المواطن اليمني وجحيم الحرب !!
الحديدة نيوز / ياسمين الصلوي
يكفينا وجع ..تعبنا …قالها أحد الباعة المتجولين في أحد شوارع مدينة الحديدة أثناء مروري بجانبه ، بائع السمسم أنموذج للمواطن اليمني المغلوب على حاله ، ماذا عسى أن تعمل قطع السمسم في ظل أرتفاع الأسعار وخصوصا اذا كان لا يملك منزلا ، يسكن في منزل إيجار ويمتلك خمسة أبناء وزوجته مصابة بمرض الفشل الكلوي ، والريال في إنخفاض مستمر وتفشي أمراض ووضع إنساني مزري .
تصل نسبة الفقر في اليمن الى ٨٥٪من أصل ٢٦مليون نسمة بحسب أخر تعداد لسكان البلاد ، ويعتبر مؤشر خطير وخصوصا في ظل الأنهيار الأقتصادي المستمر الذي تشهده البلاد ، حيث وصلت نسبة البطالة الى ٤١٪ قبل الحرب وقبل أن تغلق كثير من المؤسسات وقبل أن تدمر الكثير من المصانع والمنشأت ذات الصلة.
لا نستطيع أن نقدر نسبة البطالة في ظل كل ركام الخراب الذي سببته الحرب من أجل نصف الفراغ؟والى اي حال سيصل له المواطن الذي بات مشردا تائها يتضور جوعا ومرضاً وضياع .
السؤال المشترك في اذهان كل اليمنيين هو متئ ستنتهي الحرب ؟متى سنعود للحياة؟ سئمنا الحرب والقتل والدمار والدماء والجوع والفقر والحرمان ؟،الأطراف المتحاربة هي من تقرر متى تطفى نار الحرب الذي التهمت الأخضر واليابس ،وبمعنى ادق الممولين الدوليين والإقلييميين هم من يمتلكوا قرار إيقاف هذه الحرب القذرة، بيد ان الاطراف المتصارعة تجار حروب ومستفيدون من استمرار الحرب على حساب المواطن المسحوق، وربما هم لا يدركون ما الذي خلفته نيرانهم العمياء والى اين اوصلت المواطن . الفقر والازمة الأقتصاديه ،وتدهور الوضع المعيشي، التي تعيشه البلد حولت حياة سكان البلاد الى مقبرة يموتون فيه كل دقيقة، وجعلت من الوطن سجن كبير لا جدران له إلا الصلوات، واصبح الوضع جحيم لا يطاق.
كيف نعيش وايش نأكل ونشرب ، تعبنا ارحمونا ، ننام بلا عشاء والصباح بلا فطور نعيش بوجبة غداء فقط ، أنقطعت الكهرباء قلنا نصبر على الطاقة الشمسية ، غلي الغاز قلنا نحاري ونصبر ونصبر ، بس الجوع بنموت.. يتحاربوا وتاركين الشعب يموت …
هكذا نقلت أم فاتن معاناة شعب ، أم فاتن ارملة لسبعة أبناء تعمل فراشة في أحدى مؤسسات المدينة ، لم تجد هذه الأرملة الا أن تصرخ في وجهي حين سألتها عن وضعها…
صرخت وانهالت غضبا على الأطراف المتحاربة على حدا سواء ، أنه وجع المواطن ، الوجع الذي هد حيله وهدم ساعده . لا فائدة من منافسة تخلف وراءها دمار كل شيء ، ماذا عسى أن يبقى بعد كل الخراب الذي احدثته الحرب !
قد يسلم كرسي الحكم من نيران الحرب اذا كتب الله له السلامة لكن سيكون مركون في زوايا أحدى مؤسسات الدولة التي دمرها الطيران او نسفتها أحدى القذائف المتناثرة على وطني ، نتائج الحرب معروفة ، نتائج الصراعات مؤسفة ، يموت كل شيء ويدمر كل شيء وتصبح تلك الأطراف المتناحرة ضائعة لا تفيدها البنادق المدججة بها ،فالوطن لا بديله له ولا يعوض ،ليت أمراء الحرب يلتفتوا الى نداءات اليمنيين… انقذوا ماتبقى من وطننا الغالي ..
#الحديدة_نيوز
موضوع ممتاز ويستحق الاعجاب .. شكراً للحديدة نيوز على هذة المواضيع المتميزة