” خمسون عاماً من الثورة وإنعكاساتها على الواقع اليمني “بمنتدى الدهني بمحافظة الحديدة
الحديدة نيوز / الحديدة / خاص
أقام منتدى الدهني للثقافة والفنون بمحافظة الحديدة مساء يوم أمس ندوة بعنوان ” خمسون عاماً من الثورة وانعكاساتها على الواقع اليمني ” وذلك بمناسبة الذكرى الخمسين للثورة اليمنية المباركة 26/سبتمبر /1962م التي تحتفل بها بلادنا خلال هذه الأيام وفي مرحلة عصيبة يعيد في الواقع اليمني ترتيب نفسه وصياغته من جديد وفق معطيات الواقع وتطوراته الراهنة .
و في الندوة التي أدارها الإعلامي / يحيى مهيم تحدث العديد من الكتاب المعاصرين للثورة والمشاركين في فعالياتها أو ما بعدها من حركات طلابية أو تنظيمية ثورية حافظت على بقاء الثورة مثل المقاومة الشعبية وغيرها …. ومن أهم الأسماء التي تحدثت الإخوة المترجم الكابتن قبطان / محمد عزي صالح ، الذي كان له دور مع تنظيم الضباط الأحرار في الحديدة ، والكاتب الكبير / محمد مثنى ، الذي كان له دور ريادي في الحركات الطلابية داخل صفوف الثوار الأحرار ومن ثم الفكرية والنضالية الوطنية في العمل السياسي ، والقاضي / اسحاق محمد صلاح ، الذي انخرط في صفوف المقاومة الشعبية بالحديدة للحفاظ على الثورة أثناء حصار السبعين يوماً على العاصمة صنعاء عقب قيام الثورة ، و الاستاذ/ سالم عايش الهبل ، والذي كان واحداً من الطلاب الذين تأطروا في صفوف الثوار عقب الثورة للدفاع عنها وعاصر أحداثها بوضوح وبدور المشارك على المستوى الشبابي وكذلك تحدث كلٌ من / عبدالله حسين الكولي وعلي أحمد قشر ، واللذان كانا جزءاً من الحركات الفكرية والسياسية والنضالية من أجل الوحدة وعقب الثورة في سبعينيات القرن المنصرم ، وكانا شاهدي أحداث في طفولتهما على المشهد الثوري اليمني … قد تحدث جميع الأخوة عن ذكريات من المشهد اليمني الثوري وعن أدوار تهامة وأبنائها في ذلك وما قدمته من دور كبير في قيام الثورة وفي الحفاظ عليها ، وما لحق بها من نكران وتغييب عن مدونات الثورة التي تؤرخ للثورة بعيداً عن روح المنهجية والإنصاف ، أضف إلى تفاقم معاناة أبناء تهامة عقب ذلك ، ومصادرة دورها الكبير لحسابات جهوية أخرى ، لا لشيء إلا لأنهم من تهامة وليسوا من مركز الدولة غير الوطنية ، كما تطرق المتحدثون الى العديد من الأسماء التي كان لها كبير دورٍ في الثورة ولكنها غيبت بفعل فاعل ومنها مثلاً ” محمد الهنومي ، أمين ريحان ، محمد الحيدري ،عثمان عميرة ، ابراهيم صادق ، يوسف الشحاري ، عبدالله مقبول الصيقل ” وغيرها من الأسماء النضالية الكبيرة.
ثم ألقى كلمة المنتدى الأستاذ / محمد الدهني ، رئيس المنتدى ، مفتتحاً إياها بإهداء آيات التهاني والتبريكات الى الشعب اليمني كافة بهذه الذكرى الطيبة متمنياً للشعب اليمني الخروج من أوضاعه الحرجة وأن يعاد بناء اليمن دولة مدنية حديثة تحترم الإنسان وتبني مقدراته وفق روح العصر ومعطياته الحديثة … وأن يعين اليمن على تحقيق أهداف ثورة سبتمبر المجيدة والتي وئدت بفعل المتغيرات المتعاقبة من الظروف السيئة التي مرت بها اليمن خلال الأزمنة السابقة منذ قيام الثورة إلى حصار السبعين و مروراً بالفترة الاستثنائية التي وئدت وهي فترة الشهيد الحمدي ، رحمه الله ، وهي المرحلة التي لمس الناس فيها وهج الثورة وفاعليتها الحقيقية و وجدوا خيرها من خلال ما تحقق فيها من عمل تنموي في مناحي الحياة الخدمية والاقتصادية لتنتهي باغتيال الحمدي على أيدي قوى الرجعية والظلام والرأسمال غير الوطني … ليدخل اليمن إلى مرحلة حكم عصبوي لا يمثل إلا عصابة بعينها تجمعها المصالح الشخصية على حساب المصلحة الوطنية متمثلة بعودة نفوذ القبيلة وخضوع الدولة لها ، ونتج عنها وجود مؤسسات شكلية بعيدة عن روح العمل المؤسسي والمشاركة الشعبية ، والتي انتهت بثورة الشباب السلمية في 11/فبراير /2012م ، والتي جاءت امتداداً لروح ثورة سبتمبر المجيدة ، و منها نأمل تحقق أهداف ثورة سبتمبر المستلبة وبشكل وطني عادل ، واختتم الدهني حديثه باستغراب كبير من تهميش أدوار تهامة وابنائها ولا نقول دور –على حد تعبيره- لأنها شاركت في كل مناحي ومراحل الثورة منذ الإعداد إلى الإنطلاقة إلى الحفاظ عليها والدفاع عنها … فلماذ يتم تغييبها المشاركة في السلطة والقرار و المال والتأريخ ؟….. داعياً إلى إعادة كتابة التأريخ اليمني بمنهجية وإنصاف عادل لأدوارها أدوار أبنائها التأريخية العظيمة .
وحضرالندوة التي سيتم بثها غداً من إذاعة الحديدة عدد من المثقفين والكتاب والصحفيين بالمحافظة .