بائع الآيسكريم.. كيف يدخل الفرحة على قلوب أطفال الحديدة
الحديدة نيوز- عبده أحمد
” آيسكريم آيسكريم ، قولب حجر يقوّي النظر ” هتافات لعبارات تبعث الفرحة لأطفال مدينة الحديدة ،اعتادوا سماعها يومياً بصوت بائع الآيسكريم (أحمد عبايا البالغ من العمر 37 عاماً ) .
ما إن يسمع هتافه أطفال المدينة ؛ إلا وتجدهم فرحين بقدومه ، ومهرولين تجاهه ، وملتفين من حوله ليقوموا بالشراء منه ، ووجوههم تملؤها الابتسامة والسعادة ،مستمتعين بمذاق الآيسكريم الذي يتجوَّل به في حارات المدينة وأمام المدارس .
يقول أحمد لموقع الحديدة نيوز ” بيع الآيسكريم بالنسبة لي ليست مجرد مهنة الهدف كسب المال منها فقط، بل الهدف الأسمى منها أيضاً هو إدخال الفرحة والبهجة على الأطفال . أشعر بفرحة كبيرة عندما أراهم فرحين والابتسامة تملأ وجوههم . إنه شعور لا يوصف أن تكون سبباً في فرح الأطفال وسعادتهم وكسب محبتهم “.
يخرج أحمد كل صباح من منزله يدفع عربته الصغيرة ، فوقها خزان متوسط الحجم مليء بالآيسكريم ، يجوب شوارع الأحياء السكنية في الحديدة، وأمام المدارس، وما يميزه عن الباعة الآخرين ،هو أنه يصنع منتجه في منزله ، رغم وجود الكثير من المصانع والشركات الحديثة التي تقوم بصناعة الآيسكريم، ، فهو يرفض بيع المنتجات التي تتم صناعتها في المصانع ، كونها تحتوي على مواد حافظة ويرى أنها قد تسبب مخاطر صحية للأطفال حسب قوله .
منذ أكثر من ثلاثة عشرة عاماً ، يواصل أحمد عمله في مهنة بيع الآيسكريم ، كَسَب فيها محبة الكثير من الأطفال ، وكوَّن معهم علاقة محبة وصداقة ، فالكثير من الأطفال الذين كبرت أعمارهم ، لا يزالون يبادلونه المحبة ومنهم (ياسر 20 عاماً ) الذي لا يزال يتذكر عندما كان صغيراً ، كيف كان يشعر بالفرح والسعادة عندما يسمع صوت بائع الآيسكريم ينادي من بعيد بكلماته المشهورة والتي لازال يرددها إلى اليوم (آيسكريم ، آيسكريم، قولب حجر يقوي النظر).
يقول ياسر لموقع الحديدة نيوز” عندما أرى بائع الآيسكريم ، تعود بي الذاكرة قليلاً للوراء ، لأيام الطفولة ، كنت وجيراني الأطفال ننتظر بفارغ الصبر قدوم العم أحمد ، وعندما نسمع هتاف صوته من بعيد ، نقفز ونطير من الفرحة ونتسابق للقائه ، إنها أيام جميلة فعلاً بالتأكيد لن تعود”.
ويضيف ” رغم أني كبرت وأصبحت شاباً ، إلا أنني لازلت أشتري منه ، وأبادله كل الود والاحترام ، فهو يستحق أن نبادله الوفاء بالوفاء ، والحب بالحب ،فالعم أحمد تربطه علاقة ود واحترام مع الجميع ،حتى أنه إذا غاب في يوم من الأيام الكل يفتقده الصغار والكبار ، فهو صديق للجميع “.
وتعد مهنة بيع الآيسكريم أو (القولب) مصدر الرزق الوحيد لأحمد ، ورغم أنه يكسب منها القليل من المال ، إلا أنه لا زال يتمسك بمهنته ؛ بسبب حب الأطفال له ،
ويختم أحمد بالقول ” سعادتي وثروتي الحقيقية أجدها عند رؤية الأطفال وهم سعداء ومنبسطين، وهذا هو أكبر دافع لي للاستمرار في هذه المهنة ” .