تيسير… من خريجة أحياء إلى مقدمة برامج ومهرجانات

تيسير… من خريجة أحياء إلى مقدمة برامج ومهرجانات

الحديدة نيوز- مجيبة الشميري

كأي فتاة كانت تحلم ” تيسير فهمي 25 عاماً”  أن تختار تخصصها الجامعي الذي ترغب فيه لتحقق حلمها وطموحاتها  ، إلا انها أختارت عكس رغبتها ،فبدلاً من الالتحاق بقسم الاعلام التحقت بقسم الاحياء ، خوفاً من كلام المجتمع الذي ينظر بنظرة سلبية لوجود المرأة في الاعلام .

في العام 2016 بدأت تيسير تعليمها الجامعي بقسم الأحياء ،وظلت على مدى أربعة أعوام ، تجتهد وتثابر حتى أكملت مرحلة البكالوريوس ، واحتفلت مع اسرتها بتخرجها ونجاحها ،  لكن رغبتها في ان تصبح إعلامية ، ظلت ترافقها والتفكير في تحقيق حلمها لم يتوقف تقول تيسير لموقع “الحديدة نيوز” رغم  تخرجي من قسم الاحياء  الا أنني لازلت أرغب في تحقيق هدفي بأن أكون مذيعة.

دوافع

بدأت تيسير بعد تخرجها التفكير في كيفية الدخول الى المجال الإعلامي والبحث عن فرصة تحقق من خلالها حلمها في التقديم وان تصبح مذيعة ، لكن لم تجد ما تتمنى ، فاستسلمت للأمر الواقع وقررت التوجه الى المدارس للبحث عن فرصة عمل كمعلمة أحياء ، فحالفها الحظ بفرصة عمل بمدرسة أهلية تقول “تسير ” لموقع “الحديدة نيوز” ” لم أكن أعلم بأني حلمي سيبدأ تحقيقه من المدرسة ” .

ذات يوم نظمت المدرسة التي تعمل فيها حفلاً  وتم اختيارها  لتقديم الحفل تقول تيسير ” بعد انتهاء الحفل  جاء الي  مدير المدرسة وقال لي ” تيسر صوتك اذاعي أنتِ من اليوم مذيعة موهبتك لا اريد أن تتوقف هذه الموهبة، سنذهب إلى إذاعة الحديدة لنرى ان وجدنا لك فرصة للعمل معهم .

وتتابع حديثها قائلة : ” ذهبت برفقة مدير المدرسة الى إذاعة الحديدة وهناك  استقبلنا  مدير الإذاعة وتحثنا معه عن رغبتي في العمل كمقدمة برامج  وحينها طلب مني ان أسمعه صوتي ، فسمعه وأعجب به  واقترح عليّ ان  اقدم برنامج اذاعي في شهر رمضان بعنوان “آداب رمضانية ” وكان أول برنامج لي أقدمه ، كانت تجربة جميلة وواجهت فيها الكثير من الصعوبات، كوني لست متخصصة في الاعلام  ، ولكن تقديم البرنامج كنت أرى فيه  تحقيق حلمي .

صوت المرأة غائب

استفادت تيسير وتعلمت الكثير من تجربتها في تقديم البرنامج الإذاعي ، وأصبحت لديها عزيمة أكبر ورغبة قوية  لتقديم  البرامج الإذاعية فهي حالياً تقوم بكتابة برنامج إذاعي جديد تقول ”  أريد أن يصل صوتي للجمهور واحقق هدفي وغايتي واصقل موهبتي بهذا المجال وأن أضع بصمة بالمجتمع ، اريد ان يكون صوتي هو صوت المرأة اعالج قضاياها من خلال البرامج التوعوية ، المرأة  صوتها غائب وهي بحاجة الى من يقف الى جانبها ويناصرها فهي مظلومة من المجتمع بسبب العادات والتقاليد القديمة ، وانا اولهن لقد كان العائق الأكبر  لي أن اكون مذيعة نظرة المجتمع للمرأة في الاعلام ، ولهذا السبب حرمت دراسة الإعلام كوني فتاة .

احتياجات

ورغم ان “تيسير” بدأت تحقق حلمها وأصبحت مذيعة إضافة الى أنها تعمل في تقديم الأنشطة والاحتفالات في المدارس والجامعات  الا انها وحسب قولها لازالت  تنقصها  الخبرة في مجال التقديم والالقاء وتحتاج الكثير من الاطلاع في هذا المجال تقول  “للحديدة نيوز” نحتاج  بمدينة الحديدة  معاهد وأن تفتح دورات  تدريبية في مجال الالقاء والتقديم والتصوير لمن لم يتمكنوا من دراسة الإعلام لأن المدينة تنقصها الدعم في هذا المجال  يوجد معاهد ومراكز تنظم دورات تدريبية في محافظات أخرى لكن لا استطيع السفر اليها من اجل أن اتعلم  وادعم موهبتي بسبب الظروف التي لا تسمح لي بالسفر..

نصيحة وآمال

تأُمل  ” تيسير “أن تتغير نظرة المجتمع اتجاه دور المرأة في الاعلام،  وان يعمل الجميع على تصحيح الأفكار بعيداً عن بعض العادات والتقاليد التي تقيد دور المرأة بالمجتمع وان ننظر للفتاة بالإعلام بالمنظور الإيجابي بغض النظر عن بعض الاشياء الحاصلة بالوقت الحالي.

كما توجه  تيسير  نصيحة للفتيات تقول ”  انصح كل فتاة تحلم بتخصص وتمعنها العادات والمجتمع أن لا تستسلم لهذه العوائق وان تسعى إلى تحقيق حلمها،  وتسعى جاهدة إلى شغفها ومرادها بهذه الحياة ،وتحاول ان تواجه  كل الصعوبات والمعوقات وتجتازها وتصنع من نفسها فتاة مجتهدة ومكافحة لها بصمتها ودورها في المجتمع.

شكر وامتنان

حققت تيسير حلمها رغم كل العوائق وأصبح اسمها يتردد في الساحة الإعلامية رغم انها لم تدرس في قسم الاعلام ، وانما حبها ورغبتها لهذه المهنة واصرارها على تحقيق حلمها ،كان من أهم أسباب نجاحها إضافة الى التشجيع الذي حصلت عليه ، فهي تشعر بالامتنان  لأسرتها  وعلى رأسهم أمها ووالدها وكذا  الاستاذ عبدالرحمن العليمي ومدير إذاعة الحديدة هائل عزيزي وصديقاتها و وكل من كان له الفضل في ان تصبح مذيعة برامج ومقدمة احتفالات ومهرجانات.