الحديدة نيوز/غانية مساوى
داخل منزلها تجلس ” سهام “ يومياً وهي فتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة ما بين ساعتين الى ثلاث ساعات تعمل في لف الخيوط ،او ما يسمى في الحديدة ، كب الخيوط على العطل ، وهو عباره عن مجسم كروي يتم نقل الخيوط عليها .
سهام البالغة من العمر 20 عاماً تقول لـــ ” الحديدة نيوز” اضطررت للعمل في مهنة لف الخيوط أو ما نسميها في الحديدة مهنة ” الكبيب ” من أجل الحصول على المال ، لكي اوفر بها ما احتاجه من مصاريف وشراء مستلزمات الدراسة ، ولم تمنعني إعاقتي عن العمل، حيث يتم استخدام هذه الخيوط في صناعة المعاوز الحوكية .
وتضيف ” بهذه الخيوط التي أجني منها المال أنسج أحلامي كل يوم ، لا اريد أن أيأس أو استسلم ، سأعمل وأكافح حتى تحقيق حلمي ، لن تكون إعاقتي هي حجر عثرة في طريقي، الحمدلله ها انا قد وصلت للصف الثالث ثانوي ، وبعد ذلك سأنتقل للدراسة الجامعية ..
تعيش سهام حالياً في مدينة الحديدة بعد ان اجبرتها الحرب على النزوح من منزلها الكائن في قرية منظر وتقول :” عشت حياتي في قرية لا يوجد فيها خدمات صحية متطورة ولاما يجعلها مؤهله لتحقيق احلامي ، التي أرى بأني أنسجها يومياً بالخيوط البسيطة ،كانت معاناتي اكبر من احلامي ، ولكن تغلبت عليها ،ونظرت الى الحياه من منظور التفائل والأمل، بانه لا فائدة بان أعيش حياتي مقعده لا نفع مني ولا جدوى ، أو أعيش عاله على الاخرين.
عانت “سهام” من الإعاقة منذ ولادتها ،ولم تتمتع بطفولتها او تعيش كبقية الأطفال تخطو خطوه تلو الاخرى ، أو تجري وتلعب في الشوارع مع أصدقاءها .
وتقول:” رغم إعاقتي واصلت مشوار الأمل ،الذي كان يكبر مع كبر سني سنه تلو الاخرى، فمنذ ان كنت طفله صغيرة لم اشعر بحجم الألم، الذي اصبحت اشعر به الان ،فكلما كبرت احلامي يزداد وجعي وتزداد معاناتي.
/ثبوت وتحدي/
بدأت سهام في تحدي إعاقتها والتحقت بالمدرسة للمرحلة الابتدائية ، وكانت حينها تسير قليلاً على قدميها ، ومع مرور السنين الى ان وصلت لمرحلة الإعدادية ،بدأ الألم يزداد شيئا فشيئا حتى وصلت الى الثانوية، فكانت خطاها تزداد تعرجاً وتقول ” كان اخي يحملني كل يوم الى المدرسة ،ونظرات الكثير من الناس من حولي وكأنها تقول لي ما الذي يجبرك على تحمل هذا العناء ،والبعض الاخر ينظر الى بنظره احتقار وكأنها تقول معاقه تكابر على اكمال دراستها، لكن لم اكن أهتم بتلك النظرات ، واعود الى المنزل وأذاكر ماتلقيت من دروس
بعد ذلك أقوم بالعمل في لف الخيوط على الرغم من انه لا أجني منه سوى ثمن قليل من المال ويأخذ وقت طويل وجهد كثير لكن مع الاحلام والآمال التي تنغرس في قلبي لا اشعر بالتعب.
/نقود قليله تصنع الابتسامة/
من ثمن بسيط تزرع سهام في قلبها الابتسامة وتحصد سعادتها التي قد لا يتمتع بها الاخرون أملاً منها في اكمال دراستها الجامعية وباقي الدراسات التي تامل بإكمالها فقد يكون المبلغ قليل لكنه يعني لها الكثير وامثالها المعاقين والمعاقات.
/التمسك بالأمل/
وعلى الرغم من ان سهام لم تسير على قدميها كبقية اخوتها إلا ان لديها امل كبير في السير على قدميها حيث تقول ” لازال لدي أمل بأن حلمي سيتحقق وسأمشي على قدمي خطوه تلو الاخرى فمرضي عباره عن تشوه خلقي يمتد من الرجل اليمنى الى الدماغ وكانه شجره ممتدة بعروقها حيث وانني لم اترك مستشفى ولا طبيب إلا وترددت عليه واستشرتهم في امر اعاقتي فكل منهم يسدي الي نفس الكلام بان اعاقتي نسبيا مؤقته تحتاج الى عمليات حساسة في الخارج وبأسلوب متقدم ومتطور وبثمن باهض لا استطيع توفيره وكل ما اتمناه ان يقفوا الى جانبي ويساعدوني في إجراء العملية لأعيش حياتي بشكل طبيعي .