الحديدة نيوز- إشراق عمر
وسط مزرعته يجلس الحاج (حميده خمج 40عاماً ) ينظر بعينية إلى أرضه التي لم يستطيع زراعتها هذا العام بسبب ارتفاع درجات الحرارة التي احرقت محاصيله الزراعية العام الماضي وكبدته خسائر فادحة .
الحاج ” حميده ” :عانى كثيراً من ارتفاع درجة الحرارة ، فهو لايزال يتذكر ما تعرضت له محاصيله الزراعية العام الماضي ، فمعظم الأشجار لم تنمو كما ان المحصول تراجع بشكل كبير ، وهو ما عرضه لخسائر ماليه ، لايزال يعاني منها ، ويقوم بسدادها للغير ، خصوصاً لأصحاب المشتقات النفطية الذين قام بالشراء منهم بالدين ، وكان ينوي السداد لهم بعد بيعه المحاصيل الزراعية .
ويشير الحاج “حميده”: أن الأرض تتطلب زيادة في كميات المياه عند ري المحاصيل الزراعية، وذلك بسبب التبخر الكثيف للمياه من التربة ،وهذا يتطلب منهم الري بشكل مستمر ،مما يعني شراء مشتقات نفطية كثيره لتشغيل المحركات ، وهو ما يخلق لهم أعباء مالية كبيرة.
اما المزارع ” احمد صغير ” : يرى ان معاناة المزارعين زادت تفاقماً بقدوم فصل الصيف وارتفاع درجة الحرارة بسبب تعذر العمل في هذا الجو، وعدم قدرتهم على تحمل حرارة الشمس الملتهبة التي تحرق الزرع والبشر .
ويضيف بالقول : أصبح المزارع في تهامة يعاني كثيراً ، اولاً من ارتفاع درجات الحرارة سنوياً ، وثانياً من غلاء وانعدام المشتقات النفطية ، وكلاهما يسببان خسائر مالية كبيرة للمزارعين ، وتجعلهم يتوقفون عن الزراعة
وتعد الحديدة من المدن اليمنية الزراعية فهي حسب تقرير سابق لوزارة الزراعة والري تنتج ما يعادل 40% من احتياج اليمن من المحاصيل الزراعية والحيوانية و يبلغ إجمالي المساحة المزروعة في محافظة الحديدة 251.098 هكتاراً، وفي حال استمر ارتفاع درجات الحرارة سنوياً ، وغياب الحلول والتوعية للمزارعين لمواجهة موجة الحر ، فان الإنتاج الزراعي في الحديدة سيتراجع ،وسيشكل تهديداً للأمن الغذائي اليمني
عقيل احمد مسؤول مكتب الارشاد الزراعي أكد لموقع “الحديدة نيوز ” أن ارتفاع درجة الحرارة على الزراعة بشكل عام له تأثير بالغ ، حيث انها تتسبب في احراق المحاصيل مما يفاقم المشاكل الاقتصادية، ويزيد من نسبة البطالة ، مع ان المزارعين لا ييأسون من البحث عن حلول، الا انهم يظلون بحاجة الى دعم وتشجيع من الجهات المعنية والمنظمات الدولية التي تمكنهم من التغلب على مشكلة ارتفاع درجة الحرارة والاثار المترتبة عليها. .
أما الخبير الزراعي (جابر حسن ): ذكر لموقع (الحديدة نيوز) انه حدث تراجع كبير للمحاصيل الزراعية ،ولمستوى جودتها في الأسواق المحلية، كالحبوب والخضروات والفواكه، إضافة إلى أختفاء تام لبعض المحاصيل الزراعية، مثل القطن، وفي المقابل حدث تزايد كبير في المساحات الغير مزروعة وتصحرها، وذلك لأسباب عديدة ومنها غلاء المشتقات النفطية وانعدامها.
المهندسة بلقيس يحيى التاج الكوكباني أخصائية بكلية الزراعة – ومحاضرة بجامعة صنعاء- قالت في تصريح لها بموقع رأي اليوم تم نشره في شهر اغسطس من العام2020 نعيد نشره في موقع الحديدة نيوز ” أن هناك تاثير مباشر للتغيرات المناخية على البيئة اليمنية والزراعية ومنها تضاؤل الغطاء النباتي وزيادة التصحر بالاضافة لحدوث إزاحة للمواسم المطرية في اليمن( تذبذب بالكمية والزمن) مما يؤدي الى عدم قابلية استمرار زراعة المحاصيل التقليدية التي تعوّد عليها المزارعون في اغلب مناطق اليمن المتنوعة زراعيا ولابد من معالجات ضرورية منها إعادة استخدام المياه العادمة ومعالجتها, واستخدام الطاقة النظيفة وترشيد استخدام الطاقة, وإعادة زراعة الأشجار الاستوائية من النخيل من أجل تكيفها مع ارتفاعات منسوبات مياه البحر, واستخدام التقنيات الجديدة والتقليدية لاستثمار مياه الأمطار, وتطوير أبحاث زراعة محاصيل مقاومة للجفاف والحرارة وتصميم إستراتيجية لمكافحة التصحر وانجراف التربة , وتنسيق رسمي بين الجهات المعنية , وتشجيع المجتمعات المحلية على الزراعة المنزلية والبستنة , والعمل على تنمية مشاريع أحزمة خضراء حول المدن , وأضافت لقد أطلقنا مشروع (معنا من أجل مواجهه التغيرات المناخية وآثارها) بالشراكة مع مجلس شباب أمانة العاصمة التطوعي (منظمة مجتمع مدني) , يهدف لتحفيز القطاع الخاص للمشاركة والتمويل في تشجير مداخل المدينة والتخطيط لإقامة حزام أخضر للمدينة مستقبلا إلا ان المشروع لم يتجاوب معه احد من كبريات الشركات والبيوت التجارية والمقاولات العملاقة والمؤسسات العامة والمختلطة فالغالبية في اليمن لا تكترثث للتغيرات المناخية ومحاولة بذل جهد لمعالجتها.