أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، أن محافظة الحديدة هي عصب الحياة والرئة التي يتنفس عبرها أغلبية أبناء الشعب اليمني .. موضحا أن المسؤولية الوطنية والأخلاقية تحتم على مختلف الأطر الرسمية والخاصة والإنسانية، بذل أقصى الجهود وتسخير ما يمكن من إمكانيات وموارد لفائدة أبنائها والتخفيف عنهم من آثار العدوان السعودي الإماراتي والحرب المفروضة على الشعب اليمني.
جاء ذلك لدى افتتاح رئيس الوزراء أعمال ورشة العمل التي نظمتها وزارة الإدارة المحلية بالتعاون مع منظمة اليونيسيف حول محافظة الحديدة اليوم بصنعاء بعنوان ” معا لإنقاذ الحديدة من كارثة بيئية “.
كما أكد رئيس الوزراء حاجة الحديدة لعمل إنساني وخدمي كبير من قبل هذا المثلث الرسمي والإنساني والخاص، بما في ذلك مواجهة الإشكالية الكبرى الإنسانية والنظافة والبيئة وخطرها الكبير على صحة الإنسان وتفشي الأمراض والأوبئة.
ولفت إلى أن العدوان السعودي الإماراتي دمر معدات النظافة في هذه المحافظة، ما انعكس على قدرات قطاع النظافة في القيام بمهامه تجاه النظافة وإزالة المخلفات من شوارع وأحياء المدينة .. مثمنا جهد منظومة العمل الإنساني في تخفيف معاناة الشعب اليمني بصورة عامة في فترة العدوان والحصار الحالية والحديدة وأبنائها بشكل خاص.
وأعرب في ذات الوقت عن الشكر للقطاع الخاص الوطني الذي قام بدور محوري في مساعدة النازحين إلى مدينة الحديدة من المتضررين جراء العدوان.
وتطرق رئيس الوزراء إلى المهام التي أنجزتها الحكومة ضمن دورات مجلس الوزراء وسلسلة الاجتماعات التي تم عقدها لمناقشة الاحتياجات ذات الأولوية والطارئة للمحافظة بجوانبها الإنسانية والخدمية والإيوائية .. مبينا أنه تم معالجة عدد من القضايا ذات الأولوية فيما لا زال هناك احتياجات كثيرة بحاجة إلى تضافر الجهود لتوفيرها.
كما أكد على البعد الاستراتيجي الكبير لهذه المحافظة على المستوى الوطني وما تتميز به من تنوع ثقافي واستيعابها لليمنيين من عموم الوطن بمختلف مشاربهم الفكرية والسياسية والمذهبية وانتمائهم الجهوي.
ولفت الدكتور بن حبتور إلى ما يعانيه أبناء المحافظة وقاطنيها من صعوبات خلال الفترة الراهنة بفعل العدوان والحصار والذي أثر بشكل كبير أيضا على القطاعين الزراعي والسمكي بالمحافظة ووظيفتها الحيوية تجاه الأمن الغذائي.
وحذّر برئيس الوزراء في سياق كلمته العدوان من محاولة إقحام الحديدة في أعماله العدائية .. وقال ” عليهم أن يعلموا أنه في حال قرروا شن عدوانهم على الحديدة شريان ورئة اليمن، فإنهم لن يكونوا في نزهة وسيواجهون دفاعا مستميتا من قبل الشعب اليمني لحمايتها وساكنيها من غيهم وتجبرهم”.
وأشار إلى أهمية هذه الورشة وما تمثله من نشاط فكري من شانه المساعدة في إثراء الجهد القائم في إسناد المحافظة وفي الوقت ذاته تسليط الأضواء على أوضاعها الصعبة علاوة على الخروج بنتائج لصالح تعزيز جهود قيادتها في مواجهة وتجاوز التحديات الإنسانية .
وأعرب بن حبتور عن الشكر لكل من ساهم وشارك في الإعداد والتحضير لهذه الفعالية، وتمنياته لها الخروج بنتائج عملية تخدم المهام التكاملية في التخفيف من مأساة أبنائها الكبيرة التي صنعها العدوان والحصار.
وفي الورشة التي حضرها وزراء الإدارة المحلية علي بن علي القيسي والتخطيط والتعاون الدولي الدكتور عبدالعزيز الكميم والصحة العامة والسكان الدكتور محمد سالم بن حفيظ والدولة الدكتور حميد المزجاجي.. أشار وكيل وزارة الإدارة المحلية لقطاع الرقابة وشؤون الوحدات محمد شوكه إلى أهمية الورشة في إنقاذ محافظة الحديدة من الكارثة البيئية جراء تراكم القمامة والمخلفات الصلبة.
وأشاد بجهود شركاء التنمية المحلية والمنظمات الدولية في مختلف المجالات .. داعيا المنظمات إلى مضاعفة الجهود وتكثيف البرامج الهادفة مساعدة النازحين والمتضررين جراء العدوان والحصار الجائر كون العدوان الهمجي لم يستثن بشرا ولا حجرا.
من جانبه عبر محافظ الحديدة حسن الهيج عن ثقته في الحكومة والمنظمات الدولية ورجال الأعمال لمساعدة جهود المحافظة لتجاوز محنتها البيئية.
وأشار إلى الأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الكثافة السكانية ودرجة الحرارة المرتفعة التي تمثل بيئة مناسبة لانتشار الأمراض والأوبئة في ظل انحسار إمكانيات المحافظة جراء الأوضاع الصعبة التي سببها العدوان والحصار.
وأوضح المحافظ الهيج أن محافظة الحديدة معرضة لكارثة بيئية جراء تراكم القمامة والنفايات بعد أن دمر العدوان والحصار كل مقومات وإمكانيات صندوق النظافة والتحسين وحرم الصندوق من غالبية إيراداته.
بدوره قدم مدير صندوق النظافة والتحسين بالحديدة محمد شرف الدين عرضا حول الوضع الراهن لقطاع النظافة في المحافظة والاحتياجات الملحة للصندوق ليقوم بعمله على أكمل وجه.
تخلل الورشة مداخلات من عضوي مجلس النواب هبة الله شريم وعبده محمد ردمان ومدير عام التعاون الدولي بوزارة الإدارة المحلية حسن الحقاري وممثلي منظمات “اليونيسيف” و”كير” و”الهجرة الدولية” والبرنامج الإنمائي، تطرقت إلى سبل تنسيق الدعم والمساندة لصندوق النظافة والتحسين بالحديدة للتغلب على الكارثة البيئية المحدقة بسكان المحافظة.
وأكدت المداخلات ضرورة تدخل المنظمات الإنسانية لتوفير خدمات نظافة متكاملة وضمان ديمومتها من خلال صيانة معدات الصندوق وإعادتها إلى الخدمة فضلا عن توفير المشتقات النفطية اللازمة لتشغيلها.