بلقاء منتخب اليونان في السادس عشر من نفس الشهر.
ويأمل أندريه آرشافين قائد منتخب روسيا لكرة القدم في الظهور بمستوى قوي لإنعاش مسيرته في عالم اللعبة.. وعاد آرشافين (31 عاما) إلى نادي زينيت سان بطرسبرج الروسي من آرسنال الإنجليزي في فبراير الماضي بعد عام غاب عنه خلاله التوفيق في لندن.
وبعد تألقه في أول عامين له في الدوري الإنجليزي الممتاز بما في ذلك تسجيل أربعة أهداف لآرسنال في مباراة تعادل فيها مع ليفربول عام 2009م، فقد غاب التوفيق عن اللاعب الروسي الذي وجد صعوبة هذا الموسم في دخول التشكيلة الأساسية لفريقه.
وتساءل معلقون كثيرون في روسيا وخارجها عما إذا كان آرشافين مازال يملك إرادة التألق والالتزام إزاء اللعبة نفسها بينما ظن كثيرون أنه من المضحك أن يخرج لسانه عقب إحراز الأهداف التي باتت نادرة بالفعل.
ولعل ما زاد الطين بلة أنه حتى أولئك الذين كانوا يتابعونه على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي على الإنترنت قد انقلبوا ضده.. واستقبل مشجعو آرسنال آرشافين بصفارات الاستهجان عند مشاركته كبديل في مباراة انتهت بالهزيمة (2-1) أمام مانشستر يونايتد في الدوري الإنجليزي في يناير كانون الثاني الماضي.
وبعد أن وجد نفسه في مواجهة البقاء على مقاعد البدلاء طوال الموسم قرر آرشافين أن يعود إلى روسيا في مدة الانتقالات في روسيا، ولحسن حظ آرشافين فإن زينيت – الفريق الذي قاده اللاعب لإحراز الدوري الروسي عام 2007م وكأس الأندية الأوروبية في العام التالي – تعاقد معه على سبيل الإعارة لمدة ثلاثة أشهر.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن آرشافين الذي أطلق عليه من قبل الفتى الذهبي لكرة القدم الروسية قوله السبب الوحيد لعودتي إلى الوطن هي أنه ستتاح لي فرصة اللعب.. وأضاف لكني أحب أن أعود إلى آرسنال، وتشعر أسرتي بالارتياح في لندن، ويذهب أولادي إلى المدرسة هناك والجميع يشعرون بالسعادة هناك.
ونظرا للمشاكل التي واجهت مسيرته مع ناديه فقد خيمت ظلال من الشك على مستقبله مع منتخب بلاده في ظل اقتراب انطلاق بطولة أوروبا.. وافتقد آرشافين للمسة التهديفية إذ لم يحرز أهدافا مع منتخب روسيا لمدة أكثر من عامين قبل أن ينهي صيامه عن التسجيل أخيرا بتسجيل هدف روسيا الثاني في مباراة ودية أمام الدنمرك فازت بها بلاده (2-صفر) في فبراير الماضي.
وطالب بعض الخبراء المدرب ديك ادفوكات باستبعاد آرشافين الذي كان من الأعمدة الرئيسة للمنتخب الروسي من قبل من تشكيلة بطولة أوروبا 2012م، وهو ما كان مستحيلا قبل أشهر قليلة.. وقال يفجيني لوفتشيف اللاعب الدولي السابق والكاتب الصحفي حاليا: “رأيي الشخصي أنه لا يستحق مكانا في تشكيلة منتخب روسيا بالنظر إلى مستواه الحالي“.
لكن ادفوكات الذي يعرف آرشافين منذ أن كان مدربا لزينيت واصل الاعتماد على لاعبه، وقال للصحفيين: “مكان آرشافين في التشكيلة ليس مهددا على الإطلاق، وإنه يتمتع بسمات القائد داخل وخارج المستطيل الأخضر“.
وعرف آرشافين طريق الشهرة في بطولة أوروبا 2008م ونال الإعجاب بأسلوبه المبدع وتحركاته الماكرة وقدراته التهديفية.. وساعد آرشافين على تحويل روسيا من فريق صاحب فكر دفاعي إلى تشكيلة تلعب بأسلوب هجومي جذاب حققت مفاجأة ببلوغ الدور قبل النهائي خلافا لجميع التوقعات، وهي أفضل نتيجة لها في بطولة كبرى في (20) عاما.
واختير آرشافين ضمن أفضل تشكيلة للاعبين الذين خاضوا البطولة الأوروبية قبل أربع سنوات وأصبح بطلا وطنيا في بلاده.. وسرعان ما أصبح آرشافين أعلى لاعبي روسيا دخلا، وتصدر وجهه الطفولي صفحات المجلات وجنى أموالا طائلة من الإعلانات.
ودفع آرسنال (15) مليون جنيه إسترليني (21.35 مليون دولار) للتعاقد مع آرشافين في فبراير 2009م بعد مفاوضات استمرت لمدة طويلة وبدأ أنه استثمار في محله.
وسريعا ما أصبح آرشافين النجم المفضل لجماهير آرسنال خاصة بعد تسجيل أهداف فريقه الأربعة في مباراة تعادل فيها آرسنال مع ليفربول في أبريل 2009م ليصبح أول لاعب يسجل هذا العدد من الأهداف في مباراة بالدوري على ملعب انفيلد معقل ليفربول منذ عام 1946م.
ومن المؤكد أن مشجعي المنتخب الروسي يتوقون لرؤية آرشافين يستعيد ذاكرة التألق هذا العام في بولندا وأوكرانيا.