ظاهرة إطلاق الرصاص الحي والأنفجارات القوية الناتجة عن الألعاب النارية في أمانة العاصمة صنعاء مصدر قلقا وإزعاجا لا يطاق لأحد أثناء مراسيم وطقوس حفلات الزواج وغيرها من المناسبات الأخرى في اليمن بشكل عام.
حيث تنتشر في موسم الصيف وبشكل واسع حفلات الزواج، إلا أن عودة ظاهرة إطلاق الرصاص والألعاب النارية القوية من جديد، وانتشار مكبرات الأصوات في الأحياء والحارات باتت مصدر إزعاج وإلى أوقات متأخرة لتصل أحيانا إلى ساعات ما قبل الفجر.
في حين تبقى ظاهرة إطلاق الأعيرة النارية جريمة بحد ذاتها ترتكب بحق ابناء المجتمع، والتي تقتل العشرات من الأبرياء، باتت محل إدانة واستنكار، حين يظل القاتل مجهولا، بما يعرف ” الرصاص الراجع”، التي تجعل وتحول بعض الأعراس والأفراح إلى مأتم، بل وتسبب عدد من المآسي لبعض الأسر، مقابل فرحة أسرة تحتفل بزفاف أحد أبنائها دون أي مبالاة بأرواح الآخرين من الضحايا، بينهم نساء وأطفال سواء في المدن أو قرى الريف اليمني.
من حق كل أسرة أن تفرح وتحتفل بسعادة زواج أبنائها، وبالطريقة التي لا تراها انتهاكا وتجاوزا للآخرين، حتى لا تقلق مضاجعهم وأوقات راحتهم من جيرانها في الحارة والحي ، والتي تعد مثل تلك سلوكيات ومسألة أخلاقية، يجب أن يتحلى بها الجميع، احتراما للإحساس والمشاعر نحو الآخرين قبل أن تكون طقوس فرائحية أثناء حفلات الزواج.
الأمر الذي كان قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي قد تطرق إلى هذه الظاهرة ومخاطرها في إحدى محاضراته الرمضانية، مؤكدا خلالها بأن الظاهرة أصبحت مصدر وحل إزعاج للمواطنين في مختلف المدن اليمنية، يجب التقليل والحد منها.
الجميع يدرك ودون استثناء لأحد ، أن ازدواج الظاهرة بسلبياتها المتعددة ” إطلاق الأعيرة النارية الحية، والإنفجارات القوية للألعاب النارية، وإزعاج مكبرات الأصوات” في مناسبات الأعراس ممقوتة، ولكنها للأسف لا زالت حقيقة مؤلمة وظاهرة سائدة في المجتمع، بالرغم من وعي وإدراك الكثير أن إطلاق الرصاص الحي في المناسبات يؤدي إلى إزهاق ارواح الأبرياء في مناطق كثيرة، وأن إطلاق الألعاب النارية لاسيما القوية منها باتت محل قلق وإزعاج مفزع، لاسيما في فئات المرضى في المستشفيات وفي أوساط النساء الأطفال، وتيقظ مكبرات الأصوات مضاجع الأهالي في الحارات والأحياء السكنية.
إلا أن ما ينتظره السواد الأعظم من المواطنين من أهالي وسكان العاصمة صنعاء، قرار مسؤول وقوي من قيادة وزارة الداخلية، وأمانة العاصمة، والسلطات المحلية في المحافظات، بمنع إطلاق الرصاص الحي في جميع المناسبات المختلفة، بالإضافة إلى وضع حد لتداول الألعاب النارية التي تحدث أصوات من الانفجارات القوية، ومنع استخدامها في المدن الرئيسية، وفرض عقوبات وغرامات رادعة ومجحفة بحق المخالفين، كان من يكون دون فرق بين هذا وذاك، حفاظا على أمن وسكينة وطمأنينة أبناء المجتمع.