|
|
بقلم عبدالكريم الشميري -أديب وكاتب :
“ضيوفا ..لامرضى”.
في الثاني عشر من أكتوبر الفائت،
وفي الساعة الثانية عشرة من الليل،
وقد بلغت روحي حلقومها انتظارًا،
في حضرة الجراحة والطبّ التجميلي.
وكلُّ انتظارٍ – بالطبع – ، مملٌّ،
لكنه غير ضار
وأثناءها كان المكان مكتظًا بالكثير، ما بين فتى وفتاة، وأمٍّ تجاوزت الستين من عمرها خضعت لعملية، وثالثٍ رجلٍ يبحث عن صلعةٍ غادرته نهائيًا قبل ساعتين، كما دخل أمامي ليعود وقد تأزّر خلف رأسه بضمادةٍ تحتها النبتةُ الأولى، مما صاغته يدُ الجراح الشرجبي، يساعده في هذا طاقمه.
ورابعُهم شابٌّ في السابعة عشرة من عمره، قدم من حيّ الجراف شمال العاصمة – كما حدثني – جالسًا بعد أن استحسن أن يُؤانسني بالحديث والأنس، وأنه خضع في الداخل لعملية تعديل أنفه.
وبينما خرج الدكتور، استدعاه لمجرّد أنه سمع صوته، فأتى يرغب في العملية الثانية.
وطفلٌ في السابعة من عمره دخل بشفاهٍ أرنبية، ليخرج وقد التأمت شفتاه جيدًا.
هنا، الجميع سعداء، رأيتهم لا مرضى، يبتغون العافية.
وأنا أغادر مركز الأطباء بشارع الزبيري، في قلب العاصمة، أهبط من الدور الثاني للمركز حيث يقع مركز الدكتور الشرجبي للجراحة وزراعة الشعر، متجهًا إلى منزلي، في الثانية بعد منتصف تلك الليلة القمرية.
حدثتني أمنيتي بأن تكون كلماتي منزلةً كما أرجو أن تكون أليفةً إلى القلب، فأترك رسالةً من هنا، كما هي، عبر هذا المتصفح:
عن الدكتور محمد الشرجبي الطبيب والأريب معًا،
أحد القلائل الحافظين للمروءة في زمن التحلّل الشامل لقيم الأخلاق والفروسية.
في عيادته العريقة الأُرومة، يسطع بضربٍ من “روحانيةٍ” اصطناعيةٍ ضارية، فتتعطّل في ظله الحياة.
«لكلِّ امرئٍ من دهرِهِ ما تعوَّدا»، فعيادة الشرجبي اعتادت الرفادة وحُسن الضيافة منذ الأصول الأولى، فليس غريبًا على السخاء الباذخ: طلاقةُ الوجه وطيبةُ النفس.
«فوجهُ الكريم خصيب».
لا شكّ، سيفجؤه ثنائي له في العلن، وما هو بالذي يفرح بذلك، ولا أنا بالذي يكيل المدائح تزلفًا أو قُربةً.
غير أنّ «المعارفَ في أهلِ النُّهى ذِمَمُ»، وهو صاحبُ جودٍ وعوارف.
كلُّ ثناءٍ يقصر عن فضل مهاراته.
«لا خيلَ عندك تُهديها ولا مالُ
فليُسْعِدِ النطقُ إن لم تُسعِدِ الحالُ»
هكذا يوصي المتنبي نفسه ويوصينا معه، نحن الذين لا نملك شيئًا، أن يحسن قولُنا وعرفانُنا بالكتابة للذين أحسنوا للناس بالفعال.
وما أبعد المسافة بين القول والفعل!
والدكتور الشرجبي يفعل ولا يقول.
«الحُر من راعى وداد ساعة»، قولة الشافعي هذه، وهو الإمام في المروءة والدين معاً، درْسٌ كهذا
يترجمه الشرجبي الطبيب في معنى النبالة وأخلاق تكرس في النفس الطمانينة منذ اول لحظة تلج فيها اقدام المريض لعيادته كبداهة. لاتصدأ ولا تفسد. إذن لنرعَ الجمايلَ ما حيينا بعد ان صار العمل لدى
هذا الدكتور جمايل يحملها مرتادي مركزه عل كواهلهم فكتبت اللحظة ماكتبت بانطباع وشهادة
.
لم تأتي طلاءاتٌ خارجية لتصنع مكانته كما تصنع الطلاءات
بغيره متعبون قَدِموا عليه مجردين
من كل السعادة وبعضا منهم بنصفها يحمل منها. بقايا لهالة، فيشركهم. الشرجبي الانسان بالحديث
لا عن تشوهاتهم. كلا فعنده سيغدو عملياتها في متناوله وكاني بها
تحصيل حاصل بسياق طويل من قصص لنجاحتها يتناقلها فيما بينهم
البين اولئك مرتادي مركزه في جلساتهم المختلفة فهو قبلا من هذا وبعده
يصغى اليهم بشغاف قلبه قبل ان تعطيهم اصابعه الكثير من الشفاء و التفوق والعناية
قلت يتحدث معهم حقا حديث
العارف والانسان بما يود كلا منهم
او يرغبه يشاركه بهذه المحمدة طاقم واداريين ومساعدي اطباء واطباء تخدير وسكرتارية. وحتي عامل النظافة من الاورومو المسلمين تسبقهم جميعهم علي محياهم الابتسامة
لكان البروف الشرجبي بوجد من ابتسامته منحهم
داقفها لاينتهي. لا لشيئ الا لأنه إنسانٌ وكفى بزائريه ضيوفا لا مرضى كما همس لي احدهم اثناء مغادرته. قائلا :
اننا ضيوفا زاد قال فضلا اكتب
التقاطاتك لنقراها انطباعا في متصفحك فاانا احد متابعيك
واراني. حسابه علي الفيس وغادر
فليس هنالك سوى ما رايته بام عيني وسمعته من وجدهم جد عنه الحديث
فالشرجبي بكل ماسبق لاشبيه له
حقا ولاشبه لي.
الحديدة نيوز موقع إخباري يمني مستقل مختص بنشر الأخبار والقصص الإنسانية والتقارير من محافظة الحديدة-اليمن، الحديدة نيوز، hodeidah news