متابعات
تصدّر اسم الطفلة صالحة علي كتوع يوم أمس الخميس 23 فبراير/شباط، وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، بعد أن تمّ اختطافها من أمام منزل عائلتها بهدف طلب فدية قيمتها 250 ألف دولار.
وفي التفاصيل، فقد كانت الطفلة البالغة من العمر 7 أعوام، تقف أمام منزل والديها في بر الياس عند السابعة والنصف صباحًا، بانتظار حافلة المدرسة وبرفقة شقيقيها البالغين أربع وخمس سنوات، وتحت نظر والدتها التي كانت تراقب أطفالها من شرفة المنزل إلى حين مغادرتهم.
وبشكل مفاجىء وسريع وصلت سيارة من نوع شيروكي فضية اللون، توقفت واختطفت الطفلة فقط، وفرّت إلى جهة مجهولة وسط صراخ الأم المرعوبة.
فما كان من شقيقي الطفلة إلا أن ركضا خوفًا في اتّجاه الحافلة، من دون أن يفهم السائق السبب أو يتنبّه إلى غياب صالحة رغم بكاء شقيقيها، إلا بعدما وصل إلى المدرسة، وجرى استدعاؤه للاستماع إلى افادته حول حادثة الخطف.
واللافت أنه، وعلى طريقة الأفلام الهوليوودية، تلقّى والد صالحة اتصالًا من خاطفي ابنته بعد عملية الخطف بـ5 دقائق فقط، يطلبون فيه فدية قيمتها 250 ألف دولار، فيما سمحوا له بسماع صوت صالحة للتأكد من أنها بخير.
وعلى الفور تحركت الأجهزة الأمنية اللبنانية لتحليل داتا كاميرات المراقبة المجهزة في بعض المنازل، ورصدت السيارة التي استخدمها الخاطفون، وتمكنت من الوصول إلى أحد المشاركين في عملية الخطف، والذي بدوره أرشدهم إلى مكان وجود الفتاة في منطقة راشيا برفقة سيدة ورجل مسلح.
وتمكنت شعبة المعلومات بعد ذلك بساعات، من تحرير الطفلة في عملية نوعية وخاطفة، وقامت بتوقيف الخاطفين من دون دفع فدية.
يشار إلى أنّ علي كتوع، والد الطفلة صالحة هو سوري الجنسية، وكان قد انتقل مع عائلته إلى لبنان وتحديدًا إلى البقاع منذ 5أعوام، مع بداية موجة الهجرة من سوريا نتيجة الحرب، وأسّسوا محالّ كبرى لبيع الثياب في منطقة برالياس، تحت اسم “شركة مخازن الحنين الكبرى”، ليشيدوا منذ نحو عام منزلهم في حي تقطنه عائلات بر الياس التقليدية، ظنًّا منهم أنهم يوفرون لعائلاتهم بيئة آمنة بعيدة من المشاكل.
ولكن على ما يبدو فإنّ الخاطف يعرف الوالد جيّدًا، ويعرف إمكاناته المادية، إذ إنه قرر أن يخطف صالحة وليس أحدًا من أشقائها، نظرًا لأنها الأقرب إلى قلب والدها، كما أنه مزوّد برقم هاتف الأب الخاص، الذي يقول حتى المقربون إليه من جيرانه إنهم لا يملكونه.