|
أم احمد .. سيدة تعلم الفتيات قيادة السيارات في الحديدة
الحديدة نيوز- مجيبة الشميري
في عام 2019 نشرت “أم احمد ” على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي منشور إعلاني ، دعت فيه الفتيات الراغبات بتعلم قيادة السيارة التواصل عبر رقم تلفونها مقابل اسعار رمزية ، شرط أن تكون المتدربة لديها سيارة .
أم احمد بعد نشرها الإعلان تفاعلن معه عدد من الفتيات ، وتواصلن معها لكي تمكنهن من قيادة السيارة تقول لموقع الحديدة نيوز” جاءت فكرة تعليم الفتيات قيادة السيارة ، بعد أن طلبن مني بعض الصديقات أن أعلمهن القيادة، لأن مركز تعليم قيادة السيارة أغلق جراء الحرب ، ومن هنا رأيت ان امامي فرصة لاستغلالها ، لتوفير فرصة عمل اعتمد عليها كمصدر رزق ، بدلاً من الجلوس في البيت دون عمل ” .
وواصلت ام احمد حديثها بالقول ” شعرت بسعادة بالغة عندما بدأت تدريب الفتيات ، حيث أقوم بتدريبهن نظري وعملي ، والكثير منهن اتقن القيادة بفترة وجيزة ، والحمدلله بدأت اتلقى طلبات بشكل مستمر من الفتيات ، وكل شهر أقوم بتدريب فتاتين فقط ،ففي الآونة الاخيرة اقبلن الفتيات على تعلم قيادة السيارة ، بعد أن استطعن التغلب على النظرة السلبية للمجتمع والعادات والتقاليد التي كانت ترى انه من العيب ان تقود المرأة سيارة “.
الحديدة ..التجار يستقبلون “رمضان” برفع أسعار السلع الغذائية
ورغم النجاح الذي حققته فكرة ام احمد الا انها تواجه معوقات وتحديات كثيرة ، ومنها عدم وجود مركز مفتوح بالمدينة أو مكان واسع تقوم بتعليم الفتيات ، مما جعلها تقوم بتعليمهن في بعض الشوارع التي لا تشهد ازدحاماً ، كما انها تعاني من انعدام المشتقات النفطية بشكل متكرر وهو ما يجعلها تتوقف لعدة أيام حتى يتوفر البنزين ، إضافة الى اقناع الفتيات على التغلب من الخوف أثناء القيادة ، فاغلبهن يتملكهن الخوف اثناء القيادة خلال فترة التدريب حسب قولها ..
واجهت ايضاً ام احمد سيدة تعلم الفتيات قيادة السيارات في الحديدة تحديات أخرى فكانت تتلقى رسائل سلبية من بعض الناس تعاتبها على قيامها بتعليم الفتيات وتشجيعهن على قيادة السيارات ، فالبعض اتهمها بالخروج على العادات والتقاليد التي يتمسك بها المجتمع وانها خرجت ايضاً عن المألوف ، لكنها في المقابل تلقت رسائل إيجابية من بعض الناس ، وشجعتها على الاستمرار والمواصلة في تدريب الفتيات ، لأنه اصبح من الضروري ان تتعلم المرأة قيادة السيارة من اجل ان تعتمد على نفسها في الخروج والذهاب الى مقر عملها او الى أماكن أخرى ، دون الانتظار لأن يقوم احد بتوصيلها ، او الركوب في الباصات العامة التي عادة ما تواجه المرأة الكثير من التحرش.
تطمح “ام احمد” أن يكون لديها مدرسة خاصة بتعليم قيادة السيارة للفتيات ، وكذلك تعليمهن على صيانة الأعطال الفنية التي قد تواجههن أثناء القيادة ، كما تطمح ان ترى المرأة اليمنية تقود سيارتها بكل حرية دون أي مضايقات من المجتمع .