تقرير: ميليشا الحوثي “غوّل” يلتهم وزارة الإعلام ومؤسساتها
الحديدة نيوز / خاص
تتعرض وزارة الإعلام إلى حملة إرهاب ومصادرة لمؤسساتها من قبل جماعة الحوثي المسلحة، الحاكم الفعلي للبلاد، في ظل تردي الحالة الأمنية والسياسية، وتستمرئ الجماعة إضعاف أداء وزيرة الإعلام الجديدة التي تحاول تجاوز العراقيل التي تضعها الجماعة، التي قد تدفعها إلى تقديم استقالتها بديلاً للرضوخ للإملاءات الحوثية بتغيير سياسة وسائل الإعلام الرسمية، والحفاظ على تاريخها المهني.
وتجاوز الأمر مداه ليتم اقتحام مكتب وزيرة الإعلام نادية السقاف(الخميس 8/1) وهددوا بالعمل بدلاً عنها “وغصباً عنها” حد قول الوزيرة في تغريدات على تويتر، بعد ليلتين من اقتحام منزل رئيس تحرير صحيفة الثورة الرسمية فيصل مكرم وتهديده إذا لم يقم بتسليم الختم وكتابة استقالته فإن مصيره سيكون مثل مصير المراني (قائد عسكري اختطفه الحوثيون ومازال مصيره غامضا)، وقدم مكرم بالفعل استقالته للوزارة اليوم التالي لكن الختم أخذه الحوثيون معهم، ما يهدد الحكومة والوزارة بالاستقاله، نتيجة تلك الانتهاكات الفجّة.
أختام الوزارة
تتحكم جماعة الحوثي المسلحة بمقاليد الأمور في المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون منذ السيطرة عليها في 20 سبتمبر الماضي، حيث قامت بأخذ الختم الرسمي للمؤسسة وفرضت سياسة الأمر الواقع بالقوة بحيث لا يتم أي إجراء مالي أو إداري أو مراسلات إلا بموافقتهم.
وعبر ما يسمى باللجان الشعبية و “لجان الرقابة الثورية” تخنق جماعة الحوثي العمل في المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون المسؤولة على 13 إذاعة محلية وإذاعتين وطنيتين (صنعاء-عدن) وأربع قنوات تلفزيونية فضائية رسمية بالإضافة إلى العديد من مواقع الإرسال الإذاعي والتلفزيوني في عدد من محافظات الجمهورية.
يتزامن ذلك مع رفض جماعة الحوثي المسلحة تسليم ما نهبته من المؤسسة والمتمثلة بعربة نقل تلفزيوني حديثة بكل معداتها، و”وايت” مرسديس خاص بنقل الوقود لمحطات الإرسال الإذاعي والتلفزيوني في المحافظات، التي نهبتها بالإضافة إلى عشرات المنهوبات الأخرى. كباص نقل موظفين وسيارة هايلوكس ودينة نقل وعدد من الكاميرات والأجهزة التابعة لقناة اليمن الفضائية.
اعتداءات وتهديد بالتصفية
وغالباً ما تعتدي فرق اللجان المسلحة على الموظفين العاملين وتهدد بالاعتداء على آخرين وسبق أن تعرض الزميل بكر الضبياني عضو الجنة النقابية في إذاعة صنعاء ومدير عام مكتب وزير الإعلام من مضايقة وتهديدات من قبل الحوثيين إذا لم يمتنع عن العمل بعد رفضه لتلك الممارسات الخارجة عن الأنظمة والقوانين واللوائح.
كما اعتدى مسلحون تابعون للجماعة على الزميل غمدان شجاع الدين مدير التبادل الإخباري في قناة اليمن الفضائية حيث استوقفه المسلحون عند بوابة التلفزيون يوم 30/12/2014 وابلغوه انه كانت لديهم أوامر من المكتب السياسي لأنصار الله بالمجيء إلى منزله للقبض عليه بتهمة عدم تسليمه بيانات خاصة بالتبادل الإخباري كان قد سلمها سابقا، وحين قال لهم: لماذا تقبضوا علي؟ أنا لم ارتكب جرما لذلك أنا لست خائفا، فكان ردهم: هذا الكلام لم يقله (علي محسن )، وعمروا أسلحتهم وأشهروها في وجهه، ولولا تدخل بعض الزملاء وأفراد من الشرطة العسكرية كانوا متواجدين في المكان لكان حدث مالا يحمد عقباه.
ويتعرض العديد من العاملين في المؤسسة إلى تهديدات بالتصفية، والمنع من العمل إذا لم يتوقفوا عن أعمالهم أو يحتجوا على ممارساتهم الخاطئة، في غضون ذلك سيطر مسلحون تابعون للحوثي على مؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر في 16 ديسمبر الماضي، وأطلقوا النار، وأصدروا أعداد للصحيفة، وأقالوا رئيس التحرير وعدد من العاملين، وأخلت وزير الإعلام «نادية عبد العزيز السقاف» مسؤولية الوزارة غداة العدد الصادر من صحيفة «الثورة» بعد عملية الاقتحام، بقولها بأن «وزارة الإعلام تخلي مسؤوليتها من اصدارات الصحيفة التي يصدرها صحفيون موالون لميليشيات الحوثيين، بعد أن أغلقت هيئة تحرير الصحفية مكاتبها، في أعقاب اقتحام ميليشيات الحوثيين مع صحفيين موالين لهم مبنى المؤسسة، وفرض هيئة تحريرية جديدة.
وبالرغم من الإشادة بمواقف الوزيرة –حتى اللحظة- لما حدث ويحدث في المؤسسات تحت نطاقها، إلا أن مخاوف من رضوخها للأمر الواقع فيما حدث في مؤسسة الثورة، و ما يحدث في المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون.
هذا وكان قد أدى قصف وسيطرة جماعة الحوثي عشية 20 سبتمبر الماضي للمؤسسات التابعة لوزارة الإعلام إلى توقف الفضائيات التابعة لها عن البث كنتيجة حتمية للأضرار الجسيمة التي تعرضت لها المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون، حيث أصيب ثلاثة عاملين في الإذاعة والتلفزيون.
سرق “لجان الرقابة الحوثية”
وكشف تقرير داخلي للمؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون حجم الأضرار البالغة التي تعرضت لها منذ اجتياح جماعة الحوثي المسلحة للعاصمة في 21 سبتمبر2014 إلى نهب و سرقة الكثير من الأثاث المكتبي والتجهيزات الالكترونية و أجهزة الكمبيوتر من المباني وسوا في قناة اليمن او إذاعة صنعاء او محطة الوقود ومركز شعوب للإرسال الإذاعي. ويشير التقرير إلى المفقودات من أجهزة ومعدات و وسائل نقل و أجهزة ومباني تابعه للمؤسسة الحكومية في خمسة مواقع: أربعة في العاصمة صنعاء و إذاعة إب المحلية وقد تصل تقديرات ذلك النهب والأضرار إلى اكثر من ملياري ريال.
ويوضح التقرير أن لجان الحوثي التي تسيطر على حراسة للمقرات التابعة للمؤسسة نهبت مواقع المؤسسة في (حي الجراف “التلفزيون”، الإدارة العامة للمؤسسة، مركز الإرسال الإذاعي في شعوب، محطة وقود المؤسسة، محطة إب المحلية).
وبحسب التقرير فإن هناك لجنة كلفت بجرد مخازن “التلفزيون” الذي يضم ثلاث قنوات “اليمن و سبأ و الإيمان” وحصر الأضرار الناجمة عن الهجوم الحوثي وحجم الأضرار، وإنه جرى التوجيه ب”إصلاح الزجاجات، وإعادة الكهرباء وإصلاح الشبكة، وإعادة وإصلاح شبكة المياة”، وأوضح أن المخازن الفنية للتلفزيون اليمني ظلت مفتوحة ستة أيام وتحتوي على 25 ألف صنف، يجري جردها.
ونهبت الجماعة المسلحة محطة وقود المؤسسة وأشار التقرير إلى فقدان:
-الشاحنة” الوايت” الخاص بتمويل محطات الإرسال الإذاعي والتلفزيوني.
– المضخات الخاصة بالديزل والبترول,
– كمية 44141 لتر بترول شفطته جماعة الحوثي من الخزان.
-كمية 48544 لتر ديزل شفطه مسلحو الحوثي من الخزان.
– نهب 519 علبة زيت
-نهب 207 برميل زيوت تم توريدها وهي تحت الفحص للمولدات الكهربائية الكبيرة لمحطات الارسال الاذاعي، والعديد من المنهوبات الأخرى.
وأوضح التقرير أن تكلفة إعادة تأهيل محطة الوقود يحتاج على أقل تقدير 2873700 اثنين مليون ثمانمائة وثلاثة وسبعون ألف وسبعمائة ريال، وهذه التكلفة لا تتضمن المضختين والوايت والكميات المنهوبة من الديزل والبترول والزيت.
ويشير التقرير أن المؤسسة تواصلت مع جماعة الحوثي لإعادة المفقودات لكن الجماعة لم ترد على تلك المطالبات.
وأعدم الحوثيون مضختين للوقود أكدت شركة النفط أن المضختين لا يمكن إعادة تأهيلها ويتطلب شراء مضختين جديدتين.
واضطرت المؤسسة لشراء زيوت إسعافية لـ21 محطة إذاعية من شركة تجارية كلفها خمسة مليون ونصف المليون ريال(5511480) ووزعت لثلاث محافظات توزع كل محافظة للمحافظة لقريبة منها.
وقال التقرير أن مركز الإرسال الإذاعي بشعوب تعرض لأضرار بالغة وأكد أن أجهزة الإرسال والمولدات (عملاقة لايمكن سرقتها بسهوله) سليمة، لكن المسلحون الحوثيون أخذوا جميع البطاريات، والأجهزة الخفيفة وكذا معدات الصيانة الفنية والهندسية.
وقام المسلحون بأخذ صمامات الإرسال ونقلها من مكان إلى آخر وهي هامة جداً وأسعارها مرتفعة، ومن المتوقع أنها تعرضت للإتلاف. وما زال العمل جارياً في جرد المخازن التابعة لمركز شعوب.
وأشار التقرير أنه لا أضرار في المركز ‘الرئيسي في المؤسسة، وأن المبنى تعرضت لكسر الأبواب وسرقة بعض الأشياء المكتبية وتم إصلاح الكثير منها. وفي محافظة إب قال التقرير أنه جرى الاتفاق على إعادة البث وأن المبنى الخاص بالإذاعة تعرض لأضرار بالغة نتيجة قصف جماعة الحوثي في 17 أكتوبر الماضي، وأشار أن المحافظة كلفت فريق هندسي فني من قبلها للإطلاع على الأضرار.
وأشار التقرير أن المؤسسة اتفقت على تحملها نفقات الجانب الإنشائي للإذاعة، وتتحمل المحافظة توفي باقي المتطلبات الفنية والإدارية الأخرى من مكاتب وأجهزة كمبيوتر وأثاث وغير ذلك من التجهيزات.
وأكد التقرير أن أهم ما تم فقدانه مع تسلم الحوثيين للمباني هي (الوايت الخاص بتمويل محطات الإرسال الإذاعي والتلفزيوني نوع “مرسيدس”، عربة النقل التلفزيوني نوع “فورد” والتي تحمل العديد من الأجهزة الفنية الأخرى).
الجدير بالذكر أن الحوثيون يتحكمون بمفاصل الإعلام الرسمي الحكومي، ويضطهدون العاملين فيه، ويملون عليهم الأوامر لتنفيذ أجنداتهم الميليشاوية، ومن يعترض على تلك الممارسات الخاطئة فسيتلقى وابلاً من تهديد، أو اعتداء دون الشعور بالمسؤولية.
على صعيد متصل قامت جماعة الحوثي المسلحة بنهب سرقة معظم عتاد اللواء 314 حماية رئاسية الذي كان مهمته حماية الإذاعة والتلفزيون ويضم عتاده ترسانة ضخمة من الأسلحة تتجاوز عشرات الدبابات والمدرعات والآليات العسكرية والأطقم والأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة تقدر بملايين الدولارات. وكان اقتحام الميليشا الحوثية للمؤسسات الإعلام الرسمي بحجج واهية، هادفة لإضعاف عين البلاد الثالثة، وسلطته الرابعة