تعز : التسامح وأبعاده الحضارية في محاضرة ثقافية بمؤسسة السعيد الثقافي
الحديدة نيوز / تعز / غمدان أبوعلي
أقيمت يوم أمس على قاعة منتدى السعيد الثقافي بتعز محاضرة ثقافية حول “قيمة التسامــــح وأبعاده الحضارية بين الرؤية الاسلامية والرؤية الفلسفية الغربية” ألقاها الأستاذ الدكتور عبد الله محمد علي الفلاحي أستاذ الفلسفة بجامعة اب والفائز بجائزة المرحوم الحاج هائل سعيد أنعم للعلوم الاسلامية مناصفة في الدورة الرابعة عشرة لعام 2010م وتقام ضمن مهرجان السعيد الثقافي .
وفي المحاضرة أستعرض الدكتور / الفلاحي المفاهيم المنهجية والأسس النظرية لمفهوم التسامح بين الرؤية الإسلامية والرؤية الغربية للتسامح .
وأشار الفلاحي الى أنة على الرغم من كثرة الإشارات المبثوثة في ثنايا الكتب والمجلات ، والصحف ، والمواقع الألكترونية ، التي تحدثت أو تتحدث عن التسامح لم نعثر على دراسة غطت قيمة التسامح في حضارتين كبيرتين متباينتين مكاناً وزماناً وهويةً وديانةً ….
مشيراً الى أن واقعنا الراهن يعج بالأمراض الاجتماعية الجديدة ، بفعل جملة مؤثرات وعوامل داخلية ، وأخرى خارجية …
وتطرق الفلاحي الى السلوكيات المناقضة للتسامح والتي عددها في العنف والتعصب والصراع و الظلم والاستبداد ، والتي باتت من البديهيات فأاقنعت الباحث و قبلهُ مؤسسة السعيد الثقافية بضرورة إجراء دراسة حول موضوع التسامح بوصفه قيمة حضارية بدأت بالضمور وإحلال نقائضها أو قيمها السلبية محلها ، وهذا بحد ذاته مؤشر خطر ينذر بخلل في بنيان المنظومة القيمية والأخلاقية ، الذي بانهيارها ، تنهار الأمم والحضارات ،والممالك حسب تعبير ابن خلدون .
لافتا” بأن واقع الحال اليوم الذي يظهر فيه مفهوم التسامح في الإسلام تكمن في أن مشكلة غياب التسامح أو تراجع ثقافته بين البشر على اختلاف مللهم اليوم يرجع إلى تحول الفكر أو النظرية الدينية أو الفلسفية من عقيدة ومعرفة وقيمة خالصة ، جاءت بها الكتب السماوية إلى أيديولوجيا محرفة ، وموجهة برغبة الناس ، وأهوائهم بصفة عامة ، وعند أهل القوة والسلطة و النخب المثقفة والجماهيرية بصفة خاصة ….
مؤكدا” بأن التسامح مطمح كل الفلسفات والأديان ،وأن تقييدهُ بشروطٍ ليست من أسسه النظرية وإنماتقيدٌ لصلاحياته الواسعة ،و لغايته النبيلة ، فاذا اردنا السلام يجب أن لانضع قيداً للتسامح حسب قول غاندي.
حيث كان التسامحَ مبدأٌ اخلاقيٌ وإنساني مطلق ، رغم أن سلطات اثينا لم تتسامح معه، وقيمة أخلاقية –روحية على يد سيدنا عيسى ( عليه السلام ) بقوله “أحبوا اعدائكم” .وفي أعمال وكتابات ورسائل فلاسفة عصر التنوير ….
مشيرا” الى أنة وبغية إشاعة المزيد من التسامح في المجتمع ، ينبغي للدول أن تصادق علي الاتفاقيات الدولية القائمة بشأن حقوق الإنسان ، وأن تصوغ عند الضرورة تشريعات جديدة لضمان المساواة في المعاملة وتكافؤ الفرص لكل فئات المجتمع،وأفراده.
وقد أثريت المحاضرة بالعديد من المداخلات والمناقشات من قبل الحضور أكاديميين ومثقفين ومهتمين بالشأن الثقافي والإسلامي أدار المحاضرة الدكتور علي غانم أستاذ الأدب الحديث بجامعة تعز …..