صنعاء : في مستشفى الثورة مثقلون بالهموم من أجل صحتهم

‏  3 دقائق للقراءة        597    كلمة

 

صنعاء : في مستشفى الثورة مثقلون بالهموم من أجل صحتهم

الحديدة نيوز / صنعاء /  فيصل عبد الحميد

القادم إلى العيادات الخارجية بمستشفى الثورة العام بصنعاء – أهم وأكبر مستشفيات الجمهورية – يدرك كم أن الكثير من المرضى مثقلون بالهموم من أجل صحتهم التي يبحثون عنها في دهاليز وأروقة المستشفى وساعات الانتظار أكثر من مملة تضيف هماً آخر أشد قساوة في انتظار طبيب.

فهذا محمد عبد القوي معاق تماماً بالأطراف مع ضمور شديد بسبب انزلاق فقرات في الرقبة على حبله الشوكي.. وصل صنعاء قبل أسبوعين بعد أن أحاله طبيب المخ والأعصاب في عدن لإجراء العملية في صنعاء نظراً لعدم توفر الإمكانيات لإجرائها في عدن وعندما وصل محمد إلى عيادة المخ والأعصاب في مستشفى الثورة رفقة ابنته أماني 16 – المثقلة بهم أبيها المعاق – يحدوها الأمل بشفائه قطعت تذكرة المعاينة في وقت مبكر من الصباح، إلا أنهما ظلا في انتظار الطبيب الذي لم يصل إلى عيادته إلا في العاشرة والنصف.
ابتسمت أماني عندما بدأ الطبيب النظر إلى ملف أبيها الذي يحتوي على عدد من الفحوصات وأشعة الرنين الخاصة بالعمود الفقري.. لكنها تفاجأت بالطبيب يأخذ ورقة ويكتب عليها، رقم تلفون طبيبا آخر ، أخبرهم أنه متخصص في هذه العمليات.
وشدد الدكتور على عمر وابنته بالتواصل الفوري مع الدكتور الذي أعطاهم رقمه وإجراء العملية لديه لتقول أماني عندما تم التواصل مع الدكتور مساءً أخبرهم أن يأتون إليه في أحد المستشفيات الخاصة وعندما وصلوا اكتفى بالنظر للأشعة ليقرر لهم عمل المزيد من الفحوصات والاستعداد لإجراء العملية..
وعندما سألت أماني الدكتور: سنعمل العملية غداً في الثورة؟! تفاجأت برد حاد من الدكتور: أذهبوا للثورة إذا كنتم تريدون عملهاهناك.
أدركت أماني أن معاناة أبيها ستظل مستمرة ولكن ضيق الحال لا يسمح لهم بالانتظار أكثر بعد معاناة أبيها 15 عاماً.
وقررت عمل العملية لأبيها بعد أن تبرع العديد من فاعلي الخير بالتكاليف في المستشفى الخاص لدى الدكتور ذاته “الذي يعمل أيضاً في مستشفى الثورة“.. لتعود البسمة إلى أماني أملاً في عودة أبيها لطبيعته بعد العملية وإجراء التمارين الطبيعية له “ولكن ذلك لم يحدث” قالت أماني.. أما والد الطفل/ أحمد معمر – من زبيد – أتي منذ أسبوع يلتمس الشفاء لولده المكسور قدمه اليمني ولكن يبدو أنه أكثر حظاً من آخرين كونه يسكن صنعاء، لكنه مستاء مما تقدمه العيادات فقد بدأت معاناته بـأشعة وفحوصات لم يتمكن من فعلها داخل العيادات لزحمة المرتادين مما اضطره للبحث عن قطاع خاص يجبر كسر فلذة كبده ورغم أنها أرهقته مادياً.. حد قوله.
لكنه لم ييأس وعاد للمراجعة ومنذ ثلاث أيام وجدناه يفترش الأرض منتظراً دوره أمام العيادة وفي الأخير يقال له” انتهى الدوام عد غداً“.
مواطن آخر من الحديدة رفض ذكر اسمه قال إنه أتى منذ 12 يوماً ويتابع على إجراء عملية (جيوب أنفية) في عيادة الأنف وأذن والحنجرة ويشكو نقص السيولة المادية لديه والروتين الممل في العيادات الخارجية التابعة لمستشفى الثورة العام صنعاء وبلهجته التهامية البسيطة يقول “ما فيش تسهيل تجلس طالع نازل طالع نازل والمعاملات صعبة“.
المعاق.. أحمد يعاني من احتكاك أعصاب لم يجد المختص في عيادة الأعصاب، ظل هو الآخر منتظراً أمام العيادة ولم يأت أحد.
وهذا مريض آخر يعاني من كسور في الأقدام قدم من ريمة يحبو على البلاط، ظل منتظراً أمام عيادة الجبس دوره إلا أن المختص خرج مغلقاً الباب خلفه وأشار بيده تعال “غدوة” يقول له.

عن gamdan

شاهد أيضاً

“اليمن : قصة مأساوية لحياة الطفولة المهدورة وجرائم العنف القاتلة”

‏‏  3 دقائق للقراءة        550    كلمة الحديدة نيوز // اشراق الصبري صنعاء – اليمن  في بلد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *