تهامة التاريخ.. بين صنعاء وعدن
د. يزيد بن محمد بن عبد الله
** يبدو جليًا أن أبناء تهامة، من خلال كتاباتهم ومشاركاتهم في الصحف والمجلات وفي الإعلام الجديد، ومن شدة متابعتهم للأحداث التي تدور ما بين صنعاء وعدن ونتائج حوارات السياسيين التي لم تنتهِ من سنوات ماضية متناسيين أنهم من اقليم مستقل..
** ومع أن محافظات الحديدة والمنطقة التهامية أصبحت وحسب الدستور الجديد إقليمًا باسم تهامة يجمع محافظاتها وقراها، من خلال أربع ولايات عاصمتها الحديدة، وماجاء في الدستور بأن الحكم فيها فيدرالي والذي أقره الشعب اليمني؛ فقد منحت المنطقة مسمى إقليم تهامة.
** من هنا؛ فإن لتهامة الحق أن يكون لها حضورًا، ولا يقصد بذلك الحضور السياسي، وإنما حضورها ككيان وصوت لهذه المنطقة المكلومة، إذ إن ربع الشعب اليمني يعيش على هذه الأرض، ويحق لهم العيش بسلام واستقرار، كما أن لهم الحق الكامل في اتخاذ القرارات المصيرية، كذلك تكوين إدارات تشريعية وتنفيذية مستقلة بذاتها تابعة للوطن، حسب الدستور الجديد للدولة الاتحادية، وهذا حق يكفله لها بما يلبي طموحات وأحلام هذا الشعب العريق.
**المستقبل لتهامة فأبناء هذه المنطقة لم يخذلوا الشعب اليمني على مدار التاريخ، ولم يكونوا يومًا بعيدين عن الأحداث والواقع المر الذي يعيشه اليمن، وأيًضا لم ولن يتدخلوا في متاهات حوارية سياسية معروفة نهايتها المحتومة بالخلاف والحروب والدمار.
** أهالي تهامة لن يكونوا مجرد مشاهدين أومتابعين فقط على حساب الإنسانية في البلاد، ولن يساقوا ليكونوا تبعًا أو ضعيفي الحال، وخاصة وهم يرون ثرواثهم التي حبا الله بها منطقتهم، والتي تستنزف مواردها دون وجه حق… نذكركم، فاسألوا التاريخ عن (تهامة)، وهي الآن إقليم فيدرالي ضمن له الشرعية، مع انتقال الدولة اليمنية لدولة اتحادية، وأصبحت جزءًا من هذا الوطن، ولها حضور ولن يلغي أي طامع أو خائن أو مدنس حقها في بناء الشرعية بمؤسسات الدولة في الإقليم، وهي نفسها وبأبنائها ستبني وتعمل وتحقق طموحها وطموح شعبها العريق، وستحتفظ بخيراتها التي حباها الله بها وتستفيد من طبيعتها الخلابة وتراثها في هذا الإقليم الغني برجاله الأشداء ونسائه الفضليات.
** إن أبناء تهامة يبحثون ويتشاورون لما يفيدهم ويتطلعون لما فيه صالح الوطن (اليمن) وهم مخلصون لمنطقتهم ولدينهم ووطنهم وقادته الشرعيين، ومع ذلك؛ فإن أبناء الإقليم لم يفكروا في أطماع سياسة ولم ينحازوا لطرفٍ ضد آخر، لأنهم يدركون خطورة الموقف، وفي رأيهم أن هذا شأن سياسي لا يغني ولا يسمن من جوع، وليس لهم أية مكاسب لا سياسية ولا جغرافية، ويدعون الله أن يحفظ وطنهم.
** ومن هنا؛ فإن تهامة هي أرض السلام والمعيشة والاستقرار؛ فهي دائمًا تحتوي جميع الأطياف والجماعات والأحزاب… فهذه الأرض «تهامة» بتاريخها العريق خارج إطار المحاورات ولم تدخلها كطرف أبدًا، لأن أهلها محبين للسلام والأمن والاستقرار.
** وتهامة حاضرة رغم قساوة التضاريس السياسية والأطماع الشخصية وما سجله التاريخ من أن الشباب فيها انتفضوا في يومًا ما من أجل الحفاظ على دينهم ووحدة وطنهم (اليمن السعيد) سيعودون الكرّة من جديد لأجل اليمن السعيد دائمًا..
** وعليه، يُطالب أهالي تهامة الجميع بضبط النفس من أجل الوطن والمصلحة العامة لجميع أبناء اليمن ورجالها المخلصين وشبابها الطموح، وأن يبدأوا في كتابة أحلامهم وأن يتمسكوا بها، مهما ارتفعت أصوات المدافع فإن أصوات المآذن المُنادية للسلام والعمل والاطمئنان تعلو ونبقى جميعًا إخوة متحابين، يجمعنا دينًا ولغة ووطنًا واحدًا، كما كنا من نفس واحدة، ولأننا نؤمن بالحلم، فإن حلمنا واحد..